العراقيون يابانيون معادلة فوق الإفق |
الشيء الذي لا يفهمه عامة البسطاء، إن الكراهية شيء والعداوة شيء أخر! وحتى القادة أو الزعماء عندما يطلقون شعارات بهكذا حدية، هم يخطأون بفهم ومعرفة ما وراءها، يعتقدون لابد من العداء لأميركا مثلاً، في حين لابد من الإكتفاء بالكراهية وشتان ما بين الإثنان، الكراهية "هي أنك غير راغب بوجودهم، وتكتفي بأنك تحمل لهم الضغينة بداخلك مع تفاوت مستوى قدر القوة بينكما، أما العدواة هي أن ترتب أثر على ذلك وتصنع من نفسك قوى موازية لها. كان العرب قديماً عندما يتبارزون في بداية المعارك بشكل منفرد، ترسيخ للعدواة ورسالة بأننا قوى عظمى موازية لكم، وكان أغلب الفرسان، يحتج حتى يخرج إليه نظيره بالقوة والحسب والنسب، وهذا ما أعترض به مشركي قريش في معركة بدر، تقدم إليهم ثلاثة مسلمين للمبارزة، فقالوا لا نحارب حتى يخرج إلينا نظائرنا، ترسيخاً لنصب العداء للمسلمين. يقول أحد اليابانيين: (على العراقيين، الإستفادة من تجربتنا مع أمريكا، ألقوا علينا قنبلة تسببت بكارثة إنسانية، لم نفكر بأتخاذ أمريكا عدوة لنا، لو ركزنا على هذا الموضوع، سننشغل بكل تصريح أو خطاب للرد على كل حركة يقومون بها، ولابد أن نركز على ما يوصلنا إلى أن نكون قوة، نمتلك "القنبلة" ونناظرهم، ثم نفكر أن نكون أعداء) إيران أيضاً لها تجربة وجملة من المفاوضات والجلوس على طاولة الحوار، الى أن وجدوا أنفسهم دولة عظمى تشاطر أميركا القوة والوجود. في الوقت الذي لأميركا حكم سار ٍ بسياستنا، وللدول الخليجية من حلفاء أميركا أجندات بحكومتنا، وكوننا ما زلنا لم نصل لدرجة صناعة غذائنا وملبسنا وحاجيتنا البسيطة، فمن المبكر جداً أن نتكلم بشعارات تداعب البسطاء لتخلق منهم جماهير نسيرها ضد أميركا، ومن الأجدر بنا التركيز على صناعة دولة عظمى، وإمتلاك ما تمتلكه أميركا، مستفيدين من التجربة اليابانية أو الإيرانية، عندها سنطلق العنان لتلك الزعماء، أن يهتفوا ويعربدوا كيف ما يشاءون.
|