رواتبنا و رواتب النواب أم شاي الوزير؟ ثاني أكبر ميزانية في العالم العربي لا تكفي العبادي! |
أحتج العبادي بضرورة إقالة نواب رئيس الجهمورية لأن الدولة العراقية لا تستطيع أن تتحمل عبء رواتبهم و أن المواطن هو أولى بالصرف عليه وبالتالي لابد من إقالتهم! لكن حجة العبادي مردودة عليه: فالعبادي و حكومته هم أول من بعثر أموال العراقيين و بددها! ذلك أن أحد وزراء العبادي صرف في شهر واحد مبلغ مئة مليون دينار على الشاي و القهوة ! بمعنى أن أحد وزراء العبادي صرف في شهر واحد مبلغا يعادل عشرة ملايين دولار في شهر كي يشرب شاي و قهوة ! وزير العبادي صرف ميزانية وزارة كاملة لمدة سنة بما فيها رواتب الموظفين دون أن يعتبر العبادي هذا الصرف عبء على ميزانية الدولة و أن المواطن أولى به!! هل من المعقول فعلاً أن هذا المبلغ الضخم صُرف على الشاي و القهوة أم أن الوزير الاصلاحي التقشفي استولى على المبلغ و قيده شاي و قهوة ؟ يبدو الاحتمال الثاني أرجح!
أيهما أولى صرف الملايين على الشاي و القهوة أم دفع رواتب النواب و الموظفين؟ فمبلغ عشرة ملايين دولار الذي صُرف في شهر يكفي رواتب النواب و الموظفين لأكثر من سنة!!! لكن العبادي لم يقيل وزيره أو يحاسبه أو حتى يحتج عليه بأن " الدولة العراقية لا تستطيع تحمل عبء الشاي و القهوة و بهذه " الكثافة"! بل كانت هذه المصاريف مقبولة من العبادي تماماً!
لابد أن الوزير الاصلاحي التقشفي يشرب شاي من الذهب و قهوة من الألماس حتى يكلف الدولة عشرة ملايين دولار في الشهر. أما كلفة شاي الوزير في السنة فقد بلغت 120 مليون دولار!! دون أن يحتج العبادي بالأزمة الاقتصادية و انخفاض اسعار النفط و الحرب على الارهاب و غيرها من الحجج السخيفة التي يحتج بها العبادي كلما أراد التخلص من منافس! كانت هذه مصاريف شاي وقهوة وزير واحد في حكومة العبادي لعام 2015 و لكن للأسف لم نعرف مصاريف كل الوزراء على الشاي و القهوة كما لم نعرف مصاريف العبادي نفسه على هذا الموضوع الحيوي!!! أنظر الرابط
http://aliraqnews.com/%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%AC%D9%86%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A9-100-%D9%85%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%86-%D8%AF%D9%8A%D9%86%D8%A7%D8%B1%D8%B4%D9%87%D8%B1%D9%8A%D8%A7-%D8%B5%D8%B1%D9%81/
لقد بلغت ميزانية عام 2015 و التي يدعي العبادي أنها لا تكفي لدفع رواتب نواب رئيس الجمهورية كما لا تكفي لدفع رواتب الموظفين 105 مليار دولار. ميزانية الاردن لعام 2015 بلغت 11 مليار دولار مكّنت الاردن من دفع رواتب و تقاعد الاردن بالاضافة إلى نفقات الديوان الملكي بما في ذلك الأمراء و الأميرات و العائلة المالكة! ميزانية سوريا لعام 2015 بلغت 7.5 مليار تمكنت سوريا من دفع الرواتب و التقاعد لكل السوريين بالاضافة الى نفقات الرئيس و رئيس الوزراء و النواب و الوزراء و غيرهم. ميزانية الامارات بلغت 13 مليار دولار دفعت الأمارات رواتب كل موظفيها و تقاعدهم!
لعل العبادي لا يعلم أن ميزانية العراق لعام 2015 و التي بعثرها على الشاي و القهوة هي ثاني أكبر ميزانية في العالم العربي بعد ميزانية السعودية! و مع ذلك ثاني أكبرميزانية في العالم العربي لا تكفي العبادي لدفع الرواتب و التقاعد!! فلم يبقى موظف في الدولة العراقية إلا و تم طرده أو إلغاء منصبه لأن ثاني أكبرميزانية في العالم العربي لا تتحمل أن تدفع راتب موظف أو تقاعد عراقي! فالعبادي طرد484 ضابط من ضباط الداخلية لأن سياراتهم تكلف الدولة 18 مليون دينار شهريا!!! على الأقل بانزين الضباط يكلف أقل بكثر من شاي وقهوة وزير العبادي!! على الأقل كان مالنا يُصرف على حمايتنا. فالضباط يصرفون البانزين لحماية المواطنين. لكننا لم نذق شاي الوزير الذهبي. مع ذلك لنحسب المبلغ جيداً إن حاصل قسمة 18 مليون دينار على 484 سيارة يكون 37190 دينار في الشهر! يبدو صرف مبلغ سبعة ثلاثين ألف دينار في الشهر للسيارة الواحدة معقول للغاية! ومع ذلك فقد طرد العبادي الضباط دون وجه حق محتجاً بنفقاتهم لكنه أبقى على وزيره الذي لا يشرب إلا الشاي الذهبي! الوزير يصرف في شهر واحد ميزانية وزارة كاملة نفقات تشغيل و رواