الولايات المتحدة وراء اغتيال رفيق الحريري وإيلي حبيقة وجون قرنق |
ملاحظة _____ هذه الحلقات مترجمة ومُعدّة عن مقالات ودراسات وكتب لمجموعة من الكتاب والمحللين الأمريكيين والبريطانيين. "إن موظفا فرنسيا كبيرا في الإدارة العامة للأمن الخارجي الفرعية قد أخبره بأن رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري قُتل في تفجير سيارة مُرتب من قبل الموساد الاسرائيلي. أرادت إسرائيل وداعموها الامريكيون إلقاء اللوم على سوريا في اغتيال الزعيم اللبناني الشعبي وبالتالي تفجير ثورة شعبية ضد الوجود السوري في لبنان الذي شهد لاحقا انسحاب القوات السورية، الأمر الذي يجعل لبنان معزولا وعرضة لهجوم "إسرائيلي"، بدعم من الولايات المتحدة، ضد البنية التحتية لحزب الله ولبنان. كان تقرير واين مادسن واحدا من أوائل من أشاروا إلى تورط "إسرائيل" والولايات المتحدة في اغتيال الحريري، وكذلك إيلي حبيقة وجورج حاوي، وعدد آخر من السياسيين اللبنانيين". "قال واين مادسن، أن اغتيال الحريري جاء “بتفويض” من الولايات المتحدة لأن السيد الحريري “عُرف عنه أنه يعارض بشدة بناء قاعدة جوية أمريكية كبرى في شمال لبنان”. وكانت هناك، بحسبه، شركة هندسية لبنانية أمريكية نفطية تريد البدء ببناء هذه القاعدة وقد عارض ذلك بشدة رفيق الحريري".
المحتوى _____ (وكالة المخابرات المركزية وراء اغتيال الحريري وحبيقة وقرنق وشخصيات أخرى- الخارجية الأمريكية تنفي كالعادة- مصادر مطّلعة- مشروع جورج تينيت العالمي للتصفية والإغتيال- لماذا اغتالت الولايات المتحدة ايلي حبيقة ؟- حبيقة يعترف بدور المجرم شارون في مجازر صبرا وشاتيلا- أدلة جديدة على أن اغتيال الحريري كان أمراً دُبّر في واشنطن وتل أبيب- البيت الأبيض والموساد مسؤولان عن اغتيال الحريري- تقرير "ميليس" مفبرك لزعزعة استقرار لبنان- إسقاط التهم عن الضباط الأربعة يثبت غش تقرير ميليس- اغتيل الدكتور جون قرنق لأنه عارض مصالح بترولية لأمريكا في السودان- قائد في الجيش الشعبي يكشف ملابسات اغتيال قرنق- إختفاء جهاز مهم من طائرة قرنق- قتل قرنق لموقفه المستقل أيضا- اغتيال حاكم إقليم بلوشستان وتشويه جسده لإثارة الرعب في نفوس معارضي أمريكا- خطة الوكالة للإغتيال تشمل 80 دولة- ملاحظة عن المحقق الصحفي "واين مادسن"- مصادر هذه الحقات)
وكالة المخابرات المركزية وراء اغتيال الحريري وحبيقة وقرنق وشخصيات أخرى _____________________________________________ "كتب "واين مادسن" الضابط السابق في وكالة الأمن القومي الأمريكي أن وكالة الاستخبارات الامريكية استغلت برنامجا للعمليات السرية حول العالم، بغرض ملاحقة الإرهابيين، لتصفية شخصيات سياسية كانت أهدافها تتعارض مع المصالح الاقتصادية والعسكرية للإدارة الأمريكية، حتى لم تكن معادية للولايات المتحدة. وقال واين مادسن، إن برنامج "والتي" يمكن ترجمته حرفيا بـ”مصفوفة الهجوم العالمي الشامل”، أتاح للاستخبارات الأمريكية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، والنائب الأول لرئيس الجمهورية في السودان، الدكتور جون قرنق، ومسؤول جهاز الأمن في القوات اللبنانية، إيلي حبيقة، وشخصيات سياسية أخرى في إفريقيا