وزارة الخارجية أم وزارة الطائفية |
في كل دول العالم تكون أهم ثلاث وزارات هي الداخلية والخارجية والمالية ويتم أنتقاء وزراء لهذه الوزارات بطريقة خاصة جدا وبمعايير تختلف عن المعايير المتبعة في بقية الوزارات وحتى في زمن النظام السابق كان صدام حسين ينتقي وزيرا للخارجية مواصفاته خاصة ويتكلم على الاقل اللغة الانكليزية ويكون شكله بشوشا ومقبولا وحتى طريقة الكلام تكون مميزة ويعرف كيف يجيب أجابات دبلوماسية لان الدبلوماسية علم وفن ودراسة أكاديمية ولكن عندنا في العراق الوضع يختلف .
بعد سقوط النظام تم تعيين هوشيار زيباري وزيرا للخارجية وبقرار أميركي وهوشيار زيباري لم يسجل عليه أي مأخذ في الخارجية سوى أنه عين موظفين أكراد كثر ووقتها كانت مبرراته أن الخارجية كان فيها عدد ألاكراد قليلا وأنه كان يريد التوازن في الوزارة وكان هوشيار زيباري مقبولا نوعا ما عند الدول العربية وعند بقية دول العالم وكان بصراحة يبحث عن مصلحة الوزارة والدليل أنه أعاد مسؤول الارشيف في مكتب الوزارة وهو سني وظل يعمل معه ألى أن تم اغتيال الرجل عام 2010.
الكارثة التي حلت بوزارة الخارجية هي الدكتور أبراهيم الجعفري والذي حول الوزارة ألى دائرة حزبية وجعل الطائفية تطغى على الوزارة وأختزل السياسة الخارجية العراقية بشخصه وحول السياسة الخارجية للعراق ألى سياسة حزبية تنطق بلسان الحزب الفلاني وبلسان الطائفة فليس مايستنكره الحزب يجب أن يستنكره العراق الرسمي فمثلا الموقف من البحرين والذي دوليا يعتبر تدخلا من قبل الحكومة العراقية في الشأن الداخلي فلو أستنكر حزب الدعوة أو المجلس ألاعلى أو التيار الصدري مايجري في البحرين فهذا موقف حزبي ولكن حكومة العراق تستنكر مايجري من أحداث في البحرين فبعلم السياسة يعتبر هذا تدخلا في الشأن الداخلي البحريني وحتى أعدام رجل الدين الشيعي نمر النمر رغم أنني أشجبه وأستنكره فأنه في النهاية يعتبر شأن داخلي يخص الحكومة السعودية لانه مواطن سعودي وليس مواطن عراقي أو مواطن يحمل جنسية دولة أخرى وحتى طريقة التعامل مع السفير السعودي في العراق كانت طريقة عدائية جدا لانه سعودي وللعلم فأن السفير السعودي تامر السبهان أصبح ألان وزير دولة لشؤون الخليج العربي وأصبح يمسك بالملف العراقي والعربي الخليجي وهو الان في بيروت يساهم في مساعدة اللبنانيين على أنتخاب ميشيل عون حليف حزب الله رئيسا للجمهورية اللبنانية وطبعا السبهان الان سيعالج الملف العراقي لكن من موقع أعلى وبالطريقة التي تعجبه والخلاصة أن سياستنا الخارجية متمرسة في صنع الاعداء للعراق بدلا من أفهامهم طبيعة الوضع العراقي وتحسين العلاقات معهم حتى لوكانوا من طائفة تختلف عن الطائفة الرئيسية في العراق واساسا الواضح للمراقب أن أغلب مواقف العراق الخارجية بما يتعلق بالعلاقة مع دول الخليج العربي والدول العربية تتبع مواقف مشابهة للموقف الايراني .
