القومية ، تلك المفردة التي دخلت عقولنا عنوة ونحن أطفال ، وأمتلأت أدبياتنا ومناهجنا بهذا المصطلح ، ومنها (الثقافة القومية) ، الدرس الذي دُسّ في مناهجنا الجامعية ، وبأسمها كان العراق السبّاق الوحيد لكل حادثة أو خطب يلم بأمة العرب ، فقدنا على أثرها خيرة شبابنا في الحروب الطويلة مع اسرائيل رغم كوننا لسنا من دول المواجهة ، بطولات نادرة سطرها الجيش العراقي الذي لم يعد له وجود ، لا عقائديا ولا ضبطيا ، ومقبرة (جنين) التي ضمت44 شهيدا عراقيا في فلسطين عام 1948 خير شاهد ، هو مَن أنقذ (دمشق) من السقوط في حرب عام 1973 ، بأسم القومية ، كان المقدم (جمال جميل) العراقي قائد أول انقلاب في اليمن فاُعدم ولا تزال هنالك ساحة بأسمه ، العراق ، كان له الفضل في بناء الجيش والتعليم في اليمن ، وبعد ذلك قام (عبدالله السلال) بأنقلاب ناجح في اليمن ، كان خريج الكلية العسكرية العراقية ، والتي تخرج منها (علي عبدالله صالح) و(جعفر النميري) ، و(معمّر القذافي) ، وغيرهم الكثير من القادة العرب ، بأسم القومية ، أرسل (العراق) ، الآلاف من مدرّسي اللغة العربية الى (الجزائر) ، للتخلص من تَرِكة سياسة (الفرْنَسة) التي مارسها الأستعمار الفرنسي ، لأعادة اللغة العربية الى القِها في هذا البلد ، العراق الذي طالما دعم القضية الفلسطينية بالمال والسلاح ، العراق طالما احتضن الطلاب العرب في الجامعات العراقية ، وبدعم من الحكومة ، وحتى (جيبوتي) ، كانت لها حصة من الدعم العراقي ، وغير ذلك الكثير . لكن ما الذي جنيناه من هذه (القومية) ، التي أتضح انها مجرد ماركة للتجارة ، مُحيتْ لأنها لا تمثل شيئا أمام عنواين كانت دفينة لأجل طويل ، كالطائفية !.فمن مهّد لأرتال الأحتلال ؟، أرضا ومياها وسماءً سوى الدول العربية ، من أكتفى بالتفرج على العراق وهو يُذبح يوميا ؟، وبدلا من أعانة العراق على النهوض من كبوته ، ارسلت هذه الدول انتحارييها وقنابلها وعبواتها ، وأموال دعمها للأرهاب ! ، مَن تدخل شخصيا لذبح (سوريا) ؟ ، وتدخل (تركيا) على الخط ، بعبثها في المنطقة وأحتلالها لأراضٍ عراقية وسورية ودعمها للأرهابيين ، وتهجمها على العراق بكل استخفاف وقلة أدب بعبارات بعيدة عن الدبلوماسية بل الأخلاق العامة ، وأصاب العرب (الخَرَسْ) ، وكانت النتيجة ، الملايين من اللاجئين الذين شحّت عليهم أرض العرب ونبذتهم بدلا من أيوائهم ، فتقاذفتهم البحار والمنافي ودول الغرب الكافر !، ومشيخة الوهابية السعودية ، تشكل ما يسمى (التحالف العربي) ، وتبدد المليارات لذبح أطفال اليمن ، كان آخرها مذبحة (صنعاء) ، فأرادت (أمريكا) دفع الحرج عن تلك المشيخة التي لا تعرف الحرج ، لتستكمل بدورها مسلسل الذبح ، فأدعت أن أحدى سفنها تعرضت الى نيران صواريخ (الحوثيين) في مضيق (باب المندب) ، ولا ندري أين الدليل ، وبأي طراز من الصواريخ ، وما مصلحة (الحوثيين) في ذلك ، وأين كانت عين (التحالف الأعور) عن رصد هذه البطريات كونها أهدافا سائغة ؟، براداراتها والتي يجب أن تكون كبيرة وبطيئة الحركة ، فأستبدلتها بالمدارس والمستشفيات ! ، وظهرت (تباشير) تنفيذ التهديد الأمريكي هذا اليوم بضرب ما تدّعي انها مواقع لرادارات الحوثيين ، ووقفتم مكتوفي الأيدي . بل أن البعض آثر الأرتماء في الأحضان التركية ، تحت شعارها (تطهير المنطقة من الأرهاب) ، فيبدو أن (هذا البعض) قد اشتاق لعصر (الخوازيق) العثمانية !، والجميع يعلم ، أن الأرهاب الحقيقي ابنها المدلل ، وأن الأرهاب الذي تدّعيه (تركيا) ما هو الا حزب العمال الكردستاني ، مشكلة تركيا الداخلية ، فما لنا وما لهم ؟! ، فأين كلمات الشجب والأستنكار ، وهي الوحيدة التي تجيدونها وتبرعون بها !؟. هل تعتقدون أن ثمة حكومة شيعية (أو أيا كانت) ، تدير البلد ؟ حتى لو كانت الحكومة الأفسد والأكثر فشلا في التاريخ وهي لا تشرفنا !؟ هل تهمكم هذه المسميات الى هذه الدرجة ، حتى لو كانت مسميات بعلامات تجارية مزيّفة ؟ ، فما هذا التخبط والنظر الأحول ؟!. كنت اطالع الفضائيات العربية والعالمية في ليلة العاشر من محرم ، وقد نقلت الفضائيات الأجنبية جانبا من هذا الحدث ، لكني لم أجد أي ذكر لهذه الفاجعة والدرس المؤلم العميق الذي يعني الكثير لكل أحرار العالم ، ربما لأن بعضكم يعتقد ان (الحسين قُتِلَ بسيف جدّه) على حد تعبير (ابن العربي) الأسم على المسمى ! ، وأن أمير المؤمنين (يزيد) اجتهد فأصاب فله أجران !، ومنكم الأكثر انفتاحا عقليا ، فيعتقد أنه أخطأ فله أجر واحد ! ، وباقيكم يعتقد بخروج (الحسين) على ولي أمره ، فأستحق الحد ! ، كأعتقداكم بكفر (أبو طالب) ، وقدسية (أبو سفيان) ! ، فأدفعوا عن أنفسكم هذا الوهم ، فالحسين ليس شيعيا فتدفنوا ذكره كما دفنتمونا !. |