تقرير جديد يسلط الضوء على الاثار الكارثية لسد داريان "الذي تبنيه ايران" على العراق |
بغداد: أصدرت حملة إنقاذ نهر دجلة والاهوار العراقية، اليوم الاحد، تقريرا عن تأثير سد داريان على إقليم كردستان العراق. يسلط التقرير الضوء على طرق بناء السدود المثيره للجدل لأغراض المصلحة الذاتية في مناطق شحيحة المياه رغم وجود أدلة على ان لبناء هذه السدود تأثير سلبي كبير على الصعيدين المحلي والاقليمي. محليا تتسبب السدود بهجرة ودمار لمناطق السد ، واقليميا تتسبب بتعاظم شحة المياه وخفض تدفقها نتيجة انخفاض تدفق المياه.
حتى الآن، هناك القليل جدا من المواد المتوفرة عن سد داريان، على الرغم من تأثيره الكبيرعلى العراق. لذلك فان هذا التقرير يهدف إلى سد هذه الفجوة من خلال تقديم تحليل اجتماعي وسياسي لتأثير سد داريان على إقليم كردستان العراق. ويستند التقرير في المقام الأول على إجراء بحث استقصائي نوعي تضمن إجراء مقابلات مع مسؤولي حكومة إقليم كردستان، وعدد من المسؤولين المحليين من المناطق المتضررة والمنظمات غير الحكومية والخبراء الأكاديميين.
وقدم التقرير في المنتدى الاجتماعي النرويجي في أوسلو، خلال ندوة اعدتها جمعية الدراسات الدولية للمياه FIVAS وحضرها ممثل عن وزارة الخارجية النرويجية وعدد من المهتمين، حول الأزمات المياه بسبب السدود الكبيرة.
ما بين 20 إلى 30 في المئة من التدفق السنوي لنهر دجلة يأتي من إيران عبر نهر سيروان ونهر الوند. في السنوات الأخيرة، بسبب مشاريع المياه الإيرانية, تقلص تدفق المياه من نهرالوند إلى حد كبير، وبناء سد داريان الواقع على نهر سيروان في محافظة كرمنشاه الإيرانية سوف يؤثر تأثيرا كبيرا على تدفق المياه إلى محافظة حلبجة في إقليم كردستان العراق.
سد داريان، الذي من المتوقع أن يتم الانتهاء منه في 2018 سيحد من تدفق المياه من نهر سيروان بنسبة تصل إلى 60 في المئة، مما يؤثر على مئات الآلاف من الناس في السليمانية وحلبجة . فانخفاض تدفق المياه سيتسبب بأزمة في مياه الشرب وسيؤثر بشكل كبير على قطاعي الطاقة الكهرومائية والصيد والزراعة في إقليم كردستان. كما ان انخفاض تدفق المياه من نهر سيروان، والمعروف باسم نهر ديالى في العراق، سيكون له أيضا تأثير سلبي كبير على الناس والمجتمعات في وسط وجنوب العراق.
ومع ندرة المياه، والتي من المتوقع أن تتفاقم في العقود القادمة مع استمرارالاثار السلبية لتغير المناخ، فان العواقب ستكون وخيمة على الأمن الغذائي وسبل المعيشة والصحة والبيئة والتنمية الصناعية والاقتصادية في عموم العراق.
حملة انقاذ نهر دجلة والاهوارالعراقية تؤمن ان المياه موردا لا يمكن ان يتم احتكاره من أي دولة أو أمة أو طائفة فالمياه وسيله اساسية لكل البشر والحياة في المنطقة. لا ينبغي أن تستخدم المياه كسلاح سياسي، وندرة المياه لا يجب أن تكون سببا للصراع في منطقة وادي الرافدين. بدلا من ذلك، فان المياه ممكن ان تكون أداة لتحقيق الاستدامة والتعاون والتعايش بين إقليم كردستان العراق والعراق ككل مع ايران و تركيا وكل جيرانهم في منطقة وادي الرافدين .
