معركة تحرير الموصل.. وطنيتنا المستعادة أخيرا.

 

لكل معركة أهداف, يرغب قادتها, أن تتحقق بأقل الكلف, وأسرع وقت.. وهذا يشمل جهتي الصراع في تلك المعركة.. هذا المنطق الذي كان يسود قديما.

صارت المعارك اليوم, تشمل أهدافا أخرى, ضمنية وبعيدة المدى, ولا تظهر نتائجها فورا, وربما تتحقق أهداف لم يكن مخططا لها, وتكون كنتائج عرضية للمعركة, وربما تكون غير مقصودة أو متوقعه أصلا؟!

معظم الدول المتقدمة, تخطط لمعاركها طويلا, وتضع خططا بديلة, وتحتسب كل النتائج المتوقعة, قصيرة المدى كانت أو إستراتيجية, وهذا طبيعي جدا.. فالمعارك ليست نزهة, وهناك خسائر في الأرواح والأموال, وربما تترتب نتائج على المعركة, تغير مستقبل البلد ومصيره.

منذ سقوط الموصل, وبعد زوال شبح تهديد داعش, وكسر وهم الرعب, الذي "أزدرع" في الجو العام, بدأ الكل يفكر, في كيفية إخراج داعش, بعد ان تم إيقافهم, والحد من تمددهم.. وهذا شمل حتى المواطنين البسطاء, في منازلهم, رغم بعدهم عن المسؤولية المباشرة, أو التخصص العسكري او القيادي.

معظم العراقيين كانوا يفكرون, في تحقيق أهداف تتعلق, بالنصر العسكري, وطرد داعش, ومحاسبة من تعاون معها, وتسبب بإراقة الدم العراقي, وقبل أن يُحتل جزء من بلده, في خيانة واضحة, لكل القيم.. وهذه كانت أهدافا, بل أحلاما, يمكن وصفها بالبسيطة, مرتبطة ببساطة من يحلمها.

لكن ما لم يكن يحتسبه أكثر المتفائلين, والمحللين المختصين, هو هذه الأمواج العاتية, من الشعور بالوطنية, والإنتماء للعراق.. فمن كان يتوقع أن يسيطر العراقيون, على بساطتهم وطيبتهم, على مواقع تواصل إجتماعي, مثل "تويتر وفيسبوك", رغم المال المعادي, وقوته وتنظيمه؟!

من كان يتوقع, أن ينجح العراقيون, في سحق الإعلام المعادي, ومحاولاته, تغيير الحقائق, وتشويه الصور, ودون إتفاق, أو تنظيم وتوجيه؟!

هل من المعقول أن وطنيتنا عادت فجأة؟!

من قال أن الوطنية, وحب الوطن, شعور يمكن أن يموت؟!

رغم أننا كلنا, ننتظر نصرا مؤكدا, للقوات العراقية البطلة, بمختلف مسمياتها, في الموصل, ونتأمل عودة الحياة, إلى الموصل, بشكل تدريجي وسلس.. وهذا سيحقق أكيدا, لكن هل يمكن أن نقييم اهم ما حققته معركة تحرير الموصل؟

 زوال التراب والصدأ, عن وطينتنا, التي حاول صدام والبعثيون, ومن خلفهم من ساداتهم, قتلها ودفنها في نفوسنا. 

أثبتنا لأنفسنا أننا, لازلنا نحب العراق, هذه الأرض الطيبة.