وآسيا، خصوصا في باكستان. وإذا كان الحديث عن البرنامج ليس جديدا حيث تناوله الصحفي الأمريكي الشهير بوب ودورد في سلسلة مقالات نشرت في الواشنطن بوست عام2002م، والتي أثارت ضجة كبيرة حينها، إلا أن الجديد هو الكشف عن أسماء شخصيات شرق أوسطية قدمها “واين مادسن” على أن خطة اغتيالها جزء من البرنامج. الخارجية الأمريكية تنفي كالعادة __________________ "لكن الخارجية الأمريكية نفت بشدة في بيان لها في 13 مايو/أيار 2005 ماوصفته بـ”المزاعم الكاذبة” بشأن اغتيال الحريري. وقال بيان الخارجية الأمريكية: "كما كان متوقعاً، ظهرت ادعاءات كاذبة منذ اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في 14 فبراير/شباط 2005، عن تورط أمريكي فيه. وزعمت إحدى النظريات أن السيد الحريري اغتيل لأنه عارض بناء قاعدة جوية أمريكية في لبنان. لكن السياسة الأمريكية تحظر الاغتيالات بوضوح منذ سنة 1976، كما أنه لا توجد أي خطط لإقامة مثل هذه القاعدة الجوية". قال واين مادسن، الذي يطلق على نفسه لقب صحفي تحقيقات، أن اغتيال الحريري جاء “بتفويض” من الولايات المتحدة لأن السيد الحريري “عُرف عنه أنه يعارض بشدة بناء قاعدة جوية أمريكية كبرى في شمال لبنان”. وكانت هناك، بحسبه، شركة هندسية لبنانية أمريكية نفطية تريد البدء ببناء هذه القاعدة وقد عارض ذلك بشدة رفيق الحريري. مصادر مطّلعة _________ "من جهة أخرى، أكد مادسن، الذي يدير حاليا، موقع “وين مادسن ريبورت”الأمريكي في واشنطن، بأنه واثق كل الثقة في المعلومات مصادر من داخل الاستخبارات الأمريكية التي نشرها على موقعه، كاشفا النقاب عن مصادرمعلوماته، بالتشديد على أنها وعلى وجه الخصوص مجلس الأمن القومي الأمريكي، ووكالة المخابرات المركزية، فضلا عن وزارة الدفاع. وأجاب مادسن بتاريخ 14 مايو/ أيار 2005 عن سؤال حول مصادر معلوماته بالقول لمؤلف الكتاب: “كل ما استطيع قوله إن هذه المصادر فرنسية وبلجيكية ولبنانية أما التصريح بالأسماء فيعني وضع هؤلاء الأشخاص في دائرةالخطر الكبير في أوروبا ولبنان”. وبعد يوم واحد قال مادسن: “استطيع أن أقول لكم ان مصادري هي ضباط استخبارات لبنانيون مسيحيون ومسلمون والاستخبارات الفرنسية الخارجية والاستخبارات العسكرية البلجيكية، وهناك أيضا من عمل لصالح المخابرات المركزية الأمريكية". مشروع جورج تينيت العالمي للتصفية والإغتيال ___________________________ "ويُذكر واين مادسن في تقريره أن مشروعا أسّسه مدير الاستخبارات المركزية جورج تينت عقب أحداث سبتمبر 2001، تم استخدامه في تصفية المعارضين للسياسة الأمريكية ومشاريع بوش – تشيني الاقتصادية في مجال البترول والغاز. وشبّه مادسن مشروع “ماتريكس” بـ ”دراما جيمس بوند العميل 007″ وخاصة حلقة الترخيص بالقتل وبالتالي تحول إلى برنامج مخصص لقتل الإرهابيين بصرف النظر عن مكان عيشهم وتصفية قادة وشخصيات يتمردون على السياسة الأمريكية والمصالح الاقتصادية للإدارة الأمريكية ولا يشكلون أي تهديد على الولايات المتحدة”. لماذا اغتالت الولايات المتحدة ايلي حبيقة ؟ ________________________ "وفي تقريره سلّط واين مادسن الضوء على اغتيال إيلي حبيقة الذي قُتل بتفجير سيارته في كانون الثاني 2002 بلبنان، وقال إنه “قُتل لأنه عارض خططا أمريكية لإقامة مشاريع بترولية وعسكرية في لبنان، كما قُتل مساعد حبيقة مايكل (مايك) نصار في البرازيل مع زوجته". وكان حبيقة مسؤولا لجهاز الأمن في القوات اللبنانية اليمينية أثناء وقوع الهجوم على مخيمي صبرا وشاتيلا، في أعقاب اغتيال رئيس الجمهورية السابق بشير الجميل الذي كان زعيما للقوات. وكان حبيقة أعرب قبل مصرعه بأيام عن استعداده للإدلاء بشهادته ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، أرييل شارون بشأن الدور الذي لعبه في مذبحة صبرا وشاتيلا في 1982. وعمل حبيقة بعد الحرب كوزير في الحكومة اللبنانية، وكان يشاع عن دور كبير له في مذبحة صبرا وشاتيلا في عام 1982، وتم اغتياله في بيروت في 24 يناير 2002. حبيقة يعترف عن دور المجرم شارون في مجازر صبرا وشاتيلا ____________________________________ وفي كتابه الذي صدر حديثا تحت عنوان “اغتيال الحريري- أدلة مخفية”،يكشف المؤلف الألماني يورغن كاين كولبل، الباحث في علم الجنايات في جامعة هومبولت في برلين تفاصيل جديدة حول اغتيال إيلي حبيقة: “التقى في بيروت بتاريخ 24 يناير 2002 كلا من رئيس لجنة العدل في مجلس الشيوخ البلجيكي ورئيسي منظمتين بلجيكيتين حول التحقيق والتضامن مع ضحايا مجازر صبرا وشاتيلا بـ (إيلي حبيقة) الذي أخبرهم بتفاصيل حول المجزرة ومسؤولية آريل شارون ودوره فيها، وفي اليوم التالي تم اغتيال إيلي حبيقة بسيارة مفخخة”. وقال واين مادسن: “وفقا لمعلوماتي، اغتيل إيلي حبيقة لسبب رئيس هو معارضته مصالح عسكرية واقتصادية أمريكية في لبنان فضلا عن سبب آخر هو عزمه الإدلاء بشهادة حول مجزرة صبرا وشاتيلا. وهذا ما سمعته أيضا من شخصيات كانت قريبة جدا من حبيقة، وكان معارضا جدا لتقارب إدارة بوش مع إسرائيل، وذلك طبعا بعد أن انقطعت علاقته مع إسرائيل نهائيا". أدلة جديدة على أن اغتيال الحريري كان أمراً دُبّر في واشنطن وتل أبيب _________________________________________ في 29 نيسان 2009، أمر قاضي الإجراءات التمهيدية في المحكمة الخاصة بلبنان دانيال فرانسين الإفراج من السجن عن أربعة من كبار الضباط اللبنانيين الذين اتهموا باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري بتفجير سيارة عام 2005. الضباط الأربعة، الذين يعتبرون من الموالين لسوريا، كان يعتقد أنهم متورطون في مؤامرة تُحاك من قبل دمشق لقتل الحريري من قبل محققي الامم المتحدة الأوليين والحكومة اللبنانية. لكن، وكما ذكر تقرير واين مدسن سابقا، فإن الأدلة ضد سوريا في اغتيال الحريري وغيره من السياسيين اللبنانيين كانت واهية. في الواقع، تم طهي اغتيال القادة اللبنانيين من قبل إدارة بوش من المحافظين الجدد وحلفائهم في تل أبيب لفرض انسحاب القوات السورية من لبنان. في عام 2005، تحت ضغط من إدارة الرئيس بوش، اتهمت لجنة التحقيق الدولية الاستخبارات السورية واللبنانية بأنها كانت وراء اغتيال الحريري. قبل الإفراج عن الضباط الأربعة، محمد زهير الصديق، وهو ضابط المخابرات السوري السابق، اعتقل في دولة الإمارات العربية المتحدة باعتباره مشتبها به في اغتيال الحريري. كان الضباط اللبنانيون الأربعة الذين أفرج