دفاعا عن السيدة طنبورة

 

دائما "تقع بيها" السيدة الفاضلة طنبورة بمناسبة وبدونها.. "ابتلت" حين امتثلت لاشارة زوجها  "كانت خرساء طرشاء" طبقا لما يرويه المؤرخون  حين امرها بفرش العباءة فاستلقت عليها لـ "لما حلله الله " فهتف قائلا "عرب وين طنبورة وين". تصوروا  لو ان هذا التصريح المكون من اربع كلمات لو كان قد اطلقه زوج طنبورة من على احدى الفضائيات المحرضة على "الجنس" اسف الارهاب ماذا كان يمكن ان يحصل؟ على الرغم لم يكن هناك في زمنهم مخبر سري  ولا المادة 4 ارهاب ولا برنامج "استوديو التاسعة". لكن مع ذلك لايزال ملف طنبورة معروضا منذ قرون امام هيئات  النزاهة والتهمة الوحيدة عليها هي انها فهمت بالخطأ اشارة زوجها الذي لم يكن يريد معاشرتها بل جمع اغراض المنزل تحسبا للفيضان الذي داهم العرب انذاك على حين غرة.     
لم يكن بوسع طنبورة الدفاع عن نفسها لانها خرساء طرشاء فتكلم بالنيابة عنها التاريخ. ولان التاريخ يكتبه في العادة المنتصرون فان الزوج الذي كان دائما في حالة بطر الا هذه المرة حين داهم الفيضان بيته فلم يعد امامه سوى حمل اغراضه البسيطة في عباءته. ولان "طنبورة" كانت "وين" بلغة التاريخ ولم تفهم كل اشارات وغضب زوجها فقد اضطر لحملها هي مع الاغراض. الزميل رئيس التحرير صباح اللامي استدعى في مقاله هنا في "المشرق" يوم السبت الماضي السيدة طنبورة بوصفها نموذجا للبطر ولمن لا يدري "الدنيا وين وهي  وين". 
ولاني مازلت مقتنعا تماما ان الطنبورة لم تعمل الا ما املاه عليها ضميرها "الوطني" الذي هو اشرف وانقى وازكى  من الضمائر الميتة لسياسيين ورجال دين لا هم لهم سوى المتاجرة بالشعارات الوطنية والدينية حتى لو ادت الى احراق الاخضر باليابس ومعاشرة النساء طبقا لعشرات الفتاوى بدء من المتعة الى المسيار الى النهاري الى .. ارضاع الكبار. مقال الزميل صباح الذي حمل عنوان "الى الحرب الطائفية او الى المريخ"  فيه من المصائب اكثر مما احتوى من مفارقات. يقول اللامي "ثمة اعلانات في الصحف الاميركية والاوروبية والكندية تدعو المتطوعين الراغبين بسكنى المريخ الى  تقديم طلباتهم للنظر في الشروط المتوفرة فيهم. فلا ماء على المريخ ولا كهرباء ولا زراعة ولاتكنولوجيا ولا بيت للسكن". مع ذلك فان الشركة المنظمة واسمها "مارس ون" أي المريخ واحد هي التي ستتولى هذا الامر وللمعلومات فان موعد السفر الى المريخ سيكون بعد عشر سنوات". 
قلت مع نفسي "همزين" بعد عشر سنوات لان موعد مدينة بسماية في منطقة النهروان يكون قد اكتمل برغم استمرار الاعلانات حتى اليوم والتي تدعو الراغبين الى تقديم مستمسكاتهم الاربعة مع ربع المبلغ لحجز بيت الاحلام في .. مريخ بسماية.  خلاصة ما كان يريد اللامي قوله هو اننا في الوقت الذي نفكر فيه باقتحام خيام المتظاهرين ومن ثم ننزل الى مستنقع شنيع هو الحرب الطائفية فان غيرنا يفكر باقتحام المريخ. نعم هذا الكلام صحيح ولكن وهذه المرة سوف استدعي مثلا اخر بعيدا كل البعد عن السيدة طنبورة وهو اننا طالما نتحرك في مسافة يحددها المثل القائل "جاك الواوي .. جاك الذيب" فان ماضينا سيظل رهنا باجتماع السقيفة وحكاية طنبورة وحاضرنا تحدده تصريحات النواب والسياسيين .. اما مستقبنا فلن يكون بافضل من مستقبل أي تنكة ... يعني كحف.