منذ عام 2012، وحملة إنقاذ نهر دجلة والاهوار العراقية تناضل ضد بناء سد اليسو على نهر دجلة في تركيا و سد داريان على نهر ديالى في ايران وغيرهما من السدود الكبيرة التي تبنى بدون اي تشاور مع العراق وبدون اي قياس لاثارها السلبية على الانسان والبيئة. نضال من اجل الحفاظ على التراث الثقافي والبيئي لنهر دجلة، والاستخدام المستدام والعادل للمياه للجميع. ادناه التقرير الكامل: تأثير سد داريان في إقليم كردستان العراق في عام 2008 ،خصصت حكومة إقليم كردستان ميزانية أزمة بقيمة 120 مليون دوالر عندما هدد الجفاف اقليم كردستان، وال سيما لمحافظاتي السليمانية وحلبجة. مع االنتهاء من سد داريان في إيران، كل من محافظتي السليمانية وحلبجة سوف تتأثر بشدة من انخفاض تدفق المياه. في المستقبل القريب، الفيضانات الموسمية من األنهار في فصل الربيع، وهي ظاهرة تحدث بشكل طبيعي، لن تستمر ألن سد داريان سيغير مسار المياه التي من شأنها أن تتدفق الى اقليم كردستان. ووفقا لالحصاءات، سيتم فقدان أكثر من 3200 هكتار من األراضي الزراعية في مناطق حلبجة، السيد صادق ودربندخان إن انخفض تدفق المياه القادمة من إيران. ناريمان حسن، خبيرة في إدارة الموارد المائية، اقترحت أن على حكومة على إقليم كردستان بناء سدود ألغراض توليد الكهرباء والري. ودعا حسن حكومة إقليم كردستان للتفاوض مع الدول المجاورة لضمان عدم بناء السدود التي قد تؤثر على إقليم كردستان. ظلت هذه الدعوات بدون تجاوب من قبل كل من حكومة إقليم كردستان و ايران. ووفقا للعضو في برلمان إقليم كردستان عبد الرحمن علي، فأنه قد تم بناء المزيد من السدود الصغيرة من قبل ايران على االنهار التي تتدفق مياهها الى سد دربندخان في اقليم كردستان. مع االنتهاء من سد داريان، المدن والقرى من حلبجة، سيروان، سيد صادق ودربندخان لن تواجه ازمات في قطاعات الصيد والزراعية، والطاقة الكهرومائية فقط، بل أيضا ستواجه مصاعب فيما يتعلق األمر بالمياه الصالحة للشرب. وقد أكد وزير الزراعة والموارد المائية في حكومة إقليم كردستان، عبد الستار مجيد بوجود تأثير كبير لسد داريان على اقليم كردستان حال االنتهاء من بناء السد، ألن المياه من نهر سيروان تستخدم داخل اقليم كردستان ألغراض كثيرة منها ما شرب، الطاقة المائية والزراعة وصيد األسماك. ال يمكن رؤية هذه اآلثار اآلن، حيث أن المياه من نهر سيروان ال تزال تتدفق تماما الى اقليم كردستان، ولكن في السنوات القادمة، اذا دخل سد داريان حيز التنفيذ، فأن االثار سوف تصبح مرئية. في 24 تشرين الثاني عام 2015 جرت معاينه لما يحتمل حدوثه، عندما تم قطع تدفق المياه إلى اقليم كردستان من قبل إيران لبضعة أيام من أجل اختبار سد داريان. خالل ذلك الوقت، تم قياس معدل تدفق المياه من قبل المديرية العامة للموارد المائية في حلبجة حيث كان معدل التدفق نحو 5،0 متر مكعب من المياه في الثانية. وكانت هذه المياه في الغالب من مناطق طويله وغريانه وحوار داخل كردستان وليس من ايران. ثم في 30 نوفمبر عام 2015 ،عندما انتهت فترة التغيل التجريبي واستمرت المياه في التدفق من ايران، تم قياس معدل التدفق من قبل المديرية العامة للموارد المائية وكان المعدل بحدود 4.2 متر مكعب من المياه في الثانية. وأكد رئيس دعاة حماية البيئة من منظمة حلبجة، هورامان ساجدي، أن مئات اآلالف من الناس سوف يتأثرون بسبب سد داريان: "سيتم خفض 60 بالمئة من تدفقات المياه في وقت نحن في بحاجة إلى الماء أكثر من أي وقت مضى. وفيما يتعلق بالمحافظات في وسط وجنوب العراق، سيكون الوضع أكثر مأساوية ". وقد أعرب محافظة حلبجة في خطاب رسمي إلى حكومة إقليم كردستان أنها تعتمد كليا في توفير مياه الشرب على موارد من Tanjaro و Zalm و Rishen في كردستان، ولكنها ليست كافية. عضو محافظة حلبجة، كاوا أحمد علي، سرد تأثيرات سد داريان على اقليم كردستان على النحو التالي: 1 .