عنهم هم : جميل الصياد، رئيس الأمن العام اللبناني في ظل الاحتلال السوري. علي الحاج، الرئيس السابق لقوى الأمن الداخلي. ريمون عازار، الرئيس السابق لاستخبارات الجيش اللبناني. ومصطفى حمدان، قائد الحرس الرئاسي في ظل حكم الرئيس اميل لحود. وقد احتجزوا لمدة أربع سنوات في السجن دون توجيه تهم إليهم أو حتى استجوابهم من قبل النيابة العامة. وطلب المدعي العام للامم المتحدة دانيال بلمار فرانسين إسقاط الدعوى ضد "أربعة جنرالات" لأن الشاهد الرئيسي ضدهم تراجع عن شهادته، مما تسبب في حالة من الانهيار. في ديسمبر 2008، قالت المحكمة الخاصة التابعة للأمم المتحدة في تقرير الى مجلس الامن الدولي: "إن المسؤولين عن الاعتداء كانوا محترفين واتخذوا تدابير واسعة لتغطية آثارهم وإخفاء هويتهم. الجزء الأكبر من نشاط اللجنة في هذه المرحلة. . . يركز على اختراق ستار رماد التعتيم هذا للوصول إلى الحقيقة". في 24 أكتوبر 2006، ذكر تقرير واين مادسن: "إن موظفا فرنسيا كبيرا في الإدارة العامة للأمن الخارجي الفرعية قد أخبره بأن رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري قُتل في تفجير سيارة مُرتب من قبل الموساد الاسرائيلي. هذه المعلومة من المخابرات الفرنسية مهمة جدا بسبب انضمام الحكومة الفرنسية في عهد جاك شيراك إلى إدارة بوش ومؤسسات المحافظين الجدد السياسية في واشنطن و"إسرائيل" في إلقاء اللوم على سوريا في عملية التفجير. وفقا لضابط جهاز المخابرات في الخارج هذا، أرادت إسرائيل وداعميها الامريكيين إلقاء اللوم على سوريا في اغتيال الزعيم اللبناني الشعبي وبالتالي تفجير ثورة شعبية ضد الوجود السوري في لبنان الذي شهد لاحقا انسحاب القوات السورية، الأمر الذي يجعل لبنان معزولا وعرضة لهجوم "إسرائيلي"، بدعم من الولايات المتحدة، ضد البنية التحتية لحزب الله ولبنان. كان تقرير واين مادسن واحدا من أوائل من أشاروا إلى تورط "إسرائيل" والولايات المتحدة في اغتيال الحريري، وكذلك إيلي حبيقة وجورج حاوي، وعدد آخر من السياسيين اللبنانيين. البيت الأبيض والموساد مسؤولان عن اغتيال الحريري _____________________________ في 28 مارس 2008، ذكر تقرير واين مادسن: "لقد خلص فريق الأمم المتحدة برئاسة المدعي العام الكندي السابق دانيال بلمار ان رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري قد اغتيل من قبل "شبكة إجرامية" وليس من قبل أيّ من المخابرات السورية واللبنانية أو حزب الله اللبناني كما تعلن طاحونة المحافظين الجدد الدعائية التي تعمل انطلاقا من واشنطن العاصمة، وتل أبيب. وقالت لجنة الأمم المتحدة بأن "شبكة الحريري" وضعت رئيس الوزراء السابق تحت المراقبة قبل التفجير بالسيارة المفخخة الذي أودى بحياة الحريري و 22 شخصا آخرين في نوفمبر 2005. وكان تقرير واين مادسن قد ذكر في وقت سابق ان "شبكة إجرامية" كانت تتألف من لبنانيين وعملاء مخابرات سورية مارقين متصلين بالموساد الإسرائيلي وجهة في البيت الأبيض يديرها كبير موظفي مجلس الأمن القومي "اليوت ابرامز"، وهو الشخص الذي أدين بعملية إيران كونترا سابقا. وكالعادة تعرّض تقرير واين مادسن لانتقادات شديدة من قبل صحافة المحافظين الجدد