العرب بين عنصرية المتنبي وحكم أوباما |
سؤال يراود صاحب الأسطرهذا الأسبوع ومفاده.. هجوم الشاعر المتنبي على الحاكم الإخشيدي، هل كان بسبب ممارسات الإخشيدي تجاه المتنبي؟، أم لأن الإخشيدي حاكم أسود؟. لو أن سيف الدولة الأبيض البشرة، عامل المتنبي بنفس معاملة الإخشيدي الأسود، هل كان يلقى نفس الهجوم، والذم، والشتم، والإهانة التي لقيها الإخشيدي الأسود ؟. الإخشيدي لم يطلب غير أن يمتدحه المتنبي، باعتباره يومها وسيلة إعلامية قوية ذات صدى. وكان على المتنبي أن يكتفي بالرفض وبصمت . المتنبي الشاعر صاحب البشرة البيضاء يرفض بشدة حكم رجل أسود، فأطلق عنان لسانه الطويل ضد البشرة السوداء، ثم ضد أن يعتلي رجل أسود الحكم، فكان بتصرفه هذا يمثل العربي المعاصر الذي ما زال يرفض بشدة حكم صاحب البشرة السوداء ولو كان يتميّز بالصفات العالية والميزات السامية. ويبقى للمتنبي قدره ومكانته التي يحلم بها الكبار. وفي المقابل يتابع صاحب الأسطر الإنتخابات الأمريكية فيرى بأعظم ما يميّز الانتخابات الأمريكية السابقة والحالية، بغض النظر عن ما يشوبها وما يعتريها، أن .. أوباما وهو القادم من كينيا البشرة السوداء حافيا عاريا مشردا، يقود الدولة العظمى لعهدتين متتاليتين، ومحددتين سلفا دون أن يتعداها بيوم. والمرأة الشقراء هيلاري كلينتون، تتنافس مع ترامب الأبيض لخلافة أوباما الأسود. فالولايت المتحدة الأمريكية دولة عظمى بامتياز، لأنه.. حكمها أسود لعهدتين محددتين سلفا. وستحكمها شقراء إلى أن يشاء العدل والإحسان. قد يقول قائل.. لكن العنصرية مازالت تميّز المجتمع الأمريكي وتحصد أرواحا، ويتظاهر لأجله محوها الأبيض والأسود، وما زال البعض يحمل في صدره غلا وحقدا دون اللون الآخر ولا يبدو أنها ستزول غدا . لكن ما يجب ذكره والتركيز عليه، أن الولايات المتحدة الأمريكية يحكمها رجل أسود عريان حافي.. و هذا هو سر العظمة. والولايات المتحدة الأمريكية دولة عظمى ، لأن الحكم عندها ليس لذويي القربى ولا لأصحاب النسب . فالخليفة عند الغرب والأمريكان، يستخلف بأسود البشرة أو إمرأة لكن في أمتي يمنع الأسود لأنه أسود، ويمنع الأبيض لأنه ليس من العائلة ولا من ذوي القربى، ويمنع الصالح لأنه ليس من النسب الشريف.
|