النظام العالمي الجديد والهيمنة الغربية

 

الذي يتابع الاحداث واصبحت السياسة جزءا من شاغلنا اليومي لانها نعيش في دول تهيمن على كل شي فيتاثر بالامور السياسة الاقتصاد والاجتماع والتربية والبئية وكل مناحي الحياة حتى الزواج الطلاق منذ تفكك الاتحاد السوفيتي كقطب مناطح للغرب والهيمنة الغربية في التسعينات فقد تفكك الاتحاد السوفيتي الى عدد من الدول بل ان دول المنظومة الاشتراكية قد تفتت الى عدد من الدول منها يوغسلافيا وجيكوسلافاكيا وهناك دول كانت سائرة في ركاب الاتحاد السوفيتي منها اليمن الجنوبي واثيوبيا والصمومال والكونغو وكوبا وكوريا الشمالية فنجد ان هذه الدول قد اصبحت منتهية فالصومال انتهى منها كيان الدولة واليمن قد بلعت من جارتها العربية كذلك الكونغو فلم يبق سوى كوبا وكوريا الشمالية واما كوبا فان سيارات النقل التي تجوب شوارع هافانا وعموم كوبا فانها تعتبر تراثية بالنسبة لنا لانها من موديلات الخمسينات والستينات وهناك دول كانت لها صداقة قوية مع الاتحاد السوفيتي مثل العراق وسوريا وغيرها من الدول نجد ماذا حل بهذه الدول وموضوع اليوم يتناول بعد هذه المقدمة الهيمنة

لقد اصبحت الولايات المتحدة القائدة في عالم اليوم لما تتمتع به من مؤهلات من حيث سعة الارض ووفرة السكان من جهه ومن حيث التقدم في حقل الحريات الاساسية والمؤهلات الامنية والتقنية العسكرية من جهه أخرى في غير اعمال المخابرات والتواجد العسكري في مختلف انحاء العالم من المانيا الى اليابان ان النظام العالمي الجديد الذي قاله الرئيس الامريكي جورج بوش يعني:

 1- تمسك بالشرعية الدولية والرجوع الى الامم المتحدة والتعاون الدولي لفرض الشرعية الدولية ولو تطلب الامر استعمال القوه الرادعة.

 2- تشجيع التجارة الحرة بين الشعوب والدول والدفاع عن مصالح الغرب الاقتصادية بقوة السلاح اذا لزم الامر وخاصة في موضوع النفط.

 3- الدفاع عن النظام الديمقراطي الذي يعترف بالتعددية الحزبية ويحترم حقوق الانسان والحريات الاساسية ودعوة الشعوب للاتنفاض على حكامها المستبدين.

 4- منع اسلحة الدمار الشامل الذرية والكيمائية والبكتيرية وتحديد الاسلحة التقليدية في الشرق الاوسط ( راي الكاتب لايشمل اسرائيل ) .

