"إسرائيل"دولة مارقة .. مصدر رسمي أردني |
اليوم الأحد بتاريخ 23 من شهر تشرين أول عام 2016،أثلج مصدر رسمي أردني مسؤول صدري وصدورالأردنيين جميعا،من حيث يدري أو لا يدري،من خلال تصريح منسوب له نشرته المواقع الإليكترونية الأردنية،قال فيه أن إسرائيل ستتحول إلى دولة مارقة في حال لم تنصع للقوانين والمواثيق الدولية،وفي الحقيقة سأتجاوز عن ذلك فرحة مني بأن مصدرا رسميا أردنيا،حتى وإن لم يفصح عن هويته،تحدث عن مستدمرة إسرائيل الخزرية بهذه الطريقة ولو بنصف الحقيقة ، فهي كما يعلم القاصي والداني دولة مارقة بإمتياز،وهي كيان إرهابي إنبثق عن عصابات إرهابية إنقلبت على بريطانيا بعد أن إشتد عودها قبيل إنشاء المستدمرة في منتصف شهر أيار من عام 1948. جاء ذلك التصريح ردا على تعنت رئيس مستدمرة إسرائيل الخزرية النتنياهو،وتمثل في تصريحه الأخير حول رغبته بالمشاركة في الحفر والتنقيب عن آثار يهودية أسفل المسجد الأقصى المبارك،ودعا الشباب اليهودي للإنضمام إليه،وذلك ردا على قرار منظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلوم " اليونسكو"،الذي حسم إسلامية الأقصى،وعدم وجود أي صة ليهود به لا من قريب ولا من بعيد. يبدو أن هذا النتنياهو لا علم له بالتاريخ،وأنا لا ألومه لأنه دخل السياسة من باب التجارة وأتقن فن المساومة وإحتكرالتعنت،وبذلك أثبت انه لم يطلع على تقارير علماء الآثار اليهود الضالعين في هذا المجال،وفي مقدمتهم أبو الآثار كما يسمونه في مستدمرة إسرائيل وهو عالم الآثار الأبرز إسرائيل فلنكشتيان ، من جامعة تل أبيب الذي إعترف بعدم وجود أي آثار تربطهم بالقدس . جاء ذلك في تقرير موثق نشره في مجلة "جيروزاليم ريبورت" في شهر آب من عام 2008،وأوضح فيه أن علماء الآثار اليهود لم يعثروا على أي شواهد تاريخية أو أثرية تدعم بعض القصص الواردة في التوراة كإنتصار يوشع بن نون على كنعان ، كما شكك بقصة داوود الشخصية الأكثر إرتباطا بالقدس حسب المعتقدات التوراتية،ونفى أن تكون القدس عاصمة ليهود يوما كما يدعون،وأنه سيأتي من صلبهم من يشرف على الهيكل الثالث،وأنه لا وجود حتى لمملكتي يهودا والسامرة،واصفا هذا الإعتقاد بأنه محض خيال ووهم مصطنعين،كما نفى وجود إمبراطورية يهودية تمتد من مصر إلى نهر الفرات في العراق. وجاء في التقرير أيضا ان اليهود لم يكونوا سوى قبائل صغيرة متناحرة،وذهب أبعد من ذلك بقوله أنه لا وجود أصلا لهيكل سليمان،وأيده بذلك عالم الآثار الإسرائيلي رفائيل جرينبيرغ من جامعة تل أبيب،ومعه عالم الآثار المستقل البروفيسور يوني مزراحي. بدأت الحفريات اليهودية في القدس منذ أيام الخلافة العثمانية،حيث قامت الحركة الصهيونية آنذاك بإنشاء صندوق خاص لتمويل بعثات يهودية من أوروبا والغرب ،لإجراء حفريات في القدس على وجه الخصوص،وضللوا الخليفة العثماني السلطان عبد الحميد الثاني بأنهم يعملون على التنقيب عن المياه في القدس لإنقاذها من العطش الذي تعاني منه ، وإستمرت هذه الحفريات حتى العام 1967. وعندما تسلموا القدس في حرب الساعات الست،بدأوا يمارسون الحفروالتنقيب في القدس علانية ،كبعثات يهودية وإنتقلوا إلى جوانب وأسفل الأقصى،ولم يعثروا حتى يومنا هذا على أي أثر يربطهم بهذه الأرض المقدسة . تصريحات المصدر الأردني المسؤول ذاته،أعادت الإعتبار للأردنيين كافة وضخ في نفوسهم دفقة أمل،ونأمل أن يكون هذا هو موقف الأردن الرسمي،وان يتم ترجمته إلى فعل صريح على أرض الواقع،يتمثل بإلغاء معاهدة وادي عربة سيئة السمعة والصيت ،وإلغاء إتفاقية الغاز