الموصل الحدباء ليست عراقية!!

 

   هكذا أراد الإرهاب؛ أن تكون مدينة الموصل الحدباء, وبوابة العراق نحو أسيا وأوربا, بعدما دنستها أيادي الشر الخبيثة في حزيران عام 2014, تلك النكسة التي لن تغتفر بتاريخ العراق المعاصر, بعدما اصطف الخونة والانتهازيين, واختلفت مصالحهم, أضحت نينوى فريسة للمتربصين, إلا إن نخوة العراقيين لم تقبل, أن تبقى أراضهم منتهكة.

   بعدها اصدر الإمام السيستاني فتواه الخالدة؛ التي أجازت للعراقيين كافة, الاستنفار الشرعي, للدفاع عن وطنهم وعقيدتهم ومقدساتهم, وصدهم تمدد العصابات الإرهابية, حيث بدأت منازلة أبناء العراق مع أوباش الإجرام على أسوار بغداد, وانتهت تلك الملاحم بدحر الإرهاب, وتراجعه من حيث أتى, فتحررت جرف الصخر واليوسفية واللطيفية, وسبع البور والضابطية في معارك قل نظيرها, من حيث المقارنة في الاستعدادات الحربية واللوجستية.

   إلا إن تلك المعارك كان التفوق فيها واضح لأبناء الحشد الشعبي, الذين راهنوا على قوة عقيدته, وصلابة جأشه, فكسروا معادلة الدول الكبرى, التي راهنت على تفكيك العراق, منطلقاً لتقسيم المنطقة, وإعادة ترسيم حدود الشرق الأوسط من جديد, لاسيما وإن ثلث الأراضي العراقية باتت خارج سيطرة الحكومة آنذاك, ما أعطى مبرر بوقتها لطرح عدة مخططات, كان أهمها الأقلمة والانفصال, تقسيم العراق.

   وبعد تحرير مناطق حزام بغداد, ومحافظة ديالى وامرلي, وتكريت وضواحيها, ومحافظة الانبار ومعاقل الإرهاب في الصقلاوية والفلوجة وجزيرة الخالدية, وصولاً لمشارف محافظة نينوى في وقت قياسي, بالنسبة للحسابات العسكرية الدولية, فقد استعادة الجيش العراقي هيبته, التي حاول البعض إسقاطها, وبمساندة الشرطة الاتحادية والقوات الضاربة الأخرى, بدأت الحكومة العراقية, وبمؤازرة الشعب العراقي, للتوجه نحو تحرير أخر معاقل الإرهاب في محافظة نينوى.

   لذا كانت ساعة الصفر؛ باللحظات الأولى ليوم الاثنين, السابع عشر من شهر تشرين الأول من عام 2016, الموافق الخامس عشر من شهر محرم الحرام من عام 1438, حيث أعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي انطلاق عمليات تحرير الموصل, وبصيحات لبيك يا حسين؛ انطلقت أول أطلاقات التحرير من القوات الساندة, لتدك مقرات الإرهابيين ومضاجعهم, بعدما لاحت بالأفق بشائر الانشقاقات داخل التنظيم الإرهابي.

   فالموصل؛ ليست معقل للإرهاب, ولا منتجع لجهة سياسية بذاتها, ولا محمية لعائلة معينة, فالموصل؛ عنوان بارز من عناوين العراق, تاريخياً وسياسياً وجغرافياً, وتمثل الطيف العراقي بألوانه كافة؛ العربي والكردي والتركماني, المسلمين والمسيح والايزيدية والصابئة, والشبك والشيعة والسنة, ورغم ما حل فيها من مخلفات السنتين الماضيتين؛ قتلاً ودماراً وتهجيراً وهتكاً للإعراض, إلا إن غيرة ومروة أبناء العراق ستصون الموصل وتحرر أراضيها.

   فرغم التحديات التي فرضتها بعض السياسات, بدفع الجيش التركي للتوغل داخل أراضي بعشيقة, بهدف توقيف عمليات تحرير نينوى, وعرقلت الجهود الرامية لدحر الإرهاب, إلا إن الموصل ستتحرر بسواعد المخلصين, ممن هبوا لتلبية نداء المرجعية العليا, للدفاع عن الأهل والأرض والعرض, فكل يعرف من نحن؟؟ وستبقى معركة الموصل المنازلة الكبرى والحاسمة.