مارية بنت منقذ عبد القيس كانت رئيسة قومها ، و ثرية جدا ً ، و بيتها مأوى الفقراء ، و يجتمع عندها الثوار لتقدم لهم المساعدات المادية ، و المعنوية ، و ترسلهم إلى نصرة الحسين بن علي بن أبي طالب ع ، كان سليمان بن رزين من العاملين تحت إمرة الإمام الحسين عليه السلام، وعندما كان الإمام مقيماً في مكّة وجّهه لحمل رسائله إلى خمسة من رؤساء البصرة ( الذين يسمون الأخماس) و هم: الأحنف بن قيس، مالك بن مسمع، المنذر بن الجارود، مسعود بن عمرو وقيس بن الهيثم... وبعض أشرافها أمثال عمرو بن عبيد الله بن معمر ويزيد بن مسعود. فتوجّه سليمان نحو البصرة وأوصل رسائل الإمام عليه السلام إليهم والتي يدعوهم فيها إلى بيعته وممّا ورد من كلام الإمام في هذه الرسائل: "وقد بعثت رسولي إليكم بهذا الكتاب، وأنا أدعوكم إلى كتاب الله وسنّة نبيّه، فإنّ السنّة قد أميتت، وإنّ البدعة قد أحييت، وإنّ تسمعوا قولي وتطيعوا أمري أهدكم سبيل الرشاد...". وقام أشراف أهل البصرة بإخفاء سليمان ، و منهم .. مارية ، و لكن المنذر بن الجارود ، و هو صهر عبيد الله ، و إن كان يوالي الحسين ، ظن أنه جاسوس لعبيد الله ، فسلمه له ، و ندم و تم صلب سليمان و الدم يسل من رقبته ... وهي من النساء المؤمنات والجليلات في حياة أتباع أهل البيت عليهم السلام . مفارقــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــات : " هي مارية بنت منقذ العبدية نسبة الي قبيلة عبد القيس التي كانت تسكن منطقة الخط سابقا والتي تعرف حاليا ً بالقطيف والمعروفة بولائها وتشيعها للأمام علي عليه السلام ... والدها هو منقذ بن النعمان وقد كان أحد حملة راية عبد القيس في حرب الجمل مع أمير المؤمنين علي عليه السلام كان للسيدة مارية مجلساً في مدينة البصرة , وكان محلاً لاجتماع شيعة أهل البيت عليهم السلام يتحدثون فيه ويتداولون أمورهم ... ومن هنا برزت بطولتها أذ أنه في الوقت الذي أعلنت فيه الأحكام العرفية وحالة طوارئ مع بدايات حركة الأمام الحسين عليه السلام سنة 60هـ ... وكان الأقدام على أي تجمع من هذا القبيل يعد عملاً معارضا ً للسلطة الأموية والتي بثت عيونها في كل مكان فكان هذا العمل يحتاج الي قوة قلب عالية وأيمان بالمبدأ وإصرار عليه مهما كانت النتائج ... فماذا كانت النتائج؟ يذكر المؤرخون أنه من ذلك المجلس انطلق ستة ممن قدر لهم أن يكونوا شهداء مع الأمام الحسين عليه السلام في واقعة كربلاء ومنهم يزيد بن نبيط وهو من عبد القيس مع أثنين من أبنائه التحقوا بركب الحسين عليه السلام فقاتلوا معه حتى استشهدوا بين يديه. ومن المفارقات العجيبة في حياة هذه السيدة الجليلة هو أن لها ثلاثة أخوة كانوا على حال سيئة من الأخلاق انتهت بهم الي معسكر بني أمية وهم: * مرة بن منقذ العبدي ..وهو قاتل علي الأكبر عليه السلام . * ورضي بن منقذ ...الذي حمل على برير بن خضير وأعان على قتله . * ورجاء بن منقذ ... الذي كان من العشرة الذين وطأوا صدر المولى ابي عبدالله الحسين عليه السلام بعد شهادته وقد تتبعهم المختار فقتلهم فما بقي منهم أحد بعد سنة 67هـ ولكن بقيت السيدة مارية العبدية منارة ًعالية ً للثائرات على مدى التأريخ .
|