هل الغاية القضاء على داعش أم إن هناك غرضٌ آخر؟

 

الحق يقال إن بسالة قواتنا المسلحة جيشاً وبيشمركة وشرطة إتحادية والحشد الشعبي, بسالة لا مثيل لها .ومفخرة لهذا الشعب, الذي توالت عليه الكوارث والنكبات. والحق يقال إن معدن الشعب الأصيل بان جلياً بوحدته الوطنية رغم الأصوات النشاز الدولية والأقليمية والداخلية هنا وهناك. فلقد توحد هذا الشعب بكل طوائفه وملله ونحله وقومياته خلف هؤلاء الأبطال, الذين سطَّروا الملحمة الرائعة .وبذلوا الدماء الطاهرة على أرضنا الحبيبة.

ولكن ما يحدث اليوم من خروقات أمنية في مدن سبقَ وأنْ حُرِرَتْ مدعاة للتساؤل. فهل الغاية من ملحمة تحرير الموصل هزيمة داعش في الموصل؟ هل هيَ الخاتمة؟ أم إنَّ وراء الأكمة أمر جديد آخر؟هل هو إشغال للعراق وإستنزاف لأقتصاده وتهجير مستمر لشعبه وسفك لدماء لشبابه؟ 

لم يفاجئ العراقيون  بتوقف هجمات التحالف الدولي الجوية على داعش في الموصل.ولم يفاجئ بعدم محاصرة الموصل من الجهة الغربية وترك الساحة مفتوحة بين داعش وسوريا والمناطق الغربية من العراق. ولم نستغرب بما حصل اليوم في الرطبة و بالأمس في كركوك وداقوق  وديالى, و التعرض لحديثة وعنه والتفجيرات في بغداد عامة ومدينة الصدر خاصة. أمور تحتاجُ لدراسة وتحليل وتدقيق كبير وإستنتاج.

هل الغاية خروج داعش من المدن وتذهب للجبال والبراري. وتكمن هناك. لتنقضَ بين حين وآخر على هذه المدينة أو تلك. والى متى نبقَ في ذعر وترقب مستمرٍ وأمننا مستباحٌ وإقتصادنا معطل ومجتمعنا مرتبك؟ فهل لنا من أمل في مخرجٍ من هذه الحالة؟

سؤالٌ يتكرر هل هدفنا القضاء على داعش بالسلاح فقط؟ أم يجب أن يصاحب السلاح سلام وعدل مجتمعي وتشريع عقد إجتماعي جديد (دستور)؟. ومن هي داعش هذه؟ ومتى يحلُّ علينا السلام ؟ ومن بيده هذا؟ ومن المسؤول؟ ومن وراء داعش بصراحةٍ لا برياءٍ أوبسؤالٍ خجول؟ أم إنَّ هذا ليس بيدنا ولا يحقَ لنا السؤال؟ وهل مشكلتنا مع داعش الواضحةَ المعالم؟ أم هناك دواعش بوجوه متعددة, منها دول جوارٍ أو عراقيةٌ مخترقة صفوفنا وتحتل مراكز مهمة في الدولة؟ أسئلة بحاجة لأجوبة صريحة وواضحة. أجوبةٍ لا ننتظرها من الكتل السياسية المأزومة الفاشلة الملطخة أيديها بدماء الشعب والمتنجسة بطونها وبطون عوائلها  بالمال العام . مال الأرامل واليتامى والشباب المحروم .

لم يبق لنا أمل سوى أن نوجه السؤال لمرجعيتنا الرشيدة ,التي أسعفت الشعب وأنقذت بغداد من التهاوي والسقوط في هاوية الأرهاب الداعشي. فهي الجهة التي يستمع لها الشعب المظلوم ليُجْبِر من ساق البلد للهلكة والخراب , للأذعان للحلول المنطقية  ونمهد لحماية الوطن والقضاء على الفساد وإعادة كل مال مسلوب. فالمرجعية لا غيرها هي من يستمع لها الشعب ويؤمن بنزاهتها . ومن هنا تكون البداية فنعرف العدو من الصديق ونمضي بالأصلاح والخلاص, وبناء الدولة المدنية بمؤسسات المجتمع المدني. وفق برامج ودراسات تُعَدُّ من قِيَلِ مجلسٍ مختار يمثل أطياف الشعب بمثقفيه وكوادره العلمية المهنية, بعيداً عن كلِّ مَنْ جربنا فشله وسوء ذمته ووضوح خيانته. ففي العراق رجال مشهودٌ لهم بالنزاهة والوطنية والكفاءة والخبرة .ولكنهم همِّشوا وأبعدوا عن المشهد وحل محلهم الجهلة ومزورو الشهادات واللصوص .

إن لم يتّم هذا  ,فسنُخرِجَ داعش من الباب وتعود لنا من الشباك, تحت راية داعش, أو راية أخرى, بهذا المسمى أو ذاك. والذبح مستمر وسرقة الأموال العامة على عينك يا تاجر. و هكذا نقبع تحت خيمة الفقر والمرض والبطالة وهي الحالة  السائدة اليوم  وهي الحصيلة في الغد المجهول لا غير. ومصداقية ما نقول ما يجري كل يوم في مدنٍ سبق وأن قرعنا الطبول لتحريرها.ثمَّ إنقَضَتْ عليها داعش . وإخترقت أمنها. وقتلت ودمرت  وعاثتْ في الأرض فساداً. فهل من مُجيب؟ أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء. !!!!!!