5- مكافحة الارهاب واختطاف البشر وحجز الرهائن وتعذيب السجناء ان المبادئ الخمسة المذكورة مقبولة لدى المجتمعات الحديثة المتحضرة وتنتظر التطبيق بمقياس واحد دون تمييز  ونبحث الان في كيفية تطبيق هذه المبادئ دون تمييز او محسوبية او تبعية او انانية فان الولايات المتحدة تعد العدة منذ عشرات السنيين وفي رايي منذ عام 1973 حرب اكتوبر للهيمنة على الخليج مصادر النفط وانها قررت ان يكون العراق من المناطق التي يجب السيطرة عليه مع الخليج خاصة وان العراق اعلن اكثر من مرة انه لدية اسلحة كيميائية وان الولايات المتحدة جعلت العراق من ضمن الدول التي يجب السيطرة عليه وان امريكا قد اوقعت الدول العربية في شرك الصراع والصدام ان مجلس الامن قد وجد من اجل حفظ الامن ومنع الحروب ان النظام العالمي الجديد فيه تمايز في المواقف فان القرار 242 الذي صدر عقبى حرب 5 حزيران 1967 لم يعط الشرعية الدولية بان يمارس القسوه الفريدة في حالة عدم انصياع اسرائيل لهذا القرار بل انه استعمل هذه الصلاحية تجاه العراق علما” ان اسرائيل احتلت اراضي 3 دول عربية في فلسطين ولبنان وسوريا اذا أن الشرعية الدولية تخضع للمصالح والتاثيرات الظرفية في النظام العالمي الجديد وقد تعود بالبشرية الى شريعة الغاب وتطبيقا” لذلك التمايز فأن مجلس الامن هي محكمة لصالح الدول الاعضاء الكبرى التي تستعمل حق النقض في الامور التي لاتريد ان تمر عبر هذا المحفل الدولي اما في امور الاقتصاد الحر فان الولايات المتحدة قد استعملت النظام العالمي الجديد في حقل الاقتصاد بكل جدارة فانها قد امنت حماية دول الخليج المنتجة للنفط من جهه ومن جهه اخرى حصلت على امتيازات اقتصادية جمه في مشاركتها في اعادة اعمار وتزويد دول الخليج بالسيارات والطائرات والسلاح اما في حق احترام حقوق الانسان فاننا نرى ان الدفاع عنها شئ مقدس لكن الواقع يخالف ذلك خاصة” اذا كان الطرف الاخر هي أسرائيل لان تطبيق هذه الحريات يكون على اساس مصالح الدول الكبرى فان امريكا تمنع عودة المهجرين من الفلسطينيين الى ديارهم في حين انهم ياتون المهاجرين من الاتحاد السوفيتي وغيرها من الدول في حين هذا التطبيق كما بيناه اعلاه لايعترف بمبادئ الديمقراطية وحقوق الانسان دون تمييز او محاباة ان تحريم السلاح الفتاك والحد من الاسلحة التقليدية ان هذا الهدف النبيل لايطبق بشكل سليم دون تمييز فلم يتم الاعتراف بحق تقرير المصير في دول كثيرة ومنها فلسطين لان ذلك يؤثر على اسرائيل فمن جهه تجعل تحريم السلاح الفتاك يشمل الجميع فانها لاتحجب السلاح التقليدي عن اسرائيل وكذلك السلاح المتطور في حين انها تمنعه عن دول اخرى وهو سلاح تقليدي بحجة عدم موافقة الكونكرس اما في موضوع مكافحة الارهاب وحجز الرهائن واختطاف البشر والطائرات فهي من الامور المتفق عليها من حيث المبــدأ ولكن المشكلة التي ابتلى بها المجتمع الانساني في هذه الجرائم وهي اختلاف الاراء حول تعريف الارهاب فمن جهة تعد اسرائيل ومنها امريكا ان الفلسطـــيني الذي يدافع عن حقه بوطنه ارهابيا هل يسمح له بالدفاع عن حقه المشروع فان اسرائيل تعتبره ارهابيا” وهذا بتاييد من امريكا وانها تطالب الفلسطينيين في حالة استعمال حقه لانه عمل ارهابي بل اكثر من ذلك تغير على التجمعات السكانية الفلسطينية في سوريا ولبنان ان الولايات المتحدة تشجب ونحن معها حجز الرهائن في لبنان ولكننا نقول لهم ان اسرائيل جعلت من الشعب الفلسطيني كله في الارض المحتلة رهينة في يدها متى يطلق سراحه؟ واخيرا” نقول ان النظام العالمي الجديد اذا كان لم يقصد به ان يكون به هيمنة غربية جديدة وهذا مرفوض من قبل اهل البلاد الاحرار ينبغي ان يؤسس هذا النظام على المساواة والتفاهم المخلص والثقة بين البشر افرادا” وشعوبا” وحكومات فكل تمييز او محاباة او انانية في تصرفات الدول العظمى تجعل من النظام العالمي الجديد مهزلة او مأساة جديدة في تاريخ الانسان المعاصر ولتكن العلاقات الدولية بروح من التواضع والانصاف والرحمة ليحقق النظام العالمي الجديد السلام والوئام بين الشعوب والاقوام .