مكاتيب عراقية |
1 وهذه مناطحة ظريفة لطيفة خفيفة في باب الناكزُ والمنكوزْ عندَ أهل جازَ ولا يجوزْ . فلقد اختلفَ قوم الفيسبوك من كل المِلل والنحل والطوائف حول تفسير فعل النكز الرحيم . فمنهم من قال بأنهُ صحة وعافية وفكّ أسر للصفحة العليلة ، ومنهم من اعتبرهُ تنبيهاً وتحية ، وفرقةٌ أفتتْ بأنهُ صنفٌ من الحرشة الأبتدائية التي تشبه ملاعيب أول الصبا ، خاصةً إذا اختلفَ جنسُ الناكز عن المنكوز ، والفتى الشاطر مارك روزنبيرك أعلم به وما تصنعون !! 2 في محاولة ممكنة لإصدار براءة ذمّة شعرية مهذّبة جداً ، أو صكّ غفرانٍ وندمٍ كبير ، تذهب شلة من شعراء فيسبوكيين مشهورين ومغمورين يخيمون بباب الستين من العمر الهارب ، فيكتب واحدهم أو واحدتهنَّ قصيدةَ غزلٍ ملطخة بسواخن الدمع وخبرة الأيام ، ويهديه لشريك حياته في الدار . وبباب المرض الشديد ، سيوشوشُ بإذنها ويخبرها بأنها أجمل نساء الأرض . فوق فراش الموت سيجمع أبو الحروف الذي وهن عظمه وصوته ، أبناءه ويطلب منهم الصفح ، لأنه قد يكون سبباً ببعض أوجاعهم . بعدها سينام الشاعرُ نوماً أبدياً هانئاً !! 3 وعندك حشد عظيم من الصحب والصويحبات الألكترونيين ، فتحط ببريدك رسالة طلب صداقة من واحدة لابسة من غير هدوم ، على رأي الزعيم المناضل عادل إمام . قبل الموافقة الحاسمة على تلبية طلبها ، ستذهب وأنت الشاطر اللماح العادل ، إلى صفحتها ليكون فرمان قبول صداقتها من عدمه ، متكئاً على خلفية وزبدة محتوى صفحتها . هناك ستجد الكثير من الصور العارية وهذا شأن خاص بالبنت الدلوعة الحلوة ، لكنك سترى أيضاً ، صوراً معلنة لكتّاب وأدباء وفنانين ومعممين حتى ، تطرز صفحتها المغرية ، كانوا قد وافقوا على طلب صداقتها ، وربما هم من أرسل إليها الطلب مذيلاً بقصيدة عشق لذيذ !! 4 على واهس الشعر الفيسبوكيّ السهل ، وقنصاً من بعض هبات هوى تشرين ، سنختم مكتوبنا بهاي الرفسة الوطنية الموجعة : سأزرعُ وطنيَ المريضَ بقلبي ، وسأهجُّ به هجيجاً موحشاُ بعيداً عن موضع الألم . سأهدهدهُ بنعمة الأسئلة الرحيمة ، وسأجوّدُ فوق رأسه الحار الليلةَ مثل جسم نواس ، ما تيسّر لي من حفظ المدوزنات النائحات : وين آخذك وين انهزمْ بيكْ بضلوعي لو بعيوني أخلّيكْ |