من هو الخبير الاستراتيجي ؟ |
يستهوي الاعلام ، هذه الايام ، وبالذات ( الفضائي ) منه لقب ( الخبير الاستراتيجي ) … فبعد أن عم الارهاب والخراب والحروب العالم ، لتكون (مادة اخبارية ) مهمة اصبحت بعض الفضائيات العربية وكأنها ( معاهد استراتيجية) تمنح هذا اللقب لمن تشاء ويشاء ، حتى وإن لم يستحقه ، ولا يمتلك مؤهلات ميدانية ، واكاديمية ، ونظرية ، تؤهله له .. ولذلك تحولت نشرات الاخبار عند مثل هذه الفضائيات الى برامج سياسية مملة ، لتكرار الوجوه ، أو عندما تكون التحليلات فيها غير مهمة ، كما تأخذ زمنا طويلا من مدة البث اليومي أكثر مما هو طبيعي ، ويناسب طبيعة الاخبار والعصر الذي يميل الى الاختصار ، والحصول على اكبر قدر من المعلومات والتحليلات المفيدة باقصرما يمكن من الوقت ..
لقد كثر إستخدام هذا اللقب ( الفضائي ) ، وأصبح ( مهنة ) عند البعض ، وان لم يكن اختصاصه ( ! ) ، ووسيلة للحصول على المال او المكافأة و(الشهرة ) عند أخر ( ! ) .. لأنه لا يتطلب في ( نظرهم ) اكثر من قدرة على الكلام باسلوب إنشائي ، سواء كان صحيحا ، أو غير صحيح – مقتنعين به أو لم يكونوا مقتنعين – وألمام ببعض المصطلحات ، ومعرفة بسياسة القناة وتوجهها ، وما يريد ( متابعوها ) سماعه ، ويمكن أن ( يستشف ) من اسئلة المذيع ، وتعليقاته ، وتقاطعاته ، ما يريد أن يتناوله ضيفه….
فتجد مثلا من تطلق عليه الفضائيات ( الخبير العسكري الاستراتيجي ) وهو لم يسبق له إن خدم في القوات المسلحة برتبة متقدمة ، أو درس في الاستراتيجيات ، بما يؤهله للرأي والتحليل في ما يعرض أمامه من قضايا تتطلب منه دراستها والخروج منها بدروس مفيدة …
فكيف يكون ( خبيرا ) او ( محللا ستراتيجيا ) مثلا من ليس له ممارسة ، وخبرة في هذا العلم لمدة مناسبة تساعده في تحليل الاحداث على المدى الطويل ، او القصير ، او المتوسط ويرسم مسارها ، ونتائجها …
+ ولهذا تحصل ( فوضى في الأراء ) ، اذا جاء الرأي مخالفا للحقيقة ، أوعرضت تحليلات متناقضة او غير دقيقة ، او غير واقعية ، وتضر بالامن الوطني والقومي ، أو تكون لها انعكاسات سلبيه على الرأي العام ، او تحدث تشتتا وبلبلة فيه …
+ ولذلك ايضا ..
لا يمكن وصف من له القدرة على الحديث ( بطلاقة ) ، وترتيب الكلمات ببلاغة ، وعرض ( الافكار المنشورة ) وكأنها افكاره ( الاستراتيجية ) ، والقدرة على التعامل مع ( الكاميرا ) ، بأنه ( خبير إستراتيجي ) ، وبالذات في القضايا العسكرية ، إن لم يكن له إلمام تفصيلي بموضوع الحديث ، وتاريخ عسكري ومهني عال ، أوتكون له مشاركة في حروب تؤ هله جميعها للحديث والرأي والتقويم بنسبة مقبولة ، وتوقعات قريبة الى الواقع والتحقق ، يقتنع المتلقي بها ، بعد أن ( تشوشت ) عنده الصورة ، وهو يتابع الاحداث وتفاصيلها ، و يريد من يجمعها ، ومعرفة الخبر اليقين الذي يطمئن اليه من المتحدث ( المتخصص ) الذي قدم له على الشاشة بأنه ( خبير استراتيجي ) في الشؤون العسكرية …
والوضع نفسه ينسحب على الخبراء والمحللين الامنيين أيضا في هذه الفضائيات .
فهناك من ( الخبراء الاستراتجيين ) من ظهر فجأة على الفضائيات العربية ، واختفى فجأة أيضا دون أن يتذكره أحد بخلاف أخرين استمروا ( بقناعة المشاهد ) ، لان حضورهم في مراكز البحوث والدراسات الاستراتيجية ، وتاريخهم الجيد في هذا الاختصاص والشهادة العلمية ، سبقت ظهورهم على الشاشة ، وفي هذه الحالة يكون ظهورهم في الاعلام ضرورة واضافة نوعية لنشرة الاخبار ليتعرف المتلقي منهم على الحقيقة ، ويغنون الخــبر بالتحليل المفيد …
{{{{{
كلام مفيد :
قالوا في الصداقة ( الصاحب للصاحب كالرقعة للثوب ان لم تكن منه شانته ) |