سوف يعرض مشروع مياه الشرب حلبجة - سيروان الذي تبلغ قيمته 173 مليون دوالر للخطر، وهذا المشروع تنفذها الشركة اليابانية Jayka ،والتي هي في المرحلة النهائية من اإلنجاز. 2 .إن سد دربندخان لن يكون من الممكن استخدامه لتوفير الطاقة الكهرومائية والري، ألنه يستقبل 75 بالمئة من احتياجاته من المياه من نهر سيروان. 3 .نظرا للتراجع في كمية ونوعية المياه، فأن صيد األسماك في نهر سيروان لن يكون ممكنا. 4 .هناك عدد كبير من المزارعين في محافظة حلبجة باالضافة لمناطق وسط العراق سوف يتضررون. 5 .سوف يكون له تأثير سلبي على استخدام المياه الجوفية واألراضي الخصبة في منطقة شهرزور. 6 .سوف يؤثر على التنوع الحيوي في المنطقة المحيطة بسد دربندخان ونهر سيروان في حلبجة، كرميان وكذلك وسط العراق. 7 .سوف تتأثر مستويات الرطوبة والطقس في المنطقة، وال سيما في منطقة شهرزور خالل فصل الصيف. 8 .قطاع السياحة في المنطقة المتضررة سوف تتأثر سلبا. 9 .سوف يكون للسد تأثير سلبي على التعايش السلمي بين الطوائف في المنطقة، حيث ان إيران، وهي منطقة بأكثرية من المسلمين الشيعة، تحجب الماء عن كردستان، وهي منطقة بأكثرية من المسلمين السنة. وفقا للبيانات التي قدمتها وزارة الزراعة في حكومة إقليم كردستان، فأن كردستان تحتوي على 30 مليار متر مكعب من المياه السطحية داخل حدودها، وخمسة مليارات متر مكعب أخرى من المياه الجوفية. اثني عشر مليار متر مكعب من تدفق المياه إلى كردستان من خارج حدودها، وهو ما يعادل 40 في المئة من إجمالي المياه في كردستان. السدود قيد اإلنشاء حاليا من قبل تركيا وإيران يقدر بأنها تؤثر على أكثر من سبعة ماليين عراقي يعيشون على ضفاف نهري دجلة والفرات، و 9.1 مليون هكتار من األراضي الزراعية. حتى اآلن، أنشأت تركيا 22 سدا، 14 سد منها تم بناؤها على نهر الفرات والثمانية الباقية على نهر دجلة. قبل بناء هذه السدود، تقدر واردات نهر الفرات بـ30 مليار متر مكعب من المياه، وهذا الرقم انخفض إلى 15 مليار متر مكعب بعد بناء السدود التركية. ان هذا االنخفاض في تدفق المياه من نهر الفرات دليل صارخا على تأثير المدمر للسدود على األنهار. في الوقت نفسه، إيران اتمت بناء 14 سد، والبعض منها قد تم بالفعل انهائه. وهذه السدود تشكل تحديات كبيرة في كردستان. ستصبح آثارها واضحة في السنوات المقبلة، الجفاف الناجم عن انخفاض مستويات المياه في نهر سيروان يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات اجتماعية. سيتم تدمير المناطق الزراعية، وهذا االنخفاض في اإلنتاج الزراعي يهدد األمن الغذائي في كردستان. وعالوة على ذلك، البيئة في هذه المناطق سوف تتأثر سلباً. يجب حيث ستظهر أزمة مياه في هذه المناطق، اذ ان السكان سيكونون مجبرين باللجوء إلى المياه الجوفية، وهي ليست صالحة للشرب، وهذا يؤدي بدوره الى مشاكل صحية وزيادة في األمراض. Figure 1. The Daryan Dam