عندما أعلن لأول مرة عن العناصر الفعلية وراء اغتيال الحريري واتهم بـ "معاداة السامية". تقرير "ميليس" مفبرك لزعزعة استقرار لبنان __________________________ في 1 نوفمبر 2005، ذكر تقرير واين مادسن: "حصل تقرير واين مادسن على نسخة سرية من تقرير ميليس حول اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري. ميليس هو مدع عام كبير في مكتب المدعي العام في برلين، وعُيّن كمفوض للجنة الأمم المتحدة الدولية المستقلة للتحقيق في اغتيال الحريري. ميليس محبوب من قبل المحافظين الجدد الذين خدموا في إدارة ريغان. وكان التحقيق الذي أجراه في تفجير الملهى الليلي لابيل ديسكوتيك عام 1982 في برلين الغربية هو الذي تم استخدامه كمبرر من قبل ريغان لشن هجوم عام 1986 على ليبيا. استنتاج ميليس أن ليبيا كانت وراء الهجوم أراح في نفس الوقت الموالين لإسرائيل في إدارة ريغان، بما في ذلك ريتشارد بيرل، مايكل ليدين، بول وولفويتز، جين كيركباتريك، سكوتر ليبي، وآخرين من الذين كانوا يدعون للهجوم على معمر القذافي. تقرير ميليس حول اغتيال الحريري، بتاريخ 19 أكتوبر 2005، يقول أن اللجنة "ركزت على مسرح الجريمة، والجوانب التقنية للجريمة، وتحليل الاتصالات الهاتفية، وشهادة أكثر من 500 شاهد ومصدر، وكذلك السياق المؤسسي الذي أحاط بالجريمة". لكن النسخة السرية تشير إلى أن بعض المعلومات، والتي تتهم سوريا ومسؤولين لبنانيين موالين لسوريا، أضيفت قبل صدور التقرير فقط". إسقاط التهم عن الضباط الأربعة يثبت غش تقرير ميليس ________________________________ إسقاط التهم عن الضباط الأربعة هو دليل إضافي على أن تقرير ميليس كان عملية غش وتزوير من قبل المحافظين الجدد تهدف إلى زعزعة استقرار لبنان في عام 2005، مما دفع إلى انسحاب السوريين من البلاد، وإرسال تحذير لسوريا لإغلاق حدودها مع العراق لمنع المقاتلين من دخول العراق لمحاربة قوات الاحتلال الامريكي، وترك لبنان مفتوحا على مصراعيه للهجوم الإسرائيلي الغاشم في عام 2006. ذكر تقرير واين مادسن في 1 نوفمبر عام 2005: "إن معلومات 'المخابرات' الواردة في تقرير ميليس، التي ربما تكون قد وضعت من قبل السفير الامريكي إلى الأمم المتحدة جون بولتون وموظفيه، تجعل الاتهامات ضد سوريا مشكوك فيها للغاية". اغتيل الدكتور جون قرنق لأنه عارض مصالح بترولية لأمريكا في السودان __________________________________________ كما يتحدث واين مادسن عن اغتيال الدكتور جون قرنق زعيم الحركة الشعبية لتحرير السوادن ونائب الرئيس السوداني، قائلا إنه ”قتل أيضا رغم أنه كان حليفا للولايات المتحدة وذلك في حادث تحطم مروحيته بعد معارضته لخطط أمريكية لتأسيس شركة بترولية في جنوب السودان، وتم قتله بمساعدة الرئيس الأوغندي يوري موسفيني، النصير لإدارة بوش. قائد في الجيش الشعبي يكشف ملابسات اغتيال قرنق ______________________________ وعلى الرغم من أن عددا من المراقبين والمحللين لا يجنحون لـ ”نظرية المؤامرة”، ويعتبرونها مبالغات لا ترتكز على أسانيد على الأرض، إلا أن الفرضيات التي يطرحها بعض الذين يتهمون جهات غربية، وخصوصا استخباراتية، بعمليات قتل وتصفية، في الشرق الأوسط، أو إفريقيا، أو أية