اسوأ الذي في داعش انها داعش

 

لست اخطيء ان قلت ان الاستلاب الذهني لمشاهدة الاعمال التاريخية في التلفزيون كان له شيء من تأثير في تحبيب الماضي لمجاميع جاهلة مسلمة، من حيث انها صورت ماضي الخلافة على انها زمن الرجال الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه!

 

لقد عجز الذهاب بالمشروع التاريخي الاسلامي الى المواكبة المؤوسسية حتى بأختيار الاسماء و العناوين لمفاصل الدولة المفترضة، فتسميات ك( ديوان الجند، الحسبة، الشرطة الاسلامية) تسميات مستهجنة لمفاصل هي بالاصل غير محبوبة وان انشأتها الدولة التي تدعي المدنية، فالحقيقة التي لا داع للخجل منها ان التلكوء في البناء لم يصب القائمين على الدولة فقط، بل ايضا على الجموع الشعبية الحيرى في معرفة نفسها وماذا تريد.فمثلا في عز قوة البعث العراقي خرجت مسيرة تمثل اتحاد النساء العراقي المنحل طبعا بعد 2003 ليهتفن بملئ الصوت واتساع الشفاء وبتصفيق مزعج” مشكور ياحزب البعث ويه الزلم ساوانه” ترجمته ليست صعبة حيث قلن نساء من العراق انهن يشكرن البعث الذي ساواهن بالرجال! ومع فرض ان القطاعات الشعبية العراقية لم تك راضية عن السيستم الحاكم، وان بعضها غير راض الان ايضا ومنهم شيعة وكرد و سنة ولهم مواقع مؤثرة في قاعدة اتخاذ القرار او على الاقل يُحسب لهم حساب اذا مر قرار دون موافقتهم، اقول، ان داعش ابدا لم تكن بديلا مقبولا الا عند بعض ربما مقهور بالمعنى العراقي من ممارسات جهات تسببت بضياع حياته او الذي تبقى من اليسير منها وان كان مرتبكا، فالعراقي عندما يكون من العامة يغلب على اقواله التطرف في الاحكام الاجتماعية وكسول ويميل الى الواسطة وحرق المراحل بسرعة، يغلبه التدين قلقا او خوفا لاسباب فراغ روحي او منطقة سكن تقع تحت او بلون فصيل من فصائل زادت ووجدت لها ضواح ومناطق تغلقها لتمشية هواها، حيث تنافس صور الرموز فيها صور المغنين الشباب! شخصيا كنت اتمنىى ان ادخل مناطق تحت سيطرة داعش لكتابة قصص صحفية، فمثل هذه المغامرة وان كانت نتيجتها الفتل على يد التنظيم الا انها ليست كمغامرة اعلان دولة من قبل التنظيم نفسه، فأي عقل ذاك الذي يريد ان يعيد امجاد الفروسية لخالد بن الوليد من على حصان لمجابهة الازرار الذكية لطائرات الاسطوال الامريكي! الانقطاع الاسلامي الراشدي، واغراءات كتب التاريخ الاسلامي في الفقه والقضاء اثمرت لاحقا خلافات بين فريقين اسلاميين، حكم احدهما وتحول الثاني الى ضحية. وفي الوقت الطويل من تحول الاسلام الى سياسة ودولة، وبعد بقاءه ممارسات ضمن طقوس تكاد تكون مقننة ضمن البيت والمسجد، تطورت وسائل العسكر والاحزاب الشمولية والعلمانية لترسم شكلا مشابها للدول المعاصرة بمضمون عربي الفهم ديكتاتوري الانتاج مشوه الملامح، لكن العقل والاداء الشعبيين الكسول قبل به! هنا وفي الفراغ الذي فرضته قلة الخبرة في ادارة الدولة، وجدت داعش نفسها تتحول من رضيع في القاعدة الى دولة بأختيارها لا بأختيار القطاعات الشعبية او التكليف الالهي، فهي بعيدا عن العقيدة اشبه بمجمعات بشرية كمجمعات الهيبز الذي اختاروا العزلة عن المجتمع، لكن داعش فرضت العزلة ضمن منطقتها وتحركت لبلع المناطق، يدفعها لذلك كل الفهم الخاطيء للتاريخ الاسلامي، التاريخ الذي يحير امام حوادث مصيرية كانت ليخفيها بحجة ان الامة تتعرض لمؤامرة، فحدث كأغتيال عمر بن الخطاب غطى مثلا على رفض دفن الحسن بن علي جوار جده، فالتاريخ كتب توصيفة تتهم القومية الفارسية كلها بالحقد، وترك قرار منع جثمان الحسن لتقولات لا تريد ان تمس زوجة النبي!

 

مجرد وجود تاريخين لدين واحد يعط انطباعا غير مرض عن كثر من رجالات تم ختم بخاتم الدين الذي تحول الى دولة، ثم لتنتهي الدولة الاسلامية القديمة غير مأسوف عليها ساعة سأل المغول ايهم افضل حاكم عادل كافر ام مسلم ظالم؟