أشاهده في صندوق زجاج ، يشاهدني في صندوق خشب . أسأل مديرة المتحف عن عمره ؟ فيتُظهرَ لي معاطف من جلد أزرارها من عظام قالت : عمره بعد الأزرار ، وكل زر بمئة عام . متى جاء الأنبياء ؟ ومتى وضعوا أزراراً بقمصانهم الناصعة البياض ؟ ومتى أذابوا عصور الثلج في ذاكرة القوم الملحدين ؟ أسأل الشعر ؟ فتجيبني إذاعة سوا : قتلوا في الموصل أستاذاً جامعياً ، ودمروا بالديناميت تمثال الملا عثمان الموصلي كان بعمامة ويمسك عود.. وفي جبته كان سيد درويش ينوط نشيد بلادي بلادي ..لك حبي وفؤادي .. في العصر الجليدي المتأخر شعر الإنسان بالحاجة الى لسان . فصنعت ماكروسوفت لذاكرته الرقمية قانون التمييز العنصري إذ ذاك ، والحق الذي طفرَ من هناك.. أفكر في جعل وجودي ناطحة سحاب كي أرمي كآبتي منها . أنا الذي أرى بغداد تحسد دمشق على موبايلات نساءها .. بغداد التي كانت تبني المصافي في داهومي . وتصدر الى روما فناني التشكيل . والى بيروت كتاب القصة منذ أن مدح أدونيس السيد قدس سره لم يرتدي ربطة !.. أرى مهيار يتعذب بفكرة أن يكون كلام للتشظي أو فهمٍ لعروبة تدعك تحضرها بالصابون، فيسقط وسخ الطغاة.. وتيمورلنك يراقص شهرزاد بليالي بيروت الرمضانية .. في العصر الأيوني ..كانت الديناصورات حمامات السلام وبابلو بيكاسو ..كان إنسان النايتردال . وبرلسكوني عودة آل موازي من أهالي قلعة سكر .. وفي ذالك العصر أيضاً ..يختبئ بريق قلبي لحب امرأة من صوان .. الصوان الذي صنعنا منه السكاكين وذبحنا بها الحرية في بلادنا .. قلبي يشد أليك قلبه .. عبارة من متصوف.. العرب أمة راجفة ..تموت وهي واقفة واقف على أسوار عكا.. أين عكا الآن ؟ أين صلاح الدين ؟ قبره في دمشق والفاطميون يرموه بسهام الحزن فيما بغداد تعزي القاهرة بموت أم كلثوم عكا .. حيفا .يافا... مدن التوراة أنت ..أم عقار مسجل باسم الخليفة الثاني ؟ أي كان . فأن الشعر يشبه سجادة الكاشان يتجدد مع سحق الأقدام وصناعة الكمانات الشرقية.. وغير هذا يفكر الشعر بزيارة الفلوجة كي يخلص أسيري فرنسا ليحضرا أربعينية فرانسوا ساغان. أما مرشح نوبل أدونيس..فالطريق الى أستوكهولم غير سالكة الآن ..لأن النفط أغلى من برميل البافاريا تلك الجعة التي كان أدلوف هتلر يموت بها حباً وكان يسميها نشوة الملكة فكتوريا ومرات أطلق عليها لقب دمعة تشرشل .. وأنت علي بن أحمد سعيد .أو أحمد بن علي سعيد . أو سعيد عويطة .. الماراثون لايتجه الى أثينا .. بل صوب يثرب يمشي الصديقان فيما مكة تستعد لانهيار إمبراطورية قريش وقيام جمهورية عسير الخامسة تلك التي شاركت ديغول بهجة أعطاء الجزائر استقلالها آه أيها الغزال الدمشقي.. السعاة ماعادوا يعبرون الحدود بجمال بيض ركبوا حافلات وجلسوا عند تخوم الاسكندرونة يبكون .. آه أيها القلب .. كلما تطرب أسهمان مسامع الباشا تقفز نيكاراغوا الى أحضان الخديوي والمحمرة تشتهي البصرة .. فيما عدن تعاتب سولنجستين على ترك سالم البيض وحيداً في ساحة المعركة كاشان .. كلما تسحقه قدم يتجدد .. أرى عمر الخيام يقبل وجنتي أدونيس وطارق بن زياد يقبل خد ماريا كالاس سبرانو أيها العصر الجليدي هذا طور الشطراوي يبعث الونين الى الوطن المحتل ويواسي أهل فلوريدا بآخر إعصار فيما علي بن أحمد سعيد يواسي عثمان الموصلي بتفجير جبته سلاماً محمود جنداري لقد أخذوا جائزة سلطان العويس وأنت أخذت النوبة القلبية على دق الطبل رفرفن قدماي حمامة بيضاء رسمت بجنحيها مأساة جرينكا فيما عكا ترسم مأساة غربتها عن مختار الصحاح من كتبَ التوراة . كان يأخذ حبر الكتاب من دموع ابراهيم وكانت أور تنشط في فحولة طياري الميك رغبة ستالين بقتل كل فلاحي العالم لأن محصول البطاطا أنخفض الى النصف .. هذا العالم أيها الشاعر لايليق بك هذا العالم عصفور متحجر من العصر الجليدي هذا العالم رأس بصل .. وتاج على رأس الإمبراطورة فرح ديبا …
هي تطريز شيرازي على بطون الجواري اللائي يفرشن الموسيقى على ثمالة الملوك ويبدأن عصر المكائد تحت الفراش ومع الشهيق والزفير تخرج الدساتير بقدم واحدة . بعكازين يمشي العالم .. وبعكازين تذهب الشعوب الى أقدارها فيما صلاة الغائب يقيمها أهل الأرض فوق جليد القطب كي تتعلم الفقمة دعواتنا ونحن نجامل شعرائنا الباحثين عن الجائزة كاشان عمر هذا الصبي .. كأنه ولد أمس وكأن القصيدة التي قالها خرجت من فم طرفة بن العبد أو تلك التي كان ويتمان يغوي بها الغلمان البيض القادمون تواً من اسكتلنده .. بعكازين وألف سؤال . نمشي الى أقدارنا . نتعب من لهاث السكر ومن منادمة المدراء ورش الماء على زهور حدائق الساسة وأصحاب أصطبلات الحمير .. مثل أي رالي ستجري .. ومثل أي سباق ستكون أنت الخاسر أيها الذكر .. غرد مثل بلبل تحت النافذة وسيرمي إليك رجال المارينيز بعلبة مربيات ورطل من لحم الخنزير أستغفر الله .. أعوذ بالله .. الشاعر أدونيس سمع النتيجة وقال : آه … الكتابة هي مانتوصل أليه من قناعة : أننا مجانين .. أما الجوائز فيسميها المتصوفة روث الفراشات أنا المفلس أسميها: امرأة وأوربا.. أوربا التي حرمت من رؤية مدنها حتى في الأطلس هي الآن في الحلة والديوانية والناصرية والبصرة والسماوة أراها رجل يتخندق في الغربة لو يعلم سليمان بهذا.. لرجا بلقيس أن تغرق أمستردام بمياه سد مأرب ولجعل مليكتها جنية بعشرة عيون ولشغلها ساعية بريد بين أورشليم وصنعاء الكتابة : هي ماتكون أنت في لحظة اشتعال رأسك ملك السويد مندائي .. فيما حبر الأيزيدية الأعظم أصله من ضواحي دمشق . حيث جد جده عبد الرحمن الداخل . ولكني سمعتها في آتون الحرب يوم كانت الكتابة مثل شهقة الأفعى سم على سم. بيرس . هو سان جون بيرس . شاعر أفترض فيه حلولاً للغز الكوني الذي سكن ذاكرة أوديب أدونيس: علم من أعلام الشعر . يفكر بطريقة أن يكون بدء الكلام ختام ينظر حول صلاحية الأفعال لتكون لازمة في كل أوقاتها وأن لاتتعدى على حرمة قصر الأليزيه أنه يفكر بشهوته الروحية وذائقة القواميس لهذا فهو لايلتقِِ معي .. فأنا أفكر بذائقة حضيري أبو عزيز حين غنى
الورد الذي سقيناه بنحيب شهداء معارك الشعر والطهر وعشق النوافذ وشجار الحانات.. بلقيس ..هي بلقيس .ألق الحسن والمكر . كانت تدخل لسانها بلسان الهدهد لتصنع لفطورها وجبة مكدونالد وكانت تكتب رسائلها بلغة حمير ..وحين تشك بولاء وزيرها تكتب باللاتينية وكان سليمان يستعطف فيها حاجته للحلم .. ورغم أنه نبي . لكن النساء يصنعن الغشاوات على الجميع من درس آدم نتعلم . ماركيز أخذها لأنه فكر بطريقة فنتازية . لافنتازيا عند أدونيس. فهو يفكر بإغريقية الشرق . وسدنة الجائزة يفهمون ذلك .. لكنه ربما لايعي أنهم يفهمون ذلك ..؟ نحتاج الى هدهد بلقيس كي يتجسس على صفحاتنا الثقافية وليتابع الشعر خطوة بخطوة ومتى يسقط في ثمالة النوادي الأدبية يسرق منه عشبة الخلود بعد ذلك لاتعطى الجوائز إلا للقصاصين .. فالعالم يحتاج اليوم الى من يدون سيرة هذا الألم ولايحتاج الى من يرثيه .. حوافيز ..لاتعني شيئاً داخل هذا النص ..أنها أتت وجلست أتأمل شروالها ..وذهولها الغريب..وحين تعزف بالناي أتذكره وأتصور أن نوبل القادمة ربما تعطى لسليم بركات أو شيركو بيكه س مرة ثانية أدونيس هي ليست لك بل للمطرب الموهوب يوسف عمر .. أوجعته المعارك واتسعت بذاكرته المدارك .. لايعرف اللوفة من شط الكوفة .. ولايميز بين مشعان وتركمانستان بين باكو ..وباكو .. الأولى عاصمة أذربيجان .. والثانية الذين سرقوا المتحف العراقي.. بكيت دمشق ..لأنها كانت تغار من لمعان الحجر على خريسان سقط المطر مشينا على الكاشان أهلنا هناك .. تندبهم حظوظ العولمة وعلى رؤوسهم تنزل مطارق الورد .. حوافيز .. شرفة الأفريز .. خوذ المارينيز .. باروكة كوندليزا رايز .. دمعة الشيخ زايد في آخر يوم من عمره القومية التي شاء لها أن تحترم حكمته البقاء لله .. حسرة أدونيس..وعالم السحر في قصائد بيرس أشياء لاتفسر . بل تقدر .. التعب الروحي.. السلام الأخضر.. النفري الذي بالتراب تعطر خنجر مشيما .. طلقات في رأس خليل حاوي شيخوخة تولستوي مقامات الحريري تأريخ مبعثر يصلي من أجل حفاوة الشعر ويسألنا أن كنا قد مشينا الى بيت طفولتنا بحذاء من مطاط ؟ حفاة كنا.. وكان المارينيز يفخخون الطرقات بالمسامير مثل متصوفة نغادر الألم نمشي ودمنا يسيل روافد لدجلة والفرات .. أيها الألم الرافديني .. شاعر ومتاهة.. أعطونا نوبل نريكم منائر أأئمتنا فهي الشعر والسحر وكاشان صلاة المغلوب وأنت..علي بن احمد..أحمد بن علي .. الفارق والغارق على وزن واحد ماصب الذهب بآنية وأمتلك بريق كالذي يصب على ابتسامة امرأة أفهمها .. الطريق الى دمشق ..هو خطوة الى الوراء باريس لم تعد تستطيع أن تفعل شيئاً في هارلم تركنا الزنوج يعبثون بجواري الخليفة ويرقصون على عزف عثمان الموصلي الكشان سجاد أيراني والطفل المذبوح ببغداد سجاد رباني وبين الاثنين يفكر العرب بنوبل .. آه ..كم نسانا التأريخ .. وكم قدرنا شارلمان حين أهدينا الساعة أليه أنه يضبط به مواقيت مآتمنا .. نحن الذين..نردد في هذيان النوم: حوافيز تساوي بلقيس . وبلقيس تساوي بيرس ..وبيرس يساوي أدونيس و أدونيس يشتري في بازار أصفهان لشقته الباريسية سجادة كاشان .
( 2005 / جهة الشعر / البحرين )
|