سياسة اليوم سياسة العفرته .. اردوغان انموذجا .


(أن كركوك والموصل كانتا لنا ,, لماذا لايعجبهم هذا الكلام أنا فقط قدمت درسا في التاريخ) اخر التصريحات التي ادلى بها الرئيس التركي السيد اردوغان التي نستفز العراقيين وساستهم والعرب ان كانت هناك بقايا لعروبة قوله هذا ,, طبعا لو تعمقنا في هذا القول للسيد اردوغان يعني أن ثلث ونصف الثلث من الاراضي العراقية هي تركية وعائدة لتركيا ومنها الاقليم فالجغرافية العراقية تقول أن كركوك تقع تحت المحافظات الكردستانية اي الى الجنوب منها ويعني ايضا ان مرور تركيا الى هذه المدينة يعني ضم المدن الكردية جميعا والموصل هي تحصيل حاصل لهذا القول التركي فعندما يطالب الاتراك بكركوك ويعتبروها لهم ويشككون باتفاقية لوزان السويسرية (1923) التي على اثرها تم تسوية الحدود بين العراق ودولة العثمانيين المضمحلة التي اضمحلت وانسحبت لتعود الى حدودها الحالية بعد ان قامت هذه الاتفاقية في تموز ذالك العام ارجاع الدولة العثمانية الى أصولها الاولى قبل أحتلالها للعراق وبعض الدول الاخرى ..
طبعا هذا القول ليس مجازا فوسائل الاعلام التركية تداولت خريطة تضم بعض المدن العراقية والسورية ويجب ارجاعها الى تركيا حسب خريطة (ميثاق بين الملل ) التي وقع عليها آخر برلمان عثماني في العام 1920 قبل اعلان الجمهورية التركية الحالية وتداول هذه الخريطة اليوم ليس في الاعلام التركي بل حتى وصل الحال ان تركيا بدأت تثقف الرأي العام التركي على اساس أن العراق وسوريا دول محتلة لبلدات تركية ويجب ارجاع الحق التركي المسلوب مثل هكذا مواضيع يجب التصدي لها بقوة وبكل الوسائل السياسية والاعلامية والمقاطعات الاقتصادية وقطع العلاقات لانها ترسخ لموضوع خطر جدا ربما يتخذ في المستقبل كموضوع وطني في تركيا وتصبح له مطالبات ربما تصل لحد المواجهات بين هذه الدول الجارة (سوريا والعراق) وتركيا وهذه الدول مرتبطة مع بعضها البعض بمقومات تداخلية مجتمعية ففي تركيا يوجد التركمان والاكراد والمسيحين والشيعة والسنة وفي سوريا والعراق ايضا تتواجد هذه الجاليات وقد يولد الى تناحرات اقتصادية ومائية وعرقية وقومية ويؤسس هذا التداخل الى تناحرات في هذه الدول موافقة ورافضة على هذه التوجهات ويؤدي هذا التقاطع في هذه الدول ومنها تركيا ايضا الى ما لايحمد عقباه خاصة في مراحل ضعف الدول ووهنها سياسيا واقتصاديا وبزوغ حروب اهلية داخلية وحروب بين هذه الدول فالحل الامثل اعادة الاتفاقيات وتوحيد الراي العراقي السوري ومنع تركيا من استغلال التدهورات لحاصلة في هذه الدولتين وضعفها الداخلي محاولة الحصول على مكاسب لها وتصدير مشاكلها الداخلية على حساب امن واستقرار العراق وسوريا ومنطقة الشرق الاوسط التي هي بالاساس جاثمة على بركان راكد بدأ يرسل ببعض اشارات الانفجار والتوجه قدر الامكان الى الاشقاء العرب او ابرام اتفاقيات استراتيجية عسكرية مع دول قوية لإيقاف اي تهديد .
