العراق في أزمة حقيقية اليوم، الكرد والسنة خارج حكومة بغداد، والخارطة السياسية الشيعية في البلاد في تغير، وقد تكون متجهة للتصعيد الشيعي – الشيعي. الأزمة السنية الحالية تثبت أن رئيس الوزراء غير قادر على حل أي مشكلة، ناهيك عن قيادة البلاد في الإتجاه الصحيح.والسبب الرئيس في ذلك هو انه يعالج المشاكل كضابط أمن، وليس كسياسي. لكن ذلك ينبغي ألا يصبح أساسا لوضع الاستراتيجيات الطويلة للاطراف السياسية العراقية.
فبينما يرسل أهل السنة رسائل واضحة وبصوت عال الى السيد المالكي بانه ليس الشخص الذي يمثلهم، أو المناسب لقيادة البلاد، عليهم ان يدركوا انه لن يكون في منصبه الى الأبد، وينبغي عليهم ان يضعوا استراتيجية قابلة للتطبيق وعملية تتناسب مع الواقع الحالي للعراق الجديد.
استراتيجية تأخذ بالحسبان العلاقة مع المكونين الشيعي والكردي في البلاد وتبلور مطالب واقعية تقبل حقيقة ان العراق الجديد لا يمكن ان يقاد من طرف السنة بمفردهم. استراتيجية كهذه من شأنها ان ترسم موقف واتجاه السنة في العراق.
استمرار الأوضاع على ما هي عليه قد يحول المناطق السنية الى منطقة مفتوحة أمام الجميع، وخارجة عن القانون في شرق أوسط مضطرب.
للمراقب، يبدو ان الأحداث في المناطق السنية تحدث يوما بيوم بطريقة غير ممنهجة، وليست سوى مسألة وقت لكي تخرج عن السيطرة.
على الشيعة ان يدركوا بان الطريقة التي يدير بها المالكي الملفات في المنطقة السنية، ستخلق فجوة أعمق مع السنة، وتؤدي الى منطقة تشكل خطرا على الجميع ليس فقط على للشيعة.
وكذلك ينبغي على الكرد الذين لديهم مشاكلهم مع بغداد، ان يضعوا بنظر الاعتبار مخاطر خروج المنطقة السنية عن السيطرة وألا يقفوا مع المالكي في مغامرته الجديدة.
عليهم أن يشجعوا سنة العراق على أن يكون لهم استراتيجية واضحة لمستقبلهم في العراق والمنطقة، وان يتصرفوا على وفق ذلك.
يجب على بغداد وأربيل ان يدركا انه اذا لم تدار المنطقة السنية من قبل أبنائها، فانها ستكون ملاذا وقاعدة لجميع أعداء العراق. لأنها مجرد مسألة وقت، لتفرض العناصر المتطرفة في سورية سيطرتها على البلاد، والمناطق السنية في العراق ستكون امتدادا طبيعيا بالنسبة لهم إذا كانت مضطربة.