باء أردوغان وجيمه
 
صرح أردوغان الذي بدا الغضب والتخبط واضحاً على تصرفاته وتصريحاته مع اقتراب لحظة الصفر للبدء بتحرير الموصل وعدم إشراكه في الأمر إنه إذا لم يسمح لتركيا بالاشتراك في معركة الموصل فسيلجأ للخطة ب أو الخطة ج، أي إن لديه خطط بديلة، فما هي خططه البديلة لكي نحذر منها؟
أردوغان لديه طموحات شخصية لإعادة مجد السلطنة وهذا واضح في مسيرته السياسية بشكل مبكر، فأردوغان لاعب كرة القدم السابق حكم عليه بالسجن لمدة 10 أشهر وهو في أول مسؤولية حكومية يتولاها عندما كان عمدة لإسطنبول سنة 1998م  بسبب ترديده لأشعار تركية هذا نصها:
مساجدنا ثكناتنا
قبابنا خوذاتنا
مآذننا حرابنا
والمصلون جنودنا
هذا الجيش المقدس يحرس ديننا
 
أردوغان لديه تحالفات-وإن شهدت مراجعة- أمريكية واسرائيلية وخليجية وروسية وكردستانية وموصلية، ولديه مشاكل داخلية كبيرة خاصة بعد الانقلاب ولديه صراع قوي داخل مع مؤسسة الجيش ولديه نجاحات اقتصادية يعول عليها كثيراً.
 
أردوغان الذي أخطأ في الكثير من التصريحات والتصرفات وآخرها استفزازه للعراقيين أثر تصريحاته المسيئة لشخص رئيس الوزراء العراقي والتي  شكلت عاملاً من عوامل دعم رئيس الوزراء في معركة الموصل والصراع مع تركيا رغم اختلاف الكثيرين معه في أداءه الحكومي، هذا الاستفزاز كان من عناصر دعم الحشد الشعبي بفصائله كافة لرئيس الوزراء العراقي وطاعته له في معركة الموصل وهو مطلب العقلاء الذي يوفر زخماً قوياً للنصر في هذه المعركة-لاحظوا بيانات المرجع اليعقوبي على سبيل المثال بخصوص كلمة رئيس الوزراء الاجتماع الأممي وكذلك بيانه بخصوص انتظار بشارة تحرير الموصل، وكذلك مواقف وبيانات الجهات الدينية والسياسية الأخرى- ولم ينحصر الأمر بالحشد الشعبي بل الجهات والشخصية السياسية والإعلامية التي وحدها إلى حد ما خطاب أردوغان وإن كانت بوادر توحد الخطاب الإعلامي بشكل خاص تشكلت في إثناء معركة تحرير الفلوجة.
يبدو إن خطط أردوغان البديلة-ولا أظنها تفلح بعد كل ما قلناه ولكن ينبغي الحذر منها- يمكن تصورها بالاحتمالات التالية بعد استقراء آراء بعض المحللين السياسيين والعسكريين:
1-الاعتماد على محور البيشمركة وما يسمى بالحشد الوطني-أثيل النجيفي- ودعمهم تركياً –ربما عبر القوة الجوية أيضاً-ليكونوا أول الداخلين للموصل والمسيطرين عليها.
وهذه الخطة مستبعدة حالياً لرضوخ مسعود البارزاني لمتطلبات الوضع واضطراره للتعاون مع الحكومة العراقية والتنسيق معها في معركة الموصل، ولأن التقدم ليس في هذا المحور فقط.
2-الاعتماد على الحشد الوطني فقط في حال عدم تعاون مسعود البرزاني، وتزويده بالسلاح ودعمه جوياً، ويصعب الاعتماد في معركة مثل هذه على قوة صغيرة خاصة وإن الجيش العراقي بدأ بعزل معسكر( الزلكان) المتواجدين فيه في بعشيقة.
3-المشاركة بدون أخذ أي موافقات واشراك قوات برية وجوية –أو جوية فقط- تركية في المعركة، وهذا مستبعد جداً لأن المعركة بدأت فعلاً وأي تحرك لأي قوات خارج إطار القوات المشتركة يجعلها عرضة للتعامل معها على إنها قوات عدوة، علماً إن المشاركة البرية والجوية ضمن إطار التحالف هي الخطة (أ) لأردوغان .
4- التعاون مع دول الخليج على خلق حالة إعلامية ضاغطة بالضد من المعركة، ومن خلال متابعتي للإعلام الخليجي وجدته مستسلماً للواقع إلى حدٍ معقول خصوصاً مع إنشغال السعودية في صراعها في اليمن ومشاكلها الاقتصادية، وهذا واضح في تصريحات وزير الخارجية السعودي والتي لم تخلو من بعض الاشارات إلا إنها في الغالب تحاول إظهار التأييد للمعركة وتركز على الجانب الانساني والحديث عن مشاركة الحشد فقط، وخصوصاً مع زخم الإعلام الامريكي الواضح بان المعركة عراقية وإن الحكومة العراقية تبذل جهود استثنائية في الحفاظ على حياة المدنيين.
5-تحريك عناصر موالية لتركيا في داخل الموصل-من داعش أو من غيره أو كلاهما- لخلق أجواء تؤخر المعركة أو ربما تسيطر على المدينة وتعلن استسلامها قبل دخول الجيش، وهناك مؤشرات على ذلك، ولعل هذه الخطة البديلة هي أخطر الخطط ولم أجد من يشر لها من المحللين السياسيين والعسكريين إذ أغلبهم تكلم على الخطط (1) و (2).
لذا ينبغي على الحكومة العراقية أن تعي ذلك وأن لا تفرح كثيراً بأي انشقاقات تحدث في صفوف داعش أو أي انقلابات أو تحرك من داخل الموصل ضد داعش وتتعامل معه بحذر.

بعد كل هذا اقترح على أردوغان أن يتذكر أيام لعبه كرة القدم ويعلم إنه في معركة الموصل عليه أن يجلس على دكة الاحتياط أو يكون متفرج فقط.