ثقافة الكراهية واشاعة الحروب


الكراهية هي الذخيرة والعتاد والوقود التي يقتل بها البشر، وكان الإسلام السياسي على طول التاريخ عاملا للكراهية، وتحولت تلك الكراهية إلى دين، يثقف أصحابه الى إنهم مؤمنون وغيرهم كفار أنجاس، وبات لديه شيوخ ومفتين ومنابر وخطباء.
إن ثقافة الكراهية كرسها في امتنا الإسلامية والعربية، أساطين من مختلف المذاهب ، فيجب قتل الزنديق والمرتد ، إلى ان وصلت إلى قتل الرافضي والصوفي ، وإذا سألنا الكلب لماذا تكره القط سوف يكون جوابه لا اعلم، وعندما تسال السلفي لماذا تكره الشيعي فانه لايعلم ، ولكن شيخه المتشدد حشا رأسه بأفكار الكراهية، فتفجير جسر أو قطع شارع يمشي عليه ألشيعه او الصوفية امر بالمعروف ونهي عن المنكر! ، نحن نتلمز على بعضنا البعض، ونسينا القران والسنة، وجادلهم بالموعظة الحسنة.
من أين أتت ثقافة الكراهية ، من الدولة والسلطة والحزب والدكان، فلكي يستمر ملكي أحطم كل من ينادي بالحق والعدالة والإنسانية والوصايا الحقيقية للأنبياء والأوصياء والكتب السماوية ، وأحرفها بواسطة وعاظ السلاطين لكي تتماشى مع ظروف الحكم، واستمر هذا النهج إلى يومنا هذا.
يتم قتل الإحساس بالأمن والأمان والضمير واحترام حقوق الإنسان، فيكره الرجل الملتحي الرجل غير الملتحي، ويكره الجار جاره مع إن النبي وصى بسابع جار كم يقال، ويحق سرقة محلات الموسيقى واللهو، ودار الحربي، إنها روح البداوة التي شكر النبي يوسف ربه من تخليص أهله منها:( الحمد لله الذي جاء بكم من البدو وأخرجني من السجن) فقارن الخروج من السجن بترك البداوة، ونسو وتناسوا اقوال الرسول: ( أحبكم إلى الله أحبكم إلى عياله، حب لغيرك كما تحب لنفسك).
اليوم يتم قتل بعضنا البعض بحروب عبثية، تدفع بعض الدول ثروات بلدانها من اجل شراء الأسلحة والمعدات والمتفجرات، لأجل قتل شعوب وطوائف بحجج واهية ، ومنها المذهبية والطائفية، ولكن الحقيقة هي لعبة خطرة تنفذها تلك الدول، فمثلا القاعدة وبعدها داعش من صنعها ومن مولها ولا زال يمولها؟ ، ومن الذي زودها بهذا الفكر الذي يشيع الكراهية والفرقة، بان يقتل ابن أمه في الرقة لأنها من مذهب آخر، وان تباد مدن بكاملها وتسبى نسائها لأنها غير مسلمة كما حدث للايزيدين في الموصل، وهناك تحقيق عن العجلات التي يستخدمها داعش ، وهي صناعة يابانية، من شركة تويوتا فعند سوالهم عن الأرقام التي وجدت في العجلات اتضح إنها تم بيعها لقطر والسعودية والجيش الأردني، فمن الذي أرسلها لداعش؟!، ولماذا يكثر اليوم صياح تلك الدول عندما تم التضييق على داعش، انه الفكر الذي يدين فيه قادة تلك الدول وأحزابهم والشرعية التي أبقتهم في الحكم، ويسير على نهجهم من يدعي الديمقراطية الجدد في تركيا والعراق مع الاسف، لقد تم تدمير جيوش ومدن وتحطيم تاريخ ومحو ثقافة التعايش وبناء بدلها ثقافة العنف والكراهية.
فمن المفترض على النخب المثقفة وأصحاب الحس الوطني ، التوقف عن دراسة الفقه القديم الذي يحرم النساء من قيادة السيارة بحجج غير مقبولة، والذي يخرج باب كامل في قتل الوزغ، والذي يحب امه ويكره باقي النساء، والابتعاد عن المناهج المتشددة، التي فرقت الشعوب ومزقتها ، فنحن نتقرب إلى الأشخاص حد التقديس ولا نتقرب الى الله وكتبه وانبيائه، وينسى هن لباس لكم وانتم لباس لهن فالله يقدمهن على الرجال، حولوا دين ثقافة الحب الى دين ثقافة الكره، ومن المشرعين الوطنين تشريع قوانين تعاقب الذي يشيع ثقافة الكراهية، والدراسة والقراءة بتمعن ووعي للأفكار الدخيلة ، وكما يقول الامام علي(ع): (لا خير في القراءة إلا بتدبير، ولا عبادة إلا بتفكير، ولا حلم إلا بعلم).