لكن الكارثة ألاكبر هي عملية التطهير الطائفي التي قام ويقوم بها الدكتور أبراهيم الجعفري وساشرح لكم كيفية جعل الوزارة من طائفة واحدة ومن لون واحد هو الطاغي على الوزارة وهو يكحلها باألاخوة الاكراد على أعتبار أنهم سنة .
واقع الحال في وزارة الخارجية يقول أن الدكتور أبراهيم الجعفري عين 290 موظف من قناة بلادي ومن تيار الاصلاح في وزارة الخارجية وطبعا الدرجات الوظيفية خلقت لهولاء لان الوزير يريد ذلك وبناء عليه فقد قام الوزير بالطلب من مجلس الوزراء تشكيل لجنة تتولى نقل الموظفين الغير مؤهلين وتم تشكيل اللجنة بموجب الامر الديواني رقم 19 لسنة 2016 واللجنة برئاسة رحمن عيسى حسن وعضوية احمد برواري واحمد داود سلمان من الامن الوطني وعضوية احد المدراء العامين في جهاز المخابرات وطبعا مقرر اللجنة شخص من عائلة محترمة كريمة ويعمل في الامانة العامة ولاحظ ان اللجنة ستبقي الاكراد ولكنها لن تبقي أي شخص من الطائفة السنية الكريمة وطبعا اللجنة شكلت من الامانة العامة ومن مجلس الوزراء أتعرفون لماذا؟
لان الجعفري يعلم علم اليقين أنه في حال أصداره أمرا بنقل هولاء الموظفين فهم سيقومون بالشكوى لدى المحكمة الادارية والتي ستعيدهم للعمل في الوزارةمثلما حصل مع بعض الموظفين العاملين في الوزارة والذين حصلوا على أحكام قضائية تبطل قرارات الوزير بنقلهم ومثال أخرفبعض موظفي الوزارة العاملين في دولة الامارات كانوا يتعاطون الرشاوي من الشركات الاجنبية ويومها تم تشكيل لجنة برئاسة الدكتور حسين يونس رئيس الدائرة القانونية ويومها قررت اللجنة طرد هولاء الموظفين ولكن التوصية لم تنفذ لان الموظفين تابعين لاحزاب شيعية وهناك معهم موظف كردي هو ابن اخت هوشيار زيباري ويدعى هرن زيباري والمصيبة ان الجعفري قرر نقل رئيس اللجنة التحقيقية من الدائرة القانونية الى الدائرة الاقتصادية وهي عقوبة مبطنة واذا اراد الدكتور الجعفري ان اعدد له فضائح موظفي سفارة العراق في فيتنام وهم يبيعون اجازات السوق للاجانب لانها معفية من الضرائب ناهيك عن الشهادات المزورة والتي لم يتخذ بحق المزورين أي أجراء ناهيك عن فضائح السفراء التي لاتعد ولاتحصى والتي تتم عملية الطمطمة وأخفائها لان السفير من الحزب الفلاني ومن أتباع السيد فلان مثل السفير رعد الالوسي والسفير زياد خالد وغيرهم وكل ذلك بسبب تأثيرات طائفية وحزبية.
أيها السادة وزارة الخارجية تحولت بقدرة السيد الجعفري ألى وزارة فاشلة لالون لها ولاطعم ولارئحة وأصبحت الان مضرة بالعراق بدلا من أن تخدم البلد وصدقوني أيها القراء الخارجية وسفاراتها تحولت ألى مكب للفضائح والمهازل وأصبحت وزارة طائفية من الدرجة ألاولى وأقترح على الدكتور الجعفري أن يستقيل ويخلصنا من هذه المهازل ويتفرغ للعمل الحزبي وأن يدون نظرياته الفلسفية في كتب يطبعها الشعب العراقي على حسابه ونحن ممنونين فقط ليترك الخارجية لشخصية تكون منفتحة وغير منغلقة وتنظر لكل الناس نظرة واحدة بغض النظر عن الدين والطائفة والعرق وفعلا هزلت وحمى الله العراق والعراقيين |