التعايش في خطر
بعد عام ٢٠٠٣ استبشرنا خيرا بصدور صحيفتي الاتحاد التابعة للاتحاد الوطني الكردستاني والتي حملت معنى ومضمون عن وحدة العراق الاتحادي مثلما خاطبني مدير تحرير الصحيفة في حينها.. وصحيفة التآخي التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني والتي كانت ترمز الى مباديء الأخوة والتعايش بين مختلف طوائف العراق واسمها لا يحتاج الى توضيح.
واذا كان المراقب للشأن الكردي في المسألة العراقية بعد عام ٢٠٠٣ يجد انهم لم يكونوا عنصرا إيجابيا يوما في بغداد ، فان وصف البعض لهم ببيضة القبان في حل المسائل العالقة كان خاطئا لان هذه البيضة كانت لمصلحة الحسابات الكردية حصرا وليس لأجل العراق.
والسؤال لماذا تنقلب بيضة القبان من العامل الايجابي الى السلبية؟ ولماذا تعاطى الاكراد ببراغماتية مفرطة بابتزاز قيادة بغداد في القضايا الداخلية وبكل الملفات؟؟ بل لماذا تخلى الأكراد عن دعم الدولة العراقية الى دعم حلم الدولة الكردستانية؟ هل هو بسبب ضعف بغداد ام تحريض اقليمي ام احياء لحلم دفين في كردستان الكبرى!!.
لقد كانت مرحلة دخول داعش خير وقفة لاستيضاح النوايا ، فقد عمل الأكراد على ابتلاع المناطق المتنازع عليها والتمسك بها والتصريح بذلك جهارا نهارا... لقد استغلوا انهيار القوات المسلحة العراقية في العاشر من حزيران ٢٠١٤ بمدينة الموصل ليملئوا الفراغ الميداني الذي تركته في باقي المدن ، تركوها وحيدة منسحبة بدلا من ان يدعموها.. ينظرون اليها ويطمعون بما تركت من أسلحة ومعدات وأراضي هي اراضي مشتركة يتعايش فيها الجميع ، وبعد كل ذلك يفعلون ما يفعلون في كركوك اليوم من تهجير للعرب دون ذنب او جريرة.
والحقيقة اذا ترك الأكراد متطرفيهم يفعلوا ما يحلو لهم في المناطق المتنازع عليها او استمروا في توسيع اراضي الاقليم على حساب الاراضي المجاورة الرخوة ، فإنها القشة التي ستقصم ظهر التعايش الذي استمر لآلاف السنين بين الاكراد والعرب والذي عملت حكومات متعددة على نسفه بالتهجير وتوطين الغير لكنه بقى صامدا امام كل التحديات.. نحن ندق ناقوس الخطر ونقول التعايش في خطر وان لم تحافظوا عليه فلا نفرح بالنصر على داعش ، فالحرب القومية؛ لا قدر الله؛ قادمة لا محالة.