الإسرائيلي المسروق،والتراجع عن تعديل المناهج الذي يسير بنا نحو التهويد،ويكون الأردن الرسمي قد احسن صنعا إن هو إستجاب لرغبات الشعب الأردني الحريص على منسوب كرامته قبل توفير رغيف خبزه،ولا أخفي أنني في هذا المقال أنني أتحدث وبدون تفويض بإسم كافة الأردنيين،الذين لا يروق لهم وضع بلدهم ضمن المسار الإسرائيلي. هذا ما أنادي به دائما،أن على الأردن ألا يسلم أمره لمستدمرة إسرائيل التي لا ترى في الأردن سوى حديقتها الخلفية،التي لا تحتاج إلى حراسة،وإلى مكب لنفاياتها النووية وطريقا وسوقا لبضائها المسمومة،ومستقرا لغازاتها السامة المشبعة باليورانيوم ، وهذا ما يفسر إستفحال الأمراض السرطانية على طول الحدود الجنوبية والشمالية مع فلسطين،حيث هبوب الهواء الملوث القادم من مفاعل ديمونا الذي يحتضر . جميل جدا أيضا ان يخرج علينا الأستاذ الصديق عبد الله كنعان أمين عام الللجنة الملكية لشؤون القدس ويتحدث بنفس السياق،ويقول في تصريح له في نفس اليوم أن النتنياهو جن جنونه، بتصريحاته تلك. الهيكل المزعوم بدعة يهودية ضلالية،وهو بطبيعة الحال الأثر الوهمي الأبرز الذي يبحث عنه اليهود في القدس وتحت الأقصى،فحتى اليهود أنفسهم غير متفقين على مكان وجوده إن وجد أصلا،ويقول إخواننا في الطائفة السامرية التي تقطن منذ الأزل في جبل جرزيم بنابلس أن الهيكل موجود عندهم في الجبل . هذا الفشل الذي أكده علماء الآثار اليهود الأبرز في التنقيب عن الآثار،إنعكس على سمعة مستدمرة إسرائيل في الخارج،وبات المجتمع الدولي يتململ بقوة للإنتفاض على مستدمرة إسرائيل التي دنست القيم الغربية،ويدعو لمقاطهتها من خلال حركة ال "BDS"،التي إنطلقت من بريطانيا ذلك الرحم الذي إنبثقت منه مستدمرة إسرائيل. لم تقف الأمور في الغرب عند هذا الحد بل هناك تصريحات ودراسات غربية تؤكد أن مستدمرة إسرائيل هي مصدر الشرور في العالم،كما أن الداخل الإسرائيلي هو الآخر ينتفض على قيادته ولم يعد واثقا من إمكانية البقاء في مستدمرة إسرائيل،فهناك على سبيل المثال لا الحصر حملة شبابية إسرائيلية تدعو لهجرة الشباب إلى ألمانيا وهام يتكدسون في برلين،ناهيك عن قيام المستدمرين اليهود بالبحث عن جنسيات آبائهم وأجدادهم الأصلية،وإستعادتها والحصول على جوازات سفر غربية للعودة إلى بلدانهم الأصلية يوما ما،الأمر الذي أزعج القيادة الإسرائيلية وفي مقدمتها حارس البارات أفيغدور ليبرمان،الذي فاتح قيادات الإتحاد الأوروبي بذلك لكنهم لم يعيرونه إهتماما . وتحت عنوان " إسرائيل تلفظ أنفاسها " نشر الكاتب الإسرائيلي آري شبيط مقالا في جريدة هآرتس بداية هذا العام ،قال فيه انه لم هناك طعم للعيش في إسرائيل ولا للكتابة في هآرتس أو قراءتها ، بل يتوجب على اليهود تنفيذ رغبة روغل الفر وهي مغادرة البلاد فورا. نعود لتصريح المصدر الرسمي الأردني،ونقول أن مستدمرة إسرائيل وهي تمارس عبثها في القدس وفي الأقصى على وجه خاص،توجه طعنات نجلاء مسدد للأردن الرسمي،بتجاوزها لما وقعت عليه في معاهدة وادي عربة سيئة السمعة والصيت التي تنص على أن المقدسات العربية في القدس تقع تحت الولاية الهاشمية. يجب على مستدمرة إسرائيل ان تلمس صراحة ردة فعل أردنية رسمية،تتبعها حتما ردة فعل شعبية ضد مستدمرة إسرائيل،وقد أعاد لنا النشامى الكركيون والنشميات الكركيات قبل أيام،كامل الإعتبار بهتافهم لفلسطين وهم يشيعون الشاب الشهيد خالد العمرو، الذي إغتالته يد الغدر اليهودية في القدس أثناء زيارة له إليها ، وإتهموه بأنه كان يريد طعن جندي إسرائيلي بسكين. |