العرب وسن المراهقة والمهدي المنتظر!؟ |
يقول الغربيون في أمثالهم أن (الطريق الى جهنم قد يكون معبدا بالنوايا الحسنة !) واقول : بل قد يكون أيضا مزينا بالشعارات الجميلة الجذابة والمطالب النبيلة الخلابة التي تدغدغ المشاعر وتسحر العقول ، ورغم اننا نحن العرب اكتوينا بنار هذه المشروعات الجهنمية العروبية والاشتراكاوية والثوروية والشعبوية والاسلاماوية الا أننا حتى هذه اللحظة لم نصل كشعوب الى (سن الرشد السياسي) بعد ! ، بل لازلنا نتخبط في سن (المراهقة السياسية) ، وهي سن الاحلام والاوهام والرومانسية والنرجسية والعناد والنزق والتمرد على كل شئ فضلا عن سن الفورة الجنسية ! ، بالرغم ان اعمارنا الزمنية كشعوب عريقة تجاوزت سن المراهقة بقرون طوال !! ، ومع ذلك فلازلنا حتى يومنا هذا كشعوب مراهقين من الناحية السياسية ! ، عموما أرجو أن تكون ثورات الربيع العربي ، والتي تحولت الى خريف حلم ونزيف دم ، بوابة للعبور نحو عالم الشعوب الراشدة ، فلا تقدم حضاري الا بعد الرشد السياسي ، فلكي نكون من الدول المتقدمة علينا ان نصبح أولا من الشعوب الراشدة سياسيا ! ، واذا لم يحدث هذا فإننا سنظل نلف وندور في حلقة مفرغة من التجارب الفاشلة والهذيان الايديولوجي والمراهقة السياسية حتى يظهر (المهدي المنتظر!؟) بعد ألوف السنين (عام 5016 م مثلا !) كي يعلمنا كيف نقيم العدل بيننا وكيف نحل كل مشاكلنا العالقة بطريقة عقلانية وواقعية رشيدة ، هذا اذا صحت (الروايات) المنسوبة للنبي محمد (ص) عند السنة والشيعة بخصوص ظهور المهدي المنتظر ، وهي ربما لا تصح !، فيكون انتظارنا كان مجرد مضيعة للوقت ومحاولة فاشلة للهروب من المسؤولية التي القاها (الله تعالى) على عاتقنا بعد ان قرر أن ينتهي دور (الوحي الرباني) ويبدأ دور (الوعي العقلاني) في عمارة الارض ! ، فلا حاجة لإرسال المزيد من (الرسل) بعد أن حل دور (العقل) في فهم الدين والدنيا مستفيدا في هذا الفهم من تراث الرسل وتجارب البشر خلال القرون في فهم وتحسين واقعهم الاجتماعي والاخلاقي والسياسي والاقتصادي والعمراني! ، وهذا هو الطريق ، اما انتظار المهدي المنتظر فقد تطول مدته الى يوم مجيء الله تعالى شخصيا لفصل الخطاب وللحكم بين الناس افرادا وشعوبا فيما كانوا فيه يختلفون في امور الدين والدنيا ! ، فمجيء الله وملائكته لفصل الخطاب امر مذكور بنص قطعي الثبوت قطعي الدلالة في القرآن الكريم أما قصة مجيء المهدي المنتظر فلا محل لها في نصوص القرآن ! ، انما وردت في روايات التراث الديني المنقول لدى الشقيقيين اللدودين السنة والشيعة المنغمسين في الماضي البعيد وهو تراث ثقيل مثقل بالاحقاد والغبار والهوى السياسي ويحتاج الى تدخل جراحي شجاع من العقل المسلم المستنير لغربلته وتخليصه من تلك الخرافات والاحقاد والالغام والسموم القاتلة !! ، والله خير مرشد للعقل وهو خير معين ! . |