العراق والموصل ضحية اجرام داعش واميركا وايران |
الموصل ثاني اكبر مدن العراق من الناحية الحَضاريّة والسكانية والعمرانية سكانها الغالب العرب السنّة فيها اقليات واثنيات مختلفة مسيحيين وازيدين تحوي مراكز علمية قديمة جامعات ومعاهد ومراكز تعليم ودراسات قديمة وعريقة وفيها آثار وأديرة وكنائس أثرية ومقامات ومراقد دينية للأنبياء والصحابة ومساجد كثيرة ومراكز سياحية وعلاجية طبيعية من الاسماء الأخرى لمدينة الموصل " أم الربيعين والحدباء كُنية بأحد مساجدها الذي فيه منارة محدّبة " . دمرت معظمها نتيجة الصراع المبرمج والمقصود بين داعش والقوات العراقية المتفقة مع قوات التحالف العالمية بقيادة اميركا . أحتلتها داعش في 10 يونيو / حزيران سنة 2014 هذه كانت بداية داعش بعدها سيطرت على الانبار وصلاح الدين وديالى واطراف بغداد المحيطة بها المناطق السنّية مجموع ضحايا داعش والعنف الحاصل نتيجة الصراع لسنة 2014 فقط كان بحدود 35 ألف مواطن عراقي والملفت للنظر لم تحاول داعش على السيطرة او دخول او القيام بأية فعالية او نشاط عسكري ضد اية محافظة تتواجد فيها اغلبية شيعية وهذا يؤكد ما نقوله ونذهب اليه بأن اميركا وايران وبمعونة ذيولهم النظامين العراقي والسوري مسؤولين وبشكل اكيد وموثوق عن صناعة داعش . عند حديثنا عن الموصل علينا الاستذكار يأنها جزئ من حالة عامة , التركيز الحالي الاعلامي والسياسي والعسكري كله يدور حول الموصل وكيفية تحريرها من داعش والعمل يجري وفق هذا السياق على اعتبار ان الموصل هي آخر معاقل داعش والانتصار فيها يعني انهاء وحود داعش في العراق بشكل عام , نريد ان نذكّر ونستذكر صنعتها وكوّنتها اميركا وايران وبعلم وموافقة معظم الأنظمة الموالية لهاتين الدولتين وخصوصاً النظامين العراقي والسوري المعنيين بشكل مباشر ومركّىزاكثر من اي طرف آخر بهذا الموضوع , وصناعة داعش لها اهداف وواجبات ومقاصد رسمتها هذه الدول تصب في مصالحها وتحقق لها اهداف غاية في الصعوبة والخطورة لو حاولت احداها اي الدول المكونة لداعش . ذكرنا ذلك في مقالاتنا السابقة بخصوص داعش ودوافعها والغرض من صناعتها . لأميركا اهدافها وايران واسرائيل و حكومات دول مجلس التعاون الخليجي وخاصة " الكويت " ولتركيا واقليم كوردستان أيضاً . قبل ان نذكر بعض مرامي واهداف هذه الدول والفائدة التي جنتها وستجنيها من استثمار داعش , علينا ان نوضح امر مهم في هذا الصدد يثير التساءل والغموض والتشويش مفاده عند البعض استبعاد نظرية ان داعش خلقتها الدول التي ذكرناها آنفاً , يتسائلون كيف ولماذا تصنع هذه الدول داعش وتحاربها عسكرياً واعلاميا , مختصر نؤكد عليه وينبغي الانتباه لهذه النقطة لأنها مهمة . أولها فقط قيادة داعش مرتبطة وتعلم وتأتمر بمن صنعها وقواعدها ليس لها علم بذلك . بل يعتبرونها تعمل بأستقلالية غير خاضعة او مرتبطة بأية جهة كانت دولية او غير دولية وعدم المعرفة هذه متأتي من مبدأ " المعلومة والمعرفة بالشيء على قدر من يحتاجها " فالقواعد ليس محتّماً عليها معرفة تفاصيل ارتباطات وكيفية عمل قياداتها . عليها فقط الطاعة العمياء والتنفيذ . وثاني هذا الامر. الدول المكونة لداعش وهذا امر اساس ايضاً وكهدف رئيس استراتيجي هو " جمع الدبابير في مكان واحد بغية القضاء عليهم جميعاً " ومعرفة اتجاهاتهم وتمييز الوانهم وكشفهم , لأنهم يشكلون " خطراً كامناً " لهذه الدول فيتعين ابعادهم عن مراكز الخطر , يعني الجهل بهم وغموضهم وعدم التعرف عليهم , لكنهم بمجرد دخولهم وانتمائهم لداعش " سيتلوّنون باللون الفاضح " وبالتالي تسهل متابعتهم والقضاء عليهم . من يخرج منهم من دولة ما من الصعوبة عليه العودة بعد انكشافه . تحركهم هذه الدول لمراميها واهدافها وفي نفس الوقت تعمل للقضاء عليهم لكن ببطئ وبطريقة مدروسة وذكية . بعد التأكد من انحسار داعش في العراق وتوقع تحرير الموصل وأنهاء آخر معاقلها وهذا مؤكد لأسباب سنذكر بعضها . صرّح نائب رئيس وزراء دولة ماليزيا الاسلامية محذراً من عودة المنتمين لداعش بعد تحرير الموصل ويؤكد تشديد المراقبة على ذلك وهذا الاجراء ينطبق على بقية دول العالم الاسلامية والغير اسلامية ابتداءاً بالدول العربية بشكل عام والنظامين العراقي والسوري بشكل خاص كونهما مركزوساحة الحدث ودول العالم الاسلامي ودول العالم الاخرى التي فيها مسلمين وخاصة روسيا " الشيشان " والصين والهند وعموم دول اوربا لأنتشار الجاليات الاسلامية فيها . من اهداف اميركا علاوة على ما ذكرناه , استخدام داعش كرمح لضرب ماتريد وايران كذلك وكما يقول المثل " طالق الرمح سالم الخسارة " بل ان ايران استغلت داعش اكثر من اي طرف آخر في موضوع الانتقام من اهل السنّة وابادتهم الجماعية وتخريب بنيتهم التحتية , وهذه الحقيقة متمثلة في الثقافة السياسية الحالية للحركة الشعوبية العنصرية " الخمينية " المرتكزة على نفس منهج الثقافة السياسية التاريخية الصفوية في هذا الموضوع . نهاية داعش وطردها من الموصل . حتم ايقاف استخدامها في العراق ضرف له اسبابه المختلفة الضاغطة . مثل ... بقية الموضوع في الجزء الثاني القادم بأذن الله .. شكراً للقارئ الكريم على المتابعة |