under construction on the Sirwan River in Iranian Kurdistan (Arash Bahrammirzaee, 2016) المعارضة ضد سد داريان في إقليم كردستان العراق حكومة إقليم كردستان وجميع شرائح المجتمع في محافظة حلبجة، بما في ذلك األحزاب السياسية والمجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية، معارضين لبناء سد داريان في إيران. مدينة حلبجة، التي تعرضت لهجوم كيماوي في عام 1988 في ظل نظام صدام حسين، وتحويل مجرى نهر سيروان ايضاً تعتبر إتمام بناء هذا السد أزمة إنسانية أخرى قد تلحق بسكانها. األستاذ المساعد في جامعة حلبجة والخبير في القانون الدولي اوارى حسين يحذر من خطر تجفيف األنهار التي تنبع الى كردستان العراق من ايران بسبب بناء السد في إيران فضال عن حجب المياه من منطقة شيعة مسلمين إلى منطقة سنه مسلمين. يعتقد حسين بأن جمهورية إيران اإلسالمية لديها ثالثة دوافع سياسية خلف بناء سد داريان :18 1.تدمير قرى معينة في منطقة هورامان من كردستان إيران والبعض منها قرى أثرية. 2 .لتوفير المياه لمناطق شيعية عن طريق تحويل جريان المياه من المناطق السنيه . .3تقليل منسوب المياه في إقليم كردستان العراق ، وخصوصا محافظة حلبجة، مما يؤدي الى انهاء فعاليات صيد األسماك والزراعة عندما ينخفض منسوب المياه. هكذا دوافع ستؤدي الى تفاقم التوتر السياسي والعرقي ، حيث ان النظام االيراني هو فارسي في حين أن ضحايا سد داريان هم من االكراد. اإلشكالية األخرى هي أن القانون الحالي ينص بأن الحكومة المركزية في بغداد وحدها القادرة على توقيع اتفاقيات مع الدول المجاورة حول موارد المياه. االتفاقية الوحيدة مع إيران هي اتفاقية الجزائر 19عام 1975 .على أية حال دول الجوار غير ملتزمة باإلجراءات الدولية لموارد المياه المشتركة.حكومة اقليم كردستان ليست طرف في اتفاقيات الشرق االوسط الموقعة بين الدول التي تتشارك موارد المياه. بالرغم من ذلك عندما تعقد األمم المتحدة مؤتمر يونسكو المياه السنوي، كل من العراق وحكومة إقليم كردستان مدعوون دائما . يقول ماجد، حكومة إقليم كردستان تأخذ دور في المؤتمرات واالجتماعات الدولية كل ما سنحت الفرصة، ولكن لم يتم التوصل إلى أي اتفاقيات في مثل هذه التجمعات. على المستوى الدولي حكومة إقليم كردستان عبرت عن قلقها بشأن السدود التي يتم إنشاؤها من قبل تركيا و أيران. ساجادي يفسر : كل بلد لديه الحق في بناء السدود ، ولكن قلق دول الجوار يجب أن يؤخذ بنظر االعتبار، وفقا للبروتوكوالت الدولية. ال تركيا وال إيران تولي اهتمام الى حصة العراق من المياه. ايران التبني سد فقط وانما تغير مجرى النهر، وهي بذلك تضع منطقة كاملة تحت خطر الجفاف، يتحدث كذلك إزاء هذه المسألة، حسين يعبر: إيران تنتهك البروتوكوالت الدولية في المياه الدولية. نهر سيروان هو نهر دولي بين بلدين كالهما من الدول االعضاء في االمم المتحدة. بناء السد وتغير مجرى المياه الى اقليم كردستان العراق يمكن أن يعتبر انتهاك للقانون الدولي .