آخر الحروب .. بيانٌ باسم الشعب

تعيش شعوب الأرض حياةَ أمنٍ واستقرار واكتفاء، بعدما عانت من ويلات حروب واقتتالات داخلية، كان سببها الأول، هو طيش واستهتار حكّامها بمقدّراتهم، لكنهم، وفي خطوات تاريخية مفصلية، قرّروا إزاحة أولئك الحكام من سدّة الحكم، وبادروا إلى تأسيس دولهم وفق مقاييس مدنية حفظت لهم حياتهم.
من ثلاث عقودٍ وبضع سنين، طبول الحرب تُقرع في مدننا، وتتوجه نحو جبهات القتال كراديسٌ وأفواجٌ من أبناءنا، يعودون أمّا جرحى معاقين، أو مطروحين في توابيت تقلّهم إلى مثواهم الأخير، وسط ذهول وحسرة ذويهم، كل هذا، والحاكم راقدٌ في قصره بين أهله وعياله، يرتشف نفحات النصر الوهمية، دون أن يرفّ له جفنٌ على الويلات التي سكنت البيوت.
يا شعبنا الجريح، يا أبناء ذلك التاريخ، من سومر إلى أكد إلى هذا الزمن الأحدب الجديد، آن الأوان لنقول لحكامنا كفى، كفى استهتاراً بدماء شبابنا، كفى بياناتٍ، ندفع ثمنها طوابير توابيت، وأجسادٍ معاقةٍ على سريرٍ أو تفترش الطريق.
لقد نفذ القماش الأسود من أسواقنا، وبحّت أصوات أمهاتنا، وحسرات آبائنا تفتك بنا.
آن الأوان أيها العراقي المساق إلى الحروب أن تعود إلى منزلك، وتودّع سلاحك، وتعيش بهناءٍ بين عيالك كما البشر، كل البشر.
نطالب باسمك أيها الشعب، الحكومة العراقية الحالية، وما تليها من حكوماتٍ بالتالي:
1. أن تكون حرب تحرير الموصل آخر الحروب.
2. إحالة كل من تسبب في هذه الحرب إلى القضاء العسكري بتهمة الخيانة العظمى.
3. أيّ حاكم يعلنُ حالة حرب جديدة، تسقط مشروعيته ويُحال إلى القضاء، إذا لم يلتزم بحلّ النزاعات وفق المعايير الدولية التي تتكفل بحلّ النزاعات بشكل سلمي.
4. تتكفل الحكومة بتطهير البلاد من الظواهر العسكرية، ونزع السلاح من الجماعات المسلحة، وإحالة من يرفض منها إلى القضاء.
5. يُعلن رئيس الجمهورية وببيانٍ واضح، التزام حكومته ببياننا والعمل الجاد على تنفيذ مطالبنا.
نحن شعبٌ نريد أن نعيش بسلامٍ وأمان، وهذا من أصل حقوقنا الفطرية، وأصل العقد بيننا وبين الحكومات التي تكفلت بحكمنا. ودون ذلك أو الاستمرار بالتسويف، فهذا يعني أنّ كل الخيارات مفتوحةٌ أمامنا لنضع حدّاً لسيل دماء أبناءنا، وزجّ من يستخف بنا ( نحن شعب العراق ) في السجون، قصاصاً عادلاً.
تحيّة إجلالٍ وإكبارٍ لشبابنا الذي يقاتل ولينصرهم الله العزيز الجبار.
تحيّة إجلالٍ وإكبار، لكل أمٍّ وأبٍ ينتظر عودة ابنه من سوح القتال.
تحيّة إجلال وإكبار، لكل عراقيةٍ وعراقيٍّ ينتظر نهاية آخر الحروب.