أن الأسس التي وضعت لتهديم الإسلام، بعد وفاة النبي(صلواته تعالى عليه وعلى أله)، حتى أن وصلت إلى معاوية، كانت مرتبة مسبقا، وتسير بخطى مدروسة، وعمقها من العمق الجاهلي، والشواهد معروفة لأهل التاريخ، وكيف كان التشويه في كل تعاليم الإسلام الحقيقية، وكيف أبعد المجتمع عن أهل بيت النبوة، الذين يحملون الفكر الحقيقي للدين الحنيف، فأنهم يتنفسون هواء الوحي، وفي بيتهم تهبط الملائكة. ثمة أمرا ذكره الإمام علي (عليه السلام)، وهو يوصي سلمان المحمدي (رضوانه تعالى عليه)، يا سلمان إن الناس ثلاث، أما عالم رباني، أو متعلم على سبيل النجاة، أو همج رعاع، ينعقون مع كل ناعق، وبهذا التقسيم، فان سيد الأوصياء، قرأ واقع الأمة، فأهل البيت تحملوا ما تحملوا من اجل الإسلام والمجتمع، فتجدهم في كل المواقع يقدمون و يخدمون المجتمع، ليصل إلى التكامل، فالمجتمع الحقيقي، يتبع الحق ولا يتبع الأشخاص، ولو أن الأمة أتبعت وصايا نبيها لما ضاع الإسلام، وقتل وشرد أبناء الرسول( صلواته تعالى عليه وعلى أله). تأسيس المجتمع لعبادة الأصنام البشرية؛ من صنع معاوية لعنه الجبار، وهذا الأمر تبين بحربه التي شنها على الأمام علي، عليه السلام، فكانت الأمة تنطلي عليها المكائد التي قام بها معاوية من رفع المصاحف، ثم إلى لجنة التحكيم، فأدت إلى تخاذل القوم عن محاربة أهل الشام، وبهذا نجح بني أمية ومن يتبعهم، بتذليل المجتمع، وقالها: معاوية بصوت عالي، أني أقاتل لكي أتأمر عليكم، وأتسلط على الرقاب، ولاتهمني صلاتكم وصيامكم، ولا يعنيني الإسلام وأهله. بعد وفاة معاوية؛ انتهى الاتفاق بين الحسن (صلواته تعالى عليه)، وبين معاوية الذي لم يلتزم به، وبهذا فبذرة الثورة وضعها الحسن(عليه السلام) بالاتفاق، والتنفيذ أصبح بيد الحسين(عليه السلام)، فكان العمل له بعدين، الأول أنساني، بعد وصول الرسائل للإمام، والدعوة له بأن أقبل، تجدنا رهن أطاعتك، فكانت ألاف الكتب، ورسائل عدد كبير من الشخصيات من أهل الكوفة، في ذلك الوقت، فأصبح واجب عليه أن يأتي أليهم، والبعد الثاني؛ إسلامي فأن التعاليم الإسلامية غيبت تماما، وضاعت العبادات والمعاملات، وتسيد الاجتهاد أهل النفاق، والتحريف أخذ مأخذه، فلابد للإمام أن ينهض، ليعيد للإسلام روحه وجوهره الحقيقي. الغربة وعالمها، والوحدة ووحشتها، والتضحية وشموخها، والعطاء الجزيل المستفيض، والكرم المتناهي، والروح المتفانية في أخلاصها، والعهد الذي لا يتخلى عنه، والحفاظ على حرمة الكعبة، والوعد بان لا يبخل بشيء، فأنجز مهمته على أكمل وجه، فما كان ألا أن يمنحه الباري، ما وعده، ووعد المؤمنين المخلصين، فجعله قبلة الأحرار، ومن أحدى كرامته، أنه يستجاب تحت قبتهالدعاء، فنعم الخالق ونعم العبد. في الختام؛ الثلة التي قاتلت بني أمية هم المجتمع الرباني، والثلاثون ألف مقاتل هم الهمج الرعاع، الذين ينعقون مع كل ناعق.
|