كنا نعتقد ان من جاء بعد التغيير سواءا اجاء مع دبابة المحتل او تسلل عبر الاراضي السورية او منحدرا من الجبال الايرانية او من منهم كان مناضلا من بارات او مقاهي لندن او من خرج من بوابات دوائر القرار الامريكي وهو يحمل امال وتطلعات تلك الدوائر في محطة جديدة محطات الوثوب على مقدرات ومصائر الشعوب ، ولقد نظمت امريكا ودوائر الغرب الاخرى مؤتمر لندن ومن بعده مؤلمر خراب الدين ليضع كل منهما خارطة عراق فدرالي رغم انف شعبه ورغم انف جغرافيته ،ليكون لكل من اؤلئك المناضلين دوره المحسوب وكرسيه المثقوب في عملية التغيير الديموغرافي لا الديموقراطي ، وان للمواطن الحق في ان يتساءل ، لماذا كل هذا التنازل المشين عن ثوابت بناء الاوطان ؟ بل عن ثوابت الوطنية امام مشهد يراد به للعراق التقسيم او التفتت ، وتم جعل ضعف الدولة وسقمها احدى وسائل ومبررات هذا التقسيم ، وقبل الحديث عن اي شئ نود ان يعرف الجميع ، ان اية دويلة يراد لها ان تقام ،هي دويلة غير تامة الشروط لان العراق بتكوينه الحالي وبجغرافيته هو مثلا لكينونة الدولة ، فلا كردستان قادرة بان تعيش بين امبراطورية الفرس من الشرق او العثمانية من الشمال او تتمكن من حماية ثغورها من عرب الشام وقوميي العراق ، ولا دولة شيعية بقادرة على الاستمرار امام كثرة النفط ونقص في المياه او حتى حرب تتحول بمقتضاها الانهار ، او دولة سنية غالبية اراضيها صحراء جرداء الا من مهربي السلاح وبدو رحل ، ان احلام بعضهم ليكونوا رؤساء دول او غيايات مرضى ليكونوا قادة لا تكفي لبناء دول ناقصة مستلزمات التكوين ،لان احلامهم وغاياتهم مريضة وان القاعدة تقول من هو مريض لا يمكن ان يتبنى الصحيح ، فالعراق وجد منذ القديم ارض سواد بوحدة تكونه الطبيعي والجغرافي كذلك اوجز التاريخ فيه حضارات تعد عوامل وحدة ، اما التكوين الاقتصادي فهو عامل وحدة طبيعي بين نفط وماء ومواد خام منتشرة هنا في الغرب والشمال والشرق او الجنوب ناهيكم عن ايدي عاملة شابة يحلم بها الغرب المتقدم واللذي فتح الهجرة لقلة الشباب العامل لديه . فكل هذه عوامل وحدة كوحدة اقطاب اقطاب المغناطيس المختلفة ، وكل ما يحتاجه العراق اليوم من الشمال الى الجنوب هو التفكير الملي بكل عوامل الوحدة هذه لان عوامل الفرقة انية وانها مصنوعة في معامل السياسة الدولية ومصالح الدول المجاورة ، ولا ادل على ذلك هو العمل المقصود بايقاف تطور الكهرباء لتتوقف الصناعة مثلا ولكي يستمر العراق دولة غير منتجة تستورد كل ما تحتاجه من تركيا والسعودية وايران والكويت والاردن وقبل الاحداث من سوريا ،وهكذا تذهب موارد النفط على سلع كان العراق قبل غيره ينتجها ،فمتى يصحى حملة اللغو واللغط السياسي ، واين سيذهب هؤلاء بهذا البلد العريق ، وكيف يمكن معاجة مشاكله وان اغلب قادته تنقصهم الحكمة لا بل الوطنية ،والكل كالعهود السابقة وجدت في داعش شماعة تعلق عليها اسباب فشلها كونها هي فاشلة في استيعاب خطورة المرحلة ، والعمل الجدي والجماعي على انقاذه من مخططات عليهم هم ان لا يكونوا طرفا فيها لان الله والزمن لا يرحم من يبدد الاوطان ...
|