من هو المتضرر من مفاعل بوشهر الايراني!


ذكرت صحيفة «التلغراف» البريطانية في تقرير لها أن الحكومة الإيرانية رفضت تحذيرات صدرت من هيئات علمية دولية عن كارثة محتملة قد يتعرض لها المفاعل النووي الإيراني الذي بناه الروس في بوشهر على ساحل الخليج العربي. وذكرت الصحيفة أن تقريرا سريا مدعوما من عدد من علماء الطاقة النووية الإيرانيين قد حذر من حدوث هزة أرضية عنيفة قد تؤدي إلى نتائج مدمرة للمفاعل النووي الإيراني في بوشهر.

وقال التقرير إن خطر الزلزال على المفاعل النووي الإيراني قد يكون كارثيا على إيران، ومشابها لذلك الذي حصل في مفاعل فوكوشيما في اليابان، حسب التقرير الذي أنجز بعد كارثة المفاعل الياباني في شهر مارس (آذار) الماضي. وقد حذر خبراء نوويون في وكالة الطاقة الذرية الدولية من أن إيران ماضية قدما في خطط تشغيل مفاعل بوشهر على الرغم من النتائج الكارثية التي قد يترتب عليها حدوث زلزال ربما يكون وشيكا في إيران، مع العلم بأن إيران تتموقع في رقعة جغرافية تعد من أكثر بقاع العالم تعرضا للزلازل. وتتركز المخاوف حول مدى صمود المفاعل الذي يعود بدء العمل به إلى السبعينات من القرن الماضي، أمام قوة الزلازل الخطيرة المتوقعة. وكان خبراء زلازل قد كرروا تحذيراتهم من أن زلزالا مدمرا مركزه إيران من الوارد جدا وقوعه، وذلك وفقا للمعطيات التاريخية والعلمية، ورجح بعض خبراء الزلازل أن تصل قوة الزلزال المرتقب إلى 8 درجات على ميزان ريختر، الأمر الذي معه سيكون وجود مفاعل بوشهر الإيراني كارثة على المنطقة تمتد آثارها في جميع الاتجاهات بما في ذلك منطقة الخليج العربي الموعودة بتأثيرات قوية من الزلزال وموجات التسونامي العاتية التي ستصاحب الزلزال. ويذكر الخبراء أن مركز الزلزال المتوقع سيكون في إقليم «كرمان جنوب شرقي إيران»، وقد يحدث في أي لحظة، وستكون له تأثيرات مدمرة في إيران والكويت والدول المطلة على الخليج العربي.

يذكر أن إقليم كرمان سبق أن تعرض إلى هزة أرضية عنيفة، كانت واحدا من أكبر الزلازل التي وقعت في القرن العشرين، وكان ذلك في يوم 28 نوفمبر (تشرين الثاني) 1945، وبلغت قوته إذ ذاك 8.1 درجة على ميزان ريختر، وأحدث الزلزال وقتها انزلاقات أرضية أدت إلى غوص أجزاء من ميناء ومدينة «بانسي» الإيرانية الواقعة على بحر العرب. وبينت أن زلزال كرمان تسبب أيضا في حدوث موجات تسونامي عاتية ألحقت الكثير من الدمار والخسائر، بخلاف الأضرار التي تسبب فيها الزلزال نفسه، حيث وصلت موجات التسونامي إلى كراتشي التي تبعد 360 كيلومترا عن مركز الزلزال، كما وصلت إلى بومباي على بعد 1100 كيلومتر من «بانسي» الإيرانية.

وفي هذا السياق اعتبرت الجبهة الديمقراطية الشعبية لتحرير الأحواز أن تجاهل إيران للمخاطر الحقيقية نابع من عدم اهتمام النظام الإيراني بالكارثة التي يمكن أن يسببها انفجار مفاعل بوشهر للمواطنين العرب في بوشهر وعبادان وغيرها من مدن الأحواز، على اعتبار أن بوشهر مدينة عربية أحوازية، ناهيك بالآثار المدمرة على منطقة الخليج العربي بشكل عام. وقال محمود أحمد الأحوازي، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»: «إيران لا تأبه كثيرا بالمدن العربية على ساحل الخليج العربي، ولا تأبه بكارثة بيئية وإنسانية يمكن أن يسببها زلزال يضرب منطقة المفاعل النووي في بوشهر على الحياة البشرية والمائية في الخليج العربي»، وأضاف الأحوازي: «العرب والأحوازيون أكثر المتضررين من حدوث الكارثة».

الجدير بالذكر أن الرئيس الإيراني سبق أن قال إن المفاعلات النووية الإيرانية مجهزة بتجهيزات أكثر تطورا من المفاعلات النووية اليابانية، نظرا لأن المفاعلات اليابانية قائمة على تكنولوجيا قديمة في الوقت الذي تعد فيه مفاعلات إيران - حسب الرئيس الإيراني - قائمة على أحدث مستجدات التكنولوجيا النووية.