بقعة أخرى حول العالم، تبقى بنظر آخرين غير مستبعدة، في إطار صراعات المصالح والنفوذ. ويحاجج متبنو الرأي الأول، بأن حادثة مقتل قرنق مثلا، خلص التحقيق بشأنها، من قبل خبراء، إلى خلل فني بالطائرة التي كانت تقله. ويرى هؤلاء بأن قرنق كان حليفا قويا للولايات المتحدة، وأن واشنطن خسرت بمقتله أضعاف ما خسر الآخرون. ويعتبرون أن المعلومات المطروحة حول “اغتياله” تعوزها الدقة والأدلة، وتتجاهل حقائق رئيسة، مثل الحقائق التي طرحتها الجنة التحقيق. اتهامات واين مادسن، عضّدها المقدم هاشم بدر الدين، قائد القوات الخاصة، أقوى وحدات الجيش الشعبي لتحرير السودان بزعامة الدكتور جون قرنق،وهي القوات التي انتقى قرنق من وحداتها، عناصر شكلت فريق الحماية الخاص به. ولخص بدر الدين الأسباب التي تدعم اتهامه للأمريكيين باغتيال النائب الأول للرئيس السوداني، في المصالح النفطية التي قال إنها أمريكية صرفة في السودان حاليا، بعكس المعلن بأن الشركات العاملة في السودان، كندية وصينية وماليزية، مؤكدا أن الأمريكيين وراء كل هذه الشركات، كاشفا النقاب عن معلومات جديدة بهذا الخصوص. إختفاء جهاز مهم من طائرة قرنق _____________________ وقال حامد إن من بين الأجهزة المختفية جهاز يوضح إن كانت الطائرة مزودة بجهاز للخرائط أم لا ويوضح مدى ارتفاعها عند وقوع الحادثة. وأضاف بأن اللجنة المعنية التي زارت موقع الحادثة لأول مرة صورت كل أجزاء الطائرة بما فيها الأجهزة التي اختفت. وألمح مقرر اللجنة الوطنية إلى أن “الجانب اليوغندي يسعى إلى إرباك عمل لجان التحقيق لأسباب غير معروفة". ليس هذا فحسب، فخبير أمني سوداني بارز، هو العميد حسن بيومي، كان قد أكد لصحيفة “رأي الشعب” السودانية، بأنه يرى أن قرنق قتل بواسطة ”سيناريو” استخباراتي عالمي خطير. وبخصوص المصالح النفطية التي يرجح أن تكون من أقوى أسباب قتله، أكد بدر الدين، أن الشركات الكندية (تاليسمان)، والماليزية (بتروناس)، والصينية (الشركة الصينية للبترول)، التي تديرها بالأساس حسب قوله، رؤوس أموال أمريكية، كانت قد عرضت على قرنق منتصف التسعينات، عقودا تحصل بمقتضاها على نسبة 95%، فيما تحصل الحركة الشعبية على 5%، الأمرالذي رفضه قرنق. قتل قرنق لموقفه المستقل أيضا __________________ وتفاجأ قرنق – يقول بدر الدين – بأن الخرطوم وافقت على توقيع هذه العقود مع الشركات ذاتها، ما يعني غالبا أن النسب بقيت على حالها، وأوضح بدر الدين بأن صحافية مصرية تعمل لفائدة محطة تلفزيونية مصرية، سألت قرنق في واشنطن عن رأيه في اتفاق الرئيس المصري حسني مبارك، ووزير الخارجية الأمريكي (آنذاك) كولن باول، على “دولة سودانية موحدة”، فأجاب قرنق بأن هذا شأن سوداني محض، لا للأمريكيين أوالمصريين أن يقرروا ذلك. فسألته الصحافية المصرية: “ألا تخشى مصير سافمبي؟”