قبل بدأ معركة الموصل نشرت مقالة بعنوان (الإسراع بمعركة الموصل وعواقبها) ونبهت فيها من مخاطر الاستجابة السريعة لرغبة الامريكان في بدأ معركة الموصل وقبل حل المشاكل العالقة كالاحتلال التركي والمناطق المتنازع عليها بين الإقليم والمركز وتحرير المناطق التي يحتلها داعش في محافظات الرمادي وصلاح الدين وكركوك ...
ولا اكتمكم سرا وبناء على الضجة المفتعلة ضد مشاركة الحشد الشعبي واثارة النعرات والفتن الطائفية واحتمالية توجيه طعنة في ظهر العراقيين .. وانا شخصيا انطلق من قناعتي بان الامريكان لا يؤتمنون ..
ولكن حكومة المحاصصة الطائفية الضعيفة لم تصمد طويلا امام رغبة الامريكان وبدأت المعركة والف الحمد لله فقد انتصرت ولحد اليوم قواتنا المسلحة انتصرت انتصارات باهرة سيخلدها التاريخ العسكري ..
وانتصر الحق على الباطل بإرادة وعزم الاشاوس لكل العراقيين وبوحدة صفهم الرائعة ..كرد وعرب وتركمان وايزيدين من الإسلام والمسيحيين ..
ولكن السؤال المطروح هل الامريكان صادقين بوعودهم للعراقيين ؟؟ الجواب وحسب قناعتي الشخصية لا .. ووعود الروس للسورين اصدق منهم ..وعلى حكومتنا ان توثق علاقتها العسكرية بالروس ولا تخاف من أمريكا ..والبرهان موقفهم اللئيم بالتخلي عن العراق في الصراع التركي –العراقي..
وما العدوان الإرهابي الداعشي على كركوك قبل يومين ...والبارحة الهجوم على الرطبة ..وقصف طائرات التحالف لحسينية في داقوق وقتل النساء والأطفال في منطقة ليست قريبة من ميدان المعركة أصلا ... والتي وصفتها موسكو بانها جرائم ترقى الى اعتبارها جرائم حرب ضد المدنين وكما حدث في دور الزور
وتابعت شخصيا جولة وزير الدفاع الأمريكي بين انقرة وبغداد واربيل وإعطاء نفسه الحق بالتكلم باسم العراقيين ... وحتى يقال انه ضغط على الإقليم ورئيسه لكي تطلب مشاركة الاتراك بقصف مدفعي تركي عند هجوم البيشمركة البارحة على بعشيقة وكما أعلنت تركيا ورغم رفض العراقيين لأي مشاركة تركية ..
وقد ركزت روسيا على فضح دور مقاتلات التحالف الأمريكي ضد المدنيين في سوريا والعراق ولاسيما حول ماهية المقاتلات المجهولة التي شنت الغارة الدموية على داقوق وقرية حساجك بريف حلب الشمالي يوم الثلاثاء الماضي، والكثير من الجرائم كجريمة قصف العزاء في صتعاء اليمنية وبمباركة أمريكية وبالرغم من النفي والادانة والاستنكار فهي تبقى بمباركة أمريكية ..فقتل المدنيين عند الامريكان هواية ..
وليس خافيا على المراقبين المستقلين لما يجري في سوريا وكيفية تخلي أمريكا عن حلفائها قوات سوريا الديمقراطية الكردية التي دربتها وسلحتها أمريكا واليوم يتعرضون للقتل على ايدي القوات التركية والمليشيات المسلحة الموالية لتركيا ...وكلها لعبة مصالح ..وتعسا لمصير الشعوب الفقيرة ..
كل المراقبين العسكريين يدركون أهمية الاسناد الجوي لطيران التحالف في معركة الموصل وغيرها ولكن أمريكا تستخدم هذه الورقة للضغط على العراقيين لرفضهم مشاركة الاتراك ففي الأيام الأخيرة قللت من الاسناد الجوي للقطعات العراقية الأرضية المتقدمة لتحرير الموصل ...وبالرغم من وعودهم العلنية ..وبحجج واهية كالصيانة الفنية .. , وانا اعتقد هي ورقة ضغط واحراج للقادة في ساحة المعركة .. وبالتاي احراج الجانب العراقي سواء في الإقليم او المركز ..
وليس خافيا على احد ان تنظيم الدولة الإسلامية في محافظة نينوى سيلفظ أنفاسه الأخيرة وبإرادة وعزم العراقيين ومهما كانت نوايا واطماع أمريكا وحليفتها تركيا وحلفاءهم الاخرون في تأخير هذا النصر العظيم ...واقولها وبصريح العبارة ان على الجانب العراقي وبما فيهم حكومة الإقليم وقيادات الحشد الشعبي ان ينتبهوا ولا يثقوا بالأمريكان والأتراك ولاسيما بعد ان تحتدم المعركة داخل مدينة لموصل ..
ثقوا بالله ان الموصل سيحررها أبناء المدينة ومن داخلها في اللحظة المناسبة وعندما تدق ساعة الانتفاضة الشعبية ...وحال تأكدهم من لحظة اقتحام الجيش للمدينة فعلى البيشمركة وقيادات الحشد الشعبي وكل مكونات شعبنا العراقي الحذر من الافخاخ التي ينصبها لهم أعداء العراق بحجة الطائفية او التعصب القومي والديني
وانا واثق ان النصر سيكون حليف اهل الموصل النشامى والابطال ولن يتركوا بيوتهم ومدينتهم لانهم ابطال ولن يخدعوا بدعايات المغرضين التي تخوفهم من البقاء في مدينتهم وتشجعيهم على النزوح والتي يروجها الاعلام الغربي و الاتراك ..وكما يقول المثل العراقي ( عينك على مالك دوة والمال السايب يشجع على السرقة ) ..فالحذر من ترك بيوتكم يا اهل الموصل ..وهذه النصيحة عن تجربة شخصية في معركة احتلال بغداد وبالقرب من معركة المطار المعروفة ...وبالرغم من القصف الجوي الأمريكي المرعب فقد بقينا في بيوتنا ولو انني نقلت النساء والأطفال الى داخل بغداد لأنها اكثر امان لان بيتي يقع على خط الدفاع والصد الاول عن بغداد ..ولا زلنا احياء ( فالحي لا يقتله قاتل والاعمار بيد الله ) كما يقال ..
اللهم احفظ العراق وأهله أينما حلوا او ارتحلوا
|