حكومة إقليم كردستان ملزمة برفع دعوى عن طريق الحكومة العراقية ضد إيران في المحكمة الدولية. يجب أن يشير العراق الى المادة 188 من اتفاقية قانون البحر من أجل منع االنتهاكات من الجانب اإليراني. في حلبجة تظاهر عامة الناس وأطلقوا حمالت ضد إنشاء سد داريان، ولكن ال حكومة إقليم كردستان وال الحكومة العراقية وال االيرانية استجابوا لهذه المخاوف. قائمة مقامية حلبجة، نوخشه ناسح كررت بأن إيران لم تستجب إلى مخاوفهم، واذا استمر االيرانيون بتغير مجرى المياه "صراع يمكن أن يندلع بين البلدين; العراق وايران "ناسح نقلت قلقها إلى محافظة حلبجه، المحافظة نقلت هذه المخاوف الى حكومة اقليم كردستان ،حكومة االقليم نقلت المشكله الى الحكومة العراقيه، مع ذلك ، الى االن ، هذه االجراءات اثبتت انها عديمة الجدوى وتبقى المشكلة دون معالجة. نائب محافظ حلبجه ، كاوا علي كريم، قال انه التقى مع القنص االيراني العام في اقليم كردستان العراق مرتين، ولكن القنص ادعى بان مسألة سد داريان تتجاوز سلطته . محلل سياسي بارز في مؤسسة السياسة الكردية ساركوات شمس الدين يقول بأن حكومة اقليم كردستان ال تملك السيادة لرفع مطالب ضد تركيا وايران " .يبدو انه الحكومة العراقيه في بغداد ليس مستعده جدا ، السباب سياسية "شمس الدين يفسر. ومع ذلك، حكومة اقليم كردستان تخطط لبناء سد خاص بهم داخل اقليم كردستان العراق لخزن المياه خالل موسم )المطر( الشتاء، لتخفيف أثر كال السدين االيراني والتركي، سابقا طلبت حكومة إقليم كردستان من المنظمات الدولية ان تتوسط بين تركيا، ايران وحكومة اقليم كردستان بواسطة بغداد. بالضافه الى ذلك ، حكومة اقليم كردستان تحدثت سابقا بشكل مباشر مع السلطات االيرانيه بخصوص اثر السدود االيرانيه على منطقة خانقين من اقليم كردستان العراق. هذه كانت مشكله جزيئا الن حكومة اقليم كردستان نفسها قامت بأنشاء سد على نهر علوان في خانقين، ولكنه لم يكن قادر على توفير مخزون مياه كافي للمدينه في موسم )الجفاف( الصيف. في داخل حكومه اقليم كردستان هنالك مشاكل تنظيمية حينما يتعلق االمر بادارة المياه. Figure 2. Map detailing the location of the Daryan Dam, Daryan Village and the Sirwan River. The river emanates in Iran and runs along the Iran-Iraq border before flowing into the KRI. تأثير سد داريان على منطقة كوردستان االيرانية يعتبر سد داريان من المواضيع االحتجاجية في ايران بسبب تأثيره على االنتقال السكاني والحضري والبيئي القسري للمناطق المحيطة بهذا السد. في عام 2011 حدث احتجاج من قبل احد عشر عامل في العراق كنتيجة لعدم دفع اجورهم. ان بناء السد سيؤثر على مدينة داريان بصورة واضحة كمثل حاجز صخري كبير يتم وضعه في وسط قرية منازل ومأهولة بالسكان. حيث ان السكان سيكون غير مستقر بسبب السد. ان نظام الدعم الصخري يتم تصميمه لجعل السد مستقر وثابت. حيث ان من ابرز مخاطر بنائه هو تدمير الينابيع الطبيعية )كانى بل( في منطقة هورامان في الجانب االيراني الكوردستاني الذي يعتبر من اكبر الينابيع الطبيعية في المنطقة. ان سكان هورامان فان ينبوع )كانى بل( ذو قيمة حضارية مهمة بالنسبة لهم. في مارس عام 2016 شارك فريق من الخبراء والبحث حول موضوع )كانى بل( اليجاد طرقة مناسبة لحماية الينابيع عند الشروع ببناء السد. وقال سجادي ان سد داريان سبب بإخالء القرى والمنازل اضافة الى االف االشخاص المقيمين في منطقة هورامان في ايران واشار الى مدينة )روار( كمثال على ذلك. واوضح ان )حجيج كوچك( من المدن القديمة في مقاطعة )سيروان( الريفية محافظة )كيرمان شاه( الذي يحوي ضرح للمسلمين كمعلم حضاري سيكون عرضة للفيضان بسبب سد داريان. اوضح المجتمع االيراني الكوردي في السنوات االخيرة مخاوفه من بناء السد بعدة طرق مختلفة. ولكن السلطات