يعرف العالم اليوم بالتدخلات التركية السافرة في الشأن العراقي واصبح هذا التدخل واضحا لدرجة اقرب الى الاحتلال منه الى التدخل وهو يرسل جيشا الى العراق ويستوطن في بعض المدن العراقية بأسلحة ثقيلة ويبني معسكرات كبيرة يعتد ببناءها وليست مؤقته وقواته محمية بغطاء جوي ايضا ويتشبث بهذا التدخل او الاحتلال ويعطي له مسوغات محاولا تمريرها على العراقيين قبل الاتراك مع العلم أن اي وجود عسكري اجنبي في الارضي العراقية لا يمكن ان يتم دون أن يكون هناك موافقة برلمانية وضوء اخضر للحكومة في ايصال كل المعلومات عن هذا التواجد اسبابه ,, أهدافه ,,مسوغاته ,,مكانه ,, وقته ,,تحركاته ,, وبعد مناقشات في البرلمان يعطى الضوء الاخضر او يمنع الحكومة بالسماح له بالدخول والتواجد على الارض العراقية من شمالها حتى جنوبها اي لا تستثنى منه اي بقعة على الخارطة الجغرافية العراقية لأن العراق دولة واحدة وأن كان يوجد اقليم في الشمال فالسيادة العراقية مرهونة بحكومة بغداد وبرلمانها اولا قبل كل شيء على اساس ان العراق دولة فدرالية ونظام برلماني وليست رئاسية وهذا وحده وبحد ذاته لا يسمح بتمرير اي اجنده دون المرور على البرلمان .
من هنا يتبين وبوضوح ان التواجد التركي يرقى لدرجة الاحتلال لأجزاء من الارض العراقية وعليه فان للعراق حق الرد وبكل الوسائل المتاحة للحفاظ على السيادة الوطنية ,, من الواضح أن تخبط الخطاب السياسيى التركي بات يثير الريبة والسخرية في آن واحد فالتصريحات الرئاسية التركية الوقحة مثيرة للجدل وكأننا نسمع خطابا سياسيا من شخصية لا تعرف معنى الجار والرئيس والعلاقات الدولية فالخطاب الاول للرئيس اردوغان الذي يحط ويقلل من قيمة الرئيس العراقي ويحاول ان يعلو عليه وينظر له بنظرة دونية مرفوضة في العلاقات الدولية السياسية جملة وتفصيلا ففي العلاقات العالمية الرؤساء متساوون في المهام مهما كان حجم دولته سكانيا ومساحة ,, فدولة قطر يمثلها اميرها في المؤتمرات مع دولة البرازيل وكذالك دولة جزر القمر مع دولة الولايات المتحدة الامريكية حتى في الخطابات والكلمات على المنابر العالمية يتساوى الوقت فالرئيس الروسي لديه ثلاث دقائق في كلمته ودولة الصومال لرئيسها ثلاث دقائق ايضا والكرسي في قاعة المؤتمرات وعدد لموفدين مع الرئيس ايضا متساوي ,, وما صرح به الرئيس التركي غريب في عالم التخاطب بين الدول ويعد خطابا استفزازيا ومن حق العراق الرد عليه بالطرق الذي يراها مناسبا ,, من جانب اخر فأن التواجد التركي في منطقة بعشيقة ومحاولة تسويق هذا التواجد على اسا انه شرعي فأن اغلب التصريحات التركية لم تصل الى حد الاقناع فتارة يقول الاتراك أنه جاء بطلب من العراق ورئيسه العبادي وأخرى يقول انها جاءت بطلب كردي من السيد مسعود واخرى يقول انها جاءت بطلب من بعض سياسي الموصل وكل تسويق من ذلك يفند هذا القول وينتهي كسابقه فكل من يقال انه طلب ذالك يرد وينفي والأتراك ايضا عاجزون على اثباته لا بأتفاق خطي مبرم ولا بطلب هاتفي او اعلامي ولا بطلب من الخارجية العراقية وبالتالي انتهت كل تلك التصريحات بوضوح الى اروقة الامم المتحدة بطلب عراقي يطلب منها ممارسة مهامها بأخراج القوات التركية وهي خطوة صحيحة قبل اتخاذ اي اجراء تصعيدي وايضا مطالبة السفير التركي بمذكرة احتجاج هذا التحرك العراقي ومهما كانت ادعاءات الجانب التركي فهي تنهي وتثبت أن القوات التركية قوات غير مرحب بها في العراق ويجب ان تخرج وبكل الوسائل الاممية والعراقية حتى لو تطلب الامر ان يكون ذالك بقوة السلاح ضدها وطبعا هذا يتطلب وقفة موحدة من كل العراقيين ومكوناتهم وتوحيد كلمتهم ضد هذا التواجد وعدم أعطاء اي فرصة للنفاذ منها والبقاء على اساسها سواء اكانت مذهبية او عرقية او قومية وهو ما يتمناه الجمهور العراقي الذي قال كلمته بالتظاهر امام السفارات العراقية في بعض الدول الاجنبية فصار لزاما على الساسة ايضا توحيد كلمتهم والخروج من صمتهم المدقع ضد هذا التواجد .