ملا حسن يبعث من جديد |
وهكذا عاش ملا حسن سنوات سعيدة، يعني (نايم برأس الجماعة) وفجأة طرق سمع ملا حسن خبرا يفيد بأن الحكومة عازمة على ايفاد معلم إلى تلك القرية لتعليم ألأطفال، وثارت ثائرة ملا حسن وجن جنونه وشعر بأن وصول المعلم الى القرية يعني نهاية لدجله وخداعه لأهل القرية وضربة قوية لمصالحه من أهل القرية، وأخذ يضرب أخماس بأسداس ويفكر حتى وصل لفكرة وحيلة خبيثة يتخلص بها من المعلم القادم من المدينة. كان مستاءا جدا ويبدو الحزن عليه وخائفا من فشل فكرته، وبعد أن سلّم المعلم على رجال القرية وتعرف على أسمائهم وأخذ يحدثهم أحاديث للمجاملة وعن التعليم والقراءة والكتابة، تشجع ملا حسن وأستجمع قواه وبادر المعلم بسؤال استفزازي لم يدر في خلد الأستاذ أن في يوم ما سيوجه له هكذا السؤال، فلنسمع سؤال ملا حسن للمعلم، ملا حسن: أستاذ لاأعتقد بل آنا على يقين بأنك لاتجيد القراءة والكتابة! وأتحداك أن تكتب كلمة واحدة؟. ذهل المعلم من طلب ملا حسن، بل أستهزأ من طريقة كتابة حية وأعتبر أن الأمر سينتهي لصالحه!! ووافق على طلب ملا حسن، وأحظروا لهم ورقتين وقلمين لكليهما، وبدء المعلم يكتب حية، وكذلك قام ملا حسن بكتابة حية!! وبعد الانتهاء من الكتابة قدم الأثنان ورقتيهما الى رجال القرية، وأخذ القوم يتدارسوا ويتباحثوا عن من كتب كلمة حية بشكل الصحيح، وبعد فترة قرر أهل القرية بأن حية ملا حسن كتبت بالشكل الصحيح،وأن حية المعلم لاتمت الى فصيلة الأفاعي بصلة...!! فهجموا على المعلم وأشبعوه رفسا وركلا ( وبهذلوه) وطاردوه حافيا خارج القرية، وشكروا ملا حسن على انقاذهم من شر المعلم، وزادوا عطائه وأكرموه أكثر من قبل, المعلم وبحسن نية كتب حية كتابة أما ملا حسن فرسم خط متمايل على شكل حية!! وبما أن أهل القرية كلهم أميون لم يفهموا كلمة حية المكتوبة بيد المعلم، بل حية ملا حسن كانت أقرب لعقليتهم بأعتبارها رسم يشبه الحية، وهكذا نجا ملا حسن وحافظ على موقعه في القرية واستمرّ في خداع السذّج..
|