االيرانية لم تستجب لمطالب الشعب بوقف بناء السد. اما بالنسبة لحمالت التواصل االجتماعي فبدأت في ديسمبر 2015 لحماية ينبوع )كانى بل(. تولت )حملة حماية كانى بل( حركتها على مواقع التواصل االجتماعي مع اشخاص يحملون عالمات تعجب واسئلة الى الحكومة لحماية الينبوع. وفي نفس الشهر قامت مجموعة من االنشطة الكوردية في كوردستان ايران حيث كانت هناك وقفة غضب احتجاجية في ديسمبر 2015 والمطالبة بايقاف بناء سد داريان وحماية ينبوع )كانى بل(. حسب ما تم ايضاحه من هذه المجموعة فان االجراء الجرئ والصارم اعاله لم يحدث اال بعد عدة سنوات من الجهود الغير مجدية نفعاً اليقاف بناء السد اضافة الى ان حملة )كانى بل( اصدرت بياناً من المجتمع المدني تطالب فيه دعم المعتصمين ومحاوالتهم العملية في سبيل حماية الينبوع. في ديسمبر 2015 ارسلت رسالة الى الرئيس االيراني حسن روحاني تم توقيعها من قبل اكثر من ثالث االف ناشط وشخصيات معروفة. نصت الرسالة " ان هذا الموقع الرمزي الذي يعتبر مصدراً مهماً للمياه المعدنية في خطر وشيك بسبب بناء سد داريان وان هذا القرار مستند على بيانات غير دقيقة وضعتها وزارة الطاقة". واكد الموقعون للرسالة ان ينبوع )كانى بل( يمكنه توفير مياه لسكان عدده 2 مليون نسمة تقريباً مما يجعله اكثر اهمية من االبار النفطية. Figure 3. Map detailing the path of the Diyala River after entering the KRI تاثيرات سد داريان على وسط و جنوب العراق 20 الى 30 % من تدفق نهر دجلة السنوي ياتي من ايران عبر نهري الوند و ديالى ويعتبر هذه النهرين المصدر الرئيسي للمورد المائي في ديالى و خاصة المورد للزراعي. حاليا ال يوجد اي اتفاق بين العراق وايران حول استخدام نهر ديالى. كثير من السدود االيرانية موجود على االنهر التي من شأنها توفير طاقة كهرومائية أليران لكنها في نفس الوقت تخفض تدفق المياه الى العراق.وبالتالي تضر االراضي الزراعية في العراق وان الوضع في المنطقة المحيطة لخانقين وبعقوبه خطير جدا. ان تدفق المياه سوف ينخفض في 2018 بعد استكمال بناء سد داريان. وان هذا السد سيسبب بازمة في كرسدتان والعراق. منه المهم ان تكون هناك محادثات بين الجانبين االيراني و العراقي وعمل على تنقيذ معاهدة المياه. فمن الضروري ان الحكومة المركزية و اقليم كردستان يصطفون ضد بناء سد داريان. Figure 4. Downstream view of the Sirwan River from the Daryan Dam (Arash Bahrammirzaee, 2016) بناء السدود في كردستان العراق وفقا لوزير الزراعة لحكومة اقليم كرسدتان ان حكومة كردستان تعمل حاليا على بناء 12 سد والتي من الممكن ان توفر مايصل الى 10 مليار متر مكعب من المياه. وكشف رئيس المديرية العاممة للسدود في كردستان ان مشروع بناء 18 سد وخزان تم تعليقه بسبب االزمة المالية و يؤكد ان السدود التي يجري بنائها من قبل تركيا و ايران على االنهر يهدد مصادر المياه في كردستان وسوف يكون لها تاثير سيئ على كمية الموادر المائية المتاحة في االقليم والسيما سد داريان على نهر سيروان. اذا كانت حكومة كردستان تعارض بناء السدود في ايران اذا لماذا هكذا مشاريع مستمرة على مناطقها الخاصة؟ وفقا لحكومة كردستان ان تلك السدود شيدت لغرض السياحة و الري والطاقة المائية والصيد والزراعة و لكن في مناسبات مختلفة اعرب البعض على ان السدود ستستخدم لحجب المياه نتيجة صراعات سياسية مع بغداد. هناك الكثير من المبادرا من المنظمات غير الحكومية و منظمات المجتمع المدني تدعو الى حماية الموارد المائية". وفي 2014 احتج مئات من سكان القرى الشرقية العراقية) دربندخان( و رفعوا شعار نحن ال نتاجر المياه الجل النفط. يؤمن احمد ان حكومة اقليم كردستان ال تعارض بناء السدود في دول الجوار ولكن تركز على الموارد المائية الخاصة بها على رغم من ان حكومة االقليم تعارض بناء سد داريان.يقول احمد بان حكومة االقليم ترحب ببناء المزيد من السدود ضمن اراضي كردستان بما في ذلك االنهار التي تتدفق الى جنوب العراق. ويؤكد ايضا ان لحكومة اقليم كردستان خطط واسعة لبناء المزيد من السدود والبعض منها قد بدأ بالفعل ولكن تم تاجيله بسبب االزمة المالية الراهنة في كردستان. نقال عن احمد وبمجرد انتهاء االزمة المالية ستستمر ببناء السدود و على حكومة اقليم كردستان ادارة المياه الخاصة بها بحيث ان ال تعتمد على موارد المياه الخارجية.ايران تعاني من ندرة المياه و انها وضعت خطط لمواجهة االزمة المائية لديهم . بغداد ال توافق على بناء سدود اضافية في كردستان ولكن حكومة االقليم اضطرت لبناء سدود جديدة حتى تكون لها سيطرة كاملة على مواردها المائية الخاصة. كما ان مسؤلو اقليم كردستان و السكان المحليين يؤمنون بانه ال يمكن ان تكون كردستان تحت رحمة بغداد.حيث الحكومات العراقية السابقة نفذت الكثير من المشاريع التنموية في كل العراق باستثناء كردستان. يدعي احمد ان اقليم كردستان تبني السدود من اجل تزويد المواطنين بمياه الصالحة للشرب وتوفير الري لالغراض الزراعية وان هذه السدود ال تملك اي تاثير سلبي على بقية العراق. مثل هكذا تصريحات تثير تساؤل ما اذا كانت حكومة اقليم كردستان تاخذ موضوع سد داريان بشكل جدي. Figure 5. Daryan Village in Iranian Kurdistan (Meysam Karimi, 2016) نزاع المياه بين اربيل وبغداد في عدد من المناسبات اعلن مسؤولون في حكومة اقليم كردستان انهم قد يلجأون الى استخدام المياه كسالح سياسي ضد بغداد. سياسيون من مختلف االلوان اقترحوا على قطع تدفق المياه الى اجزاء اخرى من العراق . في عام 2014 عندما اخفض رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي حصة اقليم كردستان من ميزانية الحكومة المركزية اقترح العديد من الساسة الكرد للحد من تدفق المياه القادمة من نهر سيروان لبقية العراق. الوضع الحالي للعالقات بين اربيل وبغداد فيها اشكاليات كثيرة حيث هناك اختالفات لم تحل بين كرستان وبغداد فيما يخص سيادة االقليم و موارد النفط و الغاز و اسهم الميزانية. ودعا البعض الجراء استفتاء في حكومة اقليم كردستان بهدف اقامة دولة ذات سيادة. في اطار هذا السيناريو السياسي هناك اناس في حكومة اقليم كردستان الذين يدافعون عن بناء المزيد من السدود من اجل بسط سيطرتها على تدفقات المياه. ماجد يؤمن بان بناء المزيد من السدود قد يؤدي الى الصراع ويوضح ان على حكومة اقليم كردستان استحصال موافقة الحكومة المركزية في بغداد النشاء اي سد.وشكلت الحكومة العراقية لجنة عليا الدارة ملف المياه في العراق بما في ذلك بناء السدود، و اوضح ماجد : كانت لدينا مخاوفنا بشان هذه اللجنة كون شخص واحد فقط من االقليم هو عضو في هذه اللجنة. بناء السدود و حصص المياه بالتالي هي مسالة سيادة والماء هو مورد اساسي في العراق و حكومة اقليم كردستان قد تواجه ازمة مع بغداد بشان المياه في المستقبل.