الله و هؤلاء (٤) معركة بلا فرسان الإلحاد و الإيمان في ساحة التطور

 

 

يتسيد المشهد البيولوجي مدرستان رئيسيتان لابد ان تكون انت من أنصار احداهما و هما مدرستان فلسفيتان بالدرجة الأساس 
( ١ ) التطوريون و هم على مختلف مشاربهم و توجهاتهم يؤمنون بان التنوع البيولوجي ناجم عن ظاهرة تطورية تدريجية او دفعية و تختلف رؤاهم الفكرية باختلاف أبحاثهم و افتراضاتهم الناجمة عن هذه الأبحاث 
يقابلهم في الجانب الاخر 
(٢) أنصار الخلق المستقل و الذي يؤمنون بثبات الأنواع و إستقلالية خلقها و نشوئها و هم في الغالب يمثلون وجهة النظر التوراتية و مشتقاتها من الاتجاهات الدينية الضاربة في العمق في الدين المسيحي و للأسف لدى الغالبية من الشكليين من المسلمين

مالذي جعل من التطورية سلاحاً الحاديا لدى البعض 
عدة أسباب 
١) خبث التفكير الالحادي و محاولته اجراء الصدام بين العلم و الدين مستعينا بنصوص سفر التكوين مما حول نظرية التطور كونها تفسر نشوء الأنواع و بضمنها الانسان الى ضربة في صميم الفكر الديني المبتنى على العهد القديم

بينما الحقيقة انه لا يوجد اي شغل لنظرية التطور بتفسير نشوء الحياة ذاتها بل هي معنية بتفسير تنوع الكائنات الحية و هذا امر لا يتعارض مطلقا مع قدرته عز و جل بل انه من أبهى مظاهر القدرة في إيجاد سنة تكوينية و قانون عام تسير وفقه الحياة في نسق يزيد الإيمان و لا يقلله

٢) انجراف المتدينين الى ساحة ارادها لهم الفكر الالحادي عن طريق الدفاع عن مفاهيم لا ركائز دينية حقيقية فيها و إصرارهم على تبني فهم جامد لقضية ليس للدين اي علاقة بها مما جعلهم في مظهر المعارض البائس دون وجه حق

٣) الادعاء المزيف للملحدين ان النظريات العلمية تصب دوما في صالح الإلحاد بينما الحقيقة ان كل نظرية علمية دورها يكمن في شرح ظواهر طبيعية بحتة و هي غير معنية بإنصاف دين ما او نصرته رغم ايماننا بان الدين الحق دوما يعطي إشارات ...إشارات فقط تدل على اتساقه مع الفكر العلمي و بشكل منقطع النظير من حيث الذكاء و الحرفة في النص .

في المواضيع الآتية سنناقش الفرق بين المدرستين بشكل علمي و سنخلص الى تغيير للمفاهيم المغلوطة التي يتداولها الكلاسيكيون من المتدينين و كذلك ارباب الإلحاد في الجانب الاخر 
و سنعرف حجم المغالطات التي يعتاش عليها الطرفان