الأرهابيون.. من جنسيات مختلفة الى جماعة جهادية كيف يحصل هذا؟ دراسة سيكولوجية (الحلقة الثانية)



تناولنا في الحلقة الأولى وجهة نظر الأطباء النفسيين العراقيين في الداخل وفي بريطانيا بخصوص اشكالية شغلت اهتمام علماء النفس والاجتماع والمعنيين بالجماعات الارهابية،والمحددة بالآتي:
(يأتي الأرهابيون الى العراق وسوريا وليبيا من خلفيات مختلفة:دينيا،اجتماعيا، ،تربويا،ايدولوجيا،دوليا،عمريا...وتنجح المنظمات الجهادية في تجنيدهم ودمجهم في مجموعة واحدة متجانسة :اجتماعيا،وايدولوجيا،ودينيا..فكيف يحصل هذا؟).
في هذه الحلقة نلخّص وجهات نظر نخب من الاكاديميين والمثقفين والصحافيين بخصوص قضيتين:اسباب ظاهرة الارهاب،وخصائص الشخصية الارهابية. 
اولا: اسباب ظاهرة الارهاب.
حددت عينة البحث (17) سببا لظاهرة الارهاب. ولدى تصنيف النتائج وتحليلها تبين أن سبعة اسباب دينية احتلت المرتبة الأولى،هي: التأثر برموز دينية تقدّم تنظيرا (مقنعا)للسلوك الارهابي،الانجذاب نحو حركات تمزج بين الدين والسياسة، التأثر برجال دين يروجون لأفكار طائفية وضد الشيعة تحديدا،تنفيذ ما تدعو اليه فتاوى للقيام بأعمل تسميها جهادا، الطاعة العمياء لقادة جماعات دينية متطرفة ،وجود انقسامات فكرية حادة بين تيار علماني منفتح وتيار ديني محافظ، والتعصب لافكار تتبناها رموز دينية ناجم عن غياب الحوار بين علماء الدين لحسم ما هو مختلف عليه. تلتها ثلاثة أسباب اجتماعية تمثلت في: مصاحبة مراهقين او شباب منحرفين يميلون الى التمرّد على السلطة،التأثر بما تبثه وسائل اعلام تحرّض على القيام بأعمال ارهابية، واساليب تنشئة خاطئة في الطفولة ،مثل :القسوة ، النبذ ،الاهمال ، والاحتقار. وثلاثة أسباب سياسية هي : الاعتقاد بأن ما يسميه الآخرون ثقافة ارهاب هي عند الارهابي ثقافة مقاومة ، التوقع بأن خرق مراكز السلطة الحاكمة من قبل جهات داعمة للارهاب يساعد على تحقيق الأهداف، والتأثر بما يبثه الاعلام السياسي الغربي من ثقافة تهدف الى السيطرة على البلد والناس. وسببان اقتصاديان هما : الشعور بأن الدول الكبرى قد هيمنت على اقتصاد الدولة،والاعتقاد بأن ازدياد عدد العاطلين عن العمل يوفر الفرصة لكسب أعداد كبيرة من الارهابيين. وسببان نفسيان هما : الشعور بالغضب والاستياء من التغيرات السياسية والاجتماعية السريعة ، والشعور بالحقد والانتقام الذي يدفع صاحبه الى النيل من الذي يرى أنه ظالمه. فيما حددت عينة الدراسة اسباب التحاق الاجانب بالتنظيم في:الشعور بالاغتراب داخل اوطانهم وانعدام العدالة الاجتماعية،حب المغامرة والسعي الى الشهرة،تفريغ دوافع عدوانية تتحكم فيهم،والانتصار لقضية انسانية يرون انها عادلة.
ومع أن الأسباب الدينية كانت هي الأقوى في شيوع ظاهرة الارهاب،الا أنه ينبغي النظر الى هذه الظاهرة على أنها متعددة الأسباب،وليست ناجمة فقط عن الفهم الخاطيء للدين والممارسات الدينية المتطرفة..وهذا ما سنتطرق له في الحلقة القادمة.
ثانيا:خصائص الشخصية الارهابية.
حددت عينة الدراسة (16) صفة في شخصية الآرهابي..نوجز اهمها بالآتي:
يحمل الحقد ضد من يخالفه الرأي او المعتقد،يعتقد بأنه مكلّف شرعا بان يقيم العدالة الاجتماعية عن طريق العنف، يرى أنه على حق والآخرون على باطل،يمتلك اسلوبا معرفيا متصلبا وجامدا في تعامله مع الصراعات ،لديه شعور عظمة باهمية الذات والأفضلية على الآخرين مصحوبة بسلوكيات متعجرفة ومتعالية، لا يشعر بالندم أو بالذنب عند الحاقه الأذى بالآخرين، تسيطر عليه افكار بخصوص الموت أو الانتحار،ويرى ان الواقع صار مقلوبا وعليه ان يعيده الى وضعه الطبيعي.
وترى عينة البحث ان السبب الرئيس في التحاق الاجانب بتنظيم داعش هو قوة الدعاية التي يمارسها خبراء اجانب متخصصون في فن الدعاية عبر وسائل التواصل الاجتماعي الموجهة نحو اشخاص لديهم الاستعداد النفسي ويحتاجون الى من يدلهم على الطريق.
في الحلقة الأخيرة سيكون لنا رأينا الخاص باسباب التحاق الاجانب بتنظيم داعش..بينهم أوربيون قاطعو رؤوس!.