الله و هؤلاء ( ٣ ) |
ان الله بصير و لكن القوانين عمياء قبل ان ندخل في شرح نظرية التطور علميا بعد ان علقنا عليها قرانيا كلنا يعرف ان الله أودع مجموعة قوانين و سنن في حياتنا لتحكمها و تسير مفاصل الحياة و لم يجعل الامر عبثيا وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (16) لَوْ أَرَدْنَا أَن نَّتَّخِذَ لَهْوًا لَّاتَّخَذْنَاهُ مِن لَّدُنَّا إِن كُنَّا فَاعِلِينَ (17) و الآية العظيمة الاخرى في نفس السياق لو كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا ۚ فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ (22) إذاً كما أسلفنا ان خلق السماوات و الارض يقتضي وجود سنن و قوانين ثابتة لامتناع أمرين العبث و تعدد الآلهة هذه السنن هي سنن عمياء ان صح الوصف فمثلا السم يقتل كل من يتناوله سواء كان هذا الانسان معصوما او مذنبا ، مؤمنا او كافرا بلا تمييز او افضلية . فالآية الكونية كخلق الانسان و ابداع السماوات و الارض هو حدث ضمن سياق معقول و معلول بعلل مفهومة للعقل . اما المعجزة فهي فعل غير قابل للفهم الطبيعي و غير محكوم بسنن متكررة و لولا ذاك ما عدت معجزة فهي معجزة لانها يصعب تفسيرها علميا قبل التفكير بمشابهتها او تكرارها أصلاً ان الله بصير يا اعزائي قادر على التغيير في كل حين لكن حكمته اقتضت ان تكون السنن التي أودعها في خلقه هي سنن ثابتة و ممكنة الاستنباط فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً هذا المفهوم مهم جداً استيعابه قبل الدخول في الحديث العلمي لنميز بين علمية الفكر التطوري و محاولات الاعتراض المحكومة بالعاطفة و التحيّز المسبق .
|