منذ ابتداء الأزمة السورية تواجه السلطات التركية الاتهامات بالدعم الفصائل المسلحة السورية من بينها المجموعات المتطرفة. تدعم أنقرة بالإضافة إلى فصائل مقاتلي التركمان مثل "لواء سلطان مراد" و"لواء محمد فاتح" و"لواء منتصر بالله" و"لواء التوحيد" و"لواء المعتصم بالله" فصائل الجهادية يقاتل في صفوفها القوقازيون مثل "أجناد القوقاز" و"جند الأقصى". من أجل نفي الاتهامات بالدعم المباشر للمتطرفين قامت الحكومة التركية بإنشاء شبكة المؤسسات الخيرية غير ربحية وكلفتها بمهمة إمداد المسلحين ونقلهم ومعالجتهم في المستشفيات التركية. بعض هذه المؤسسات لا تخفي صلتها بالمعارضة المسلحة. على سبيل المثال، أعلن مدير المؤسسة "إمكاندار" التركية "سعيد غوكديره" أن المؤسسة تدعم مستشفى في مدينة غازي انتيب لعلاج المسلحين الجرحى. قد أعبر رعاة هذه المؤسسات عن قلقهم بشأن أهداف لها. في شهر مايو/أيار الماضي تم تعليق عمل 14 مؤسسة خيرية تركية التي كانت ترسل المساعدات الإنسانية إلى سورية بتهمة الفساد والاحتيال. ولكن هذه التهمة هي أقل الخطورة حيث توجد هناك مؤسسات الجاليات القوقازية مشتبه فيها صلة مباشرة بمسلحين الذين يقاتل في شمال سورية. يوجد في تركيا عدد كبير من الجمعيات والمؤسسات لشعوب القوقاز من بينها "جمعية التضامن والتعاون القوقازي الشيشاني" و"جمعية الصناعيين ورجال الأعمال القوقازيين" و"جمعية شيشانية في أنقرة" وإلى أخره. وكل من هذه المؤسسات والجمعيات ما عدا نشاطاتها الخيرية والثقافية القانونية تتورط في دعم المسلحين ابتداء من تبرع بالدم وإلى نقل المسلحين إلى المستشفيات التركية. طلب انطلاق عملية "درع الفرات" من شبكة المؤسسات الخيرية التركية ذات استخدام مزدوج إظهار قدرتها الكاملة على العمل. إن السؤال هو إلى متى ستبقي تركيا قادرة على تقديم الدعم للمسلحين وإلى متى سيغلق المجتمع الدولي عينيه عن هذا.
|