ليس ساحة الطيران والكاظمية والبياع اوبقية المناطق العراقية في بغداد تلك التي تشتهر بكثافة عمالية رجولية , بل هناك الكثير من مساطر النساء التي تتواجد في اطراف العاصمة بغداد وتحظى بشهرة واسعة في العديد من محافظات العراق. مالذي تعانيه النسوة في هذه المواقع وأين الرعاية الاجتماعية التي تقدم لهن من قبل مؤسسات الدولة ؟. وأية خدمات يخضعن لها من قبل منظمات المجتمع المدني ولاسيما تلك المعنية بشؤون المرأة ؟. قبل اي شيئ لنعرف ان المتواجدات في مساطر النساء, هن بين جميلة كانت اكل الدهر وشرب عليها كثيرا وبين فاتنة تخاف عليها حتى من نفسها . تخيل انك في العصور المظلمة و الابواب المشرعة لسوق عكاظ تدخل وتشاهد في واحدة من اوجهه مثل هذا الحشد البشري وبالتأكيد فأنهن لسن جواري لأن الزمن اختلف كثيرا وتغيرت المفاهيم وتحول هذا المسطر الى ايادي عاملة تكد وتكدح بكل قوة للبحث عن الرزق الحلال . لكل منهن حكاية مع الجوع والمرض وصراع ازلي مع الحياة. افرزتهن الحياة ليلدن وفي فمهن ملعقة من البؤس والحرمان يدفعهن الى الفقر والجوع لعمل كل شيئ الا (الحرام). جائعات ,فقيرات ومتعبات حد اللعنة جائت بهن ظروف اكثر قساوة واشد مرارة من طعم الحنظل من واقع متعب الى بيت اكثر انعداما في الرحمة , لكنهن يعرفن ان عين الله لم تنم . البعض منهن مهجرات والبعض الاخر استشهد الاب او الزوج في احداث العنف الطائفي التي شهدتها بعض محافظات القطر , فيما افتقر البعض الثالث منهن ان يكن من النوع الذي يفضل التضحية بالجهد اكراماً للزوج الهارب من الايام . ولاننسى ان بين هذه الاطراف الثلاث شابات في عمر الورد يتربعن على عرش المسطر وهن عرضة للتحرش الجنسي كتلك الظاهرة التي ابتليت فيها مخيمات اللاجئين في عمان وتركيا وكذلك مايجري في مصر في ظل اخونة الدولة. كل هذا والدولة العراقية صامتة لاتحرك ساكناً كأن الامر لايعنيها اطلاقا فلماذا هذا الصمت الرسمي ؟. لسنا فقراء اطلاقا وبأمكان المؤسسات المعنية في الدولة ان توفر لهذه الشريحة الاجتماعية بعضا من (قوت لايموت) سيما وان العديد من مساطر النساء ليس بالجمع الوافر عددياً . ولو كانت مؤسسات الدولة غير متفرغة لتلك المواطنات بأمكان منظمات المجتمع المدني ان تقوم بذات المهام الانسانية وكذلك وزاة شؤن المرأة من اجل الحفاظ على المرأة وشمولها بكافة مستلزمات الحياة . والنظر بصورة اكبر الى هذه القضية لحسابات وطنية تؤكد بما لايقبل الشك والمغالطة ان امرأة مسطر النساء هي بألف رجل !. اخر الحكاية : في مساطر الرجال اثبتت الدولة عجزها وفشلها في ايجاد عمل لهم سيما وان الكثيرين منهم من اصحاب الشهادات فكيف هوة الحال بالنسبة لمساطر النساء وغالبيتهن من الأميات . لهن الله في هذه الحالة التي لا يحسدن عليها ففي بلد يعيش فيه عضو البرلمان متخم بالملايين والقصور والسيارات الفارهة تعيش المواطنة العراقية محرومة من ابسط الحقوق فهل هذه العدالة الاجتماعية ام ماذا نسمي هذا التفاوت الطبقي ؟. الشكوى لغير الله مذلة.
|