قصتي مغ ايران (16)

يتصل بي بعض الاخوة معترضين على تركيزي على النفوذ التركي مفترضين اني بذلك اجامل اهلنا الشيعة ، ولكوني اعتبر انتمائي للعراق يفوق كل انتماءاتي الثانوية الاخرى فلم يكن هذا هدفي بل ان تسارع الاحداث التي افرزها قرب انطلاق حرب الموصل اثبت بما لا يقبل الشك ان تركيا تتدخل بالشأن العراقي وهذا ما برأ ساحتي من جريمة المجاملة على حساب الحق..
لغرض تجنب خلط الاوراق اقول ان علينا ان نفرق بين شرين احلاهما مر وهما النفوذ والتدخل رغم عدم وجود ادبيات سياسية تفرق بينهما ولعل التفريق الوحيد جاء على لسان نائب رئيس مجلس الشورى الايراني السيد عبدللهيان في معرض رده على وزير الخارجية السعودي السيد الجبير حين اتهم ايران بالتدخل في شؤون المنطقة حيث اجابه ((الجمهورية الاسلامية والثورة الاسلامية لهما نفوذ في المنطقة وأن هذا النفوذ عميق للغاية ، ومع ذلك عليك ان تراجع نفسك لتعرف الفرق بين النفوذ والتدخل ...ان نفوذنا له اسباب عديدة منها ثقافية وتأريخية وثورية...ومن اسبابه اننا لا نتدخل في الشأن العراقي))
الاسئلة التي يمكن ان توجه للسيد عبدللهيان كثيرة ومنها ان الثقافة = اللغة ، واللغة = الثقافة... فكيف تمكنا من خلق نفوذ ايراني ثقافي في العراق والبحرين مثلا ؟؟ولماذا لم يشمل هذا النفوذ مصر او المغرب مثلا؟؟ وهل ان (كما هو مفترض) في النفوذ الثقافي وجود حالة مشتركة للتأثير الثقافي ان يكون هناك نفوذ ثقافي عراقي في ايران ؟؟ أم ان النفوذ من جانب واحد ولماذا؟؟ اما التاريخ فهو حالة مشتركة ايضا وتفترض وجود نفوذ عراقي في ايران ايضا ..والتأريخ يقول ان ايوان كسرى كان في سلمان باك ببغداد وأن اسم بغداد هو اسم فارسي وهذا ما لا يعرفه الكثيرون (بغ تعني بستان وداد اسم لشخص فارسي) وكذلك التأريخ كان محاولات شاهنشاهية للتعالي على العراق حتى وصل الامر الى درجة من القبح ان زوارق ايرانية تتحرش بمنصة عائمة فيها الرئيسين العراقي والليبي في سبعينات القرن الماضي ...وقبلها وقبلها وصولا للشاه اسماعيل الصفوي وما فعله ، ووصولا الى الاسلام الذي جائهم من العراق ليقوض ثقافة النار ويستبدلها بثقافة الاسلام وخلالها يأتي بنات كسرى سبايا في زمن عمر بن الخطاب فيستشير (عدوه اللدود كما يدعي دعاة الفرقة) الامام علي فيخطب الكبرى للحسين والوسطى محمد ابن ابي بكر الذي يجمع المؤرخون على انه اقرب المقربين للامام علي (رغم انه ابن عدوه) والصغرى تكون من حصة عبدالله بن عمر (عدو الامام الثاني) ..هذا هو التاريخ المشترك ...بنات كسرى ملك الملوك اتين سبايا الى المدينة التي سميت بالمنورة لأن ابناء بنات كسرى اصبحوا اعلاما وانوارا في الاسلاموللحديث بقية