لكن العديد من الوزارء يدعون دائما الى تجنب النزاعات.وقد التقى وزير الزراعة العراقي نظيرة الكردي في عدة مناسبات بهدف اقناع حكومة االقليم بزيادة تدفق المياه الى المحافظات الجنوبية و مع ذلك تشير التقديرات الى ان ما يقارب من 12 مليون شخص في العراق قد يواجه ندرة المياه في المستقبل و في الوقت نفسه يدعي ماجد بانه ال توجد شحة المياه في العراق " اذا تمكنا من انجاز مشاريع المياه لدينا فسوف يكون هناك المزيد من المياه." حتى االن لم تكن هناك اي قضايا متعلقة بين اقليم كردستان وبغداد بشان اسهم اليماه المتدفقة من كردستان الى جنوب العراق. ماجد يدعي ان سدود كردستان هي من اجل اغراض الري و الطاقة الكهرومائية و يضيف ان : السدود المشيدة مؤخرا هي في معظمها الغراض الري و يرجع ذلك الى حقيقة ان السدود الصغيرة ال يمكن ان تنتج كميات كبيرة من الكهرباء و نحن نعمل حاليا على بناء خزانات و نتطلع الى االستمرار بالبناء حالما نتغلب على االزمة المالية الحالية. ويقول مسؤولو االقليم انه عندما تبني كردستان السدود فقد حصلت على موافقة الحكومة المركزية في بغداد ومع ذلك اكد مسؤولو االقليم بانهم مستعدون لقطع تدفق المياه الى بقية العراق في حالة وجود صراع سياسي او مالي مع بغداد. الصراعات بين بغداد و اربيل التي لم تحل بعد تتضمن االزمات المالية واالقتصادية الحادة، جنبا الى انخفاض تدفقات المياه من ايران وتركيا قد تجبر بالفعل قيادة حكومة كردستان لقطع تدفقات المياه الى باقي مناطق العراق بدوره هذا ما يقوله ماجد. تاثير السلبي لسد داريان على مدى طويل قد يؤدي الى صراع مكثف في العراق بين حكومة االقليم و الحكومة المركزية على الموارد المائية. Figure 6. Daryan Village hinterlands and the Sirwan River (Alireza Solhi, 2011) االستنتاج نظرا لالرتفاع الحاد في ايرادات االستثمارات االجنبية والنفط والدخل من الزراعة و انخفاض السياحة في كردستان و العراق على حد سواء و ايضا اثر وجود داعش و التراجع العالمي السعار النفط فان المنطقة قد تتصارع مع كل ازمة سياسية ومالية. في غضون ذلك فان معدل النمو السكاني في ازدياد مستمر وهذا يعني ان الحفاظ على االمن الغذائي ضروري. و كردستان والعراق يجب ان يعتمدن الى حد كبير على الزراعة والموارد المائية الخاصة بهم.وذلك من اجل تنشيط القطاع الزراعي و تنويع االقتصاد. مثل هذا السيناريو يعطي احتماالت نشوب صراع بين حكومة اقليم كردستان و العراق وتركيا و ايران. واذا ايران تواصل بناء سد داريان دون االخذ بنظر االعتبار احتياجات السكان القريبين من النهر فسوف يكون التاثير كارثي. و بعد انتهاء بناء سد داريان، كردستان سوف تواجه ازمة مياه خطيرة في محافظة حلبجة وهذا سيجبر كردستان الى اعادة النظر في كمية تدفق المياه التي تطلق الى اجزاء العراق االخرى. باالضافة الى خالفات المستمرة على عائدات النفط و اسهم الميزانية والنزاعات االراضي و قضايا السيادة بين الحكومة العراقية و حكومة اقليم كردستان فان الماء لدية القدرة على اشعال الصراع بين كردستان و بغداد في المستقبل القريب. وعلى كردستان و بغداد العمل معا لوضع خطة لمواجهة االزمات االنسانية التقي قد تحدث حين االنتهاء من بناء سد داريان. الماء هو المورد الذي ال ينتمي الى اي امة او طائفه معينة ، وبدال من استخدامها كادة في الصراع القومي يمكن ان يستخدم الماء كوسيلة للتعاون و اداة للتعايش. |