. وسامفمبي، هو جوناس سامفبي، الزعيم الأنغولي الذي اغتيل إثر رفضه اتفاقا للسلام في بلاده. هنا، تدخل هاشم بدر الدين الذي كان رفقة قرنق، طالبا من الصحافية المصرية إنهاء المقابلة. اغتيال حاكم إقليم بلوشستان وتشويه جسده لإثارة الرعب في نفوس معارضي أمريكا _____________________________________________ ويدعي تقرير واين مادسن، أن الاستخبارات الأمريكية قد اغتالت أخيرا حاكم إقليم بلوشستان السابق (باكستان)، نوّاب أكبر خان بغتي، الذي كان يعمل في الماضي مع قادة باكستانيين سابقين كالرئيس ذوالفقار علي بوتو الذي أعدم من قبل حكومة عسكرية موالية للولايات المتحدة. ودعم بغتي (79عاما) القوات البلوشية في وجه التمييز العنصري ضدهم في إقليم البنجاب. وكانت هذه القوات، نظمت هجمات عدة على أنابيب الغاز في بلوشستان، ما أثار غضب بوش الصغير وديك وتشيني، فأوعز الرئيس الباكستاني برويز مشرف بقتل بغتي، وتعرّض جسده للتشويه. ويلفت تقرير واين مادسن إلى أن برنامج “ماتريكس” يشتهر بنشر صور مرعبة للضحايا الذي قُتلوا أو جرحوا وينشرها في جميع أنحاء العالم لتحذير الخصوم الآخرين. وهذا البرنامج يعمل بالتعاون مع القوات الخاصة الأمريكية، وبرنامج عمليات الحرب النفسية ويشير إلى بعض الصور التي عمل على نشرها مثل: رئيسة وزراء الهند السابقة، أنديرا غاندي، الرئيس الأمريكي الأسبق جون كنيدي ، والزعيم الأمريكي الأسود مارتن لوثر كينغ، والثائر الأرجنتيني اليساري تشي غيفارا. خطة الوكالة للإغتيال تشمل 80 دولة _____________________ ومعلوم أن جورج تينت، المدير السابق للاستخبارات المركزية الأمريكية، قدم بعد 2001، خطة دولية لمكافحة القاعدة واتباعها، واوصي باجتياح افغانستان لتدمير معاقل التنظيم، وحدد اضافة لذلك 80 دولة ستكون ساحة لملاحقة الإسلاميين. وأشارت خطة “ماتريكس” الى الدول ذات الأولوية الكبيرة التي يمكن ان يهرب اليها قادة القاعدة بعد احتلال أفغانستان. وفي 17 سبتمبر/ايلول2001 وقّع الرئيس الأمريكي جورج بوش قرارا رئاسيا صادق فيه على عدد من العمليات غير المسبوقة في هذا المجال. وضمت الخطة استخدام اساليب قاسية وقاتلة من أجل متابعة وملاحقة الناشطين، واغراء الدول الاجنبية واجهزتها الامنية بحوافز مالية كبيرة. وقامت المخابرات بارسال اعداد من ضباطها للاتصال ومساعدة مخابرات الدول الاجنبية هذه. ويشار إلى أن كل عمليات “ماتريكس” مدرجة في تقرير سري يصف العمليات السرية ضد الإرهاب في 80 دولة في آسيا والشرق الأوسط وإفريقيا بعد أحداث سبتمبر 2001. وكان أول من كشف عنه في حلقات الصحافي الأمريكي بوب وودورد في الواشنطن بوست في 2002 وتتراوح أعماله بين الدعاية الاعلامية إلى عمليات موت سرّية تحضيرا لهجوم عسكري، وذكر وودورد آنذاك أن هذا البرنامج يعطي CIA أقوى سلطة مخيفة ومميتة في العالم. ويبقى السؤال لماذا اغتيل الزعيم ياسر عرفات ايضا. ملاحظة عن المحقق الصحفي "واين مادسن" _________________________ الضابط واين مادسن، عمل في القوات البحرية الأميركية ووكالة الأمن القومي الأميركية خلال إدارة الرئيس ريغان. كما عمل ضابطا مسؤولا عن تنظيم معلومات القوى البحرية الأميركية ووزارة الخارجية، وله خبرة 20 سنة في أنظمة أمن المعلومات. وبعد تقاعده، انتقل للعمل الصحفي وعمل على تغطية الدفاع والأمن القومي والاستخبارات.
مصادر هذه الحقات ___________ مصادر هذه السلسلة من الحلقات عن عمليات الإغتيال وأساليبها القذرة التي تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية سوف تُذكر في ختام الحلقة الأخيرة من هذه السلسلة.
|