. اذكر في سنوات الجمر وعذرا للدكتور الجعفي يمكن عنده هيك عنوان على عشرة الاف ورقة من السرد الجميل كنت اعمل في مطبوع يشرف عليه ضابط من حبال المضيف وعند ازوف ذكرى الثورة الفيتنامية كلفني بكتابة مقال عنها فشمرت عن ساعدي واهملت ( هوشي منه ) وكتبت عن الجنرال (جياب ) وزير الدفاع ورجل العصابات الذي دخل بقواته ( سايغون )
واجبر الجيش الامريكي بكل جبروته على التقهقهر والهزيمة وفي متن المقال ربما منساقا باعجابي بالجنرال ومن غير حيطة كتبت ( الجنرال جياب يحمل دماغ عسكري غير عادي ) وفي نهار يوم الاصدار طلب السيد الضابط احضاري امامه فظننت انه سيكرمني بقلم باركر ( 45 ) او يمنحني خمسة دنانير وهذه الشغله يعرفونها ( العتك ) اسالوا عليها حسن العاني لو زيد الحلي لو عبدالله اللامي
وعندما مثلت امامه وجدته يغلي من الغضب والمقال امامه ومؤشر بدائرة حمراء على جملة ( الجنرال جياب يحمل دماغ عسكري غير عادي ) نظر بوجهي طويلا وحاول ان يمسك اعصابه ثم سألني هذا السؤال الوجيه ( واحنا يابه اشبيها ادمغتنا خره ؟ ) بعد سؤاله بلا شعور مني اتجه نظري الى رأسه متفحصا فصرخ بي جاوب فقلت ( لاسيدي انتم حررتم العراق وان شاء الله بذكرى الثورة نكتب ) فاصدر امر بأن اعمل في صفحة التسلية واعد الكلمات المتقاطعة وبعض الطرائف مع منع من كتابة ( العمود الصحفي )
وكفاني الله وقتها شر مشكلة دماغ جياب الغير عادي وبقيت هذه الحادثة عالقة بذهني حتى يوم قتل هذا الضابط الذي يرى نفسه افضل من الجنرال جياب في معركة الخفاجية الثالثة وكاد يغطيها تراب النسيان بعدما دارت بي الدنيا ودرت معها حتى وصلت بي الى الزمن الديمقراطي ورأيت رتبا وضباط جيء بهم من مهن اخرى لست بصدد ذكرها الان ورأيت احدهم برتبة ( كولونيل ) في مقر احدى الوزارات غير السيادية ثقافته غير عربية يعني مايعرف يقرأ ويكتب وعندما استفسرت بحياء وسرية قيل لي ضابط ( دمج )
واصبح بعد فترة من الزمن الديمقراطي مصطلح ( دمج ) شائع ومعروف بين الناس يخص من ترغب احزابهم بحمل رتبة عسكرية حتى اذا ماخادم ولايوم بقوات ( عكروك ) ولو اختصر الدمج على الضباط لكانت القضية هينة ومو مشكله اذا فقدنا عشره او اخمسطعش مدينة بعدين تصير خبرة عند ضباط الدمج ونرجعها لكن المشكلة طلع خطباء دمج وشيوخ دمج وساده دمج ومع ذلك هم بسيطة
لكن صحفيين دمج هذا شر البلية وفوكاها بكل رهاوة تكتب الصحفية الدمج ( الاعلامية والكاتبة والصحفية ) اخاف اذكر اسم لأن كل الاسماء موجودة.
لكن اذا تريد تعرف الصحفي الدمج من اول وهلة مثل ما يقول نفطويه تجده يسبق اسمه بـالدكتور( المستشار الاعلامي ) وهو متأكد ان لااحد يسأله لمن كان مستشارا اعلاميا في زمن القائد الضرورة او في الزمن الديمقراطي لكن مايحز بالنفس هو ان خطورة الصحفي الدمج اكثر بكثير من خطورة الضابط الدمج .. الله يرحمك يا هتلر صرت ضابط دمج بس ماصرت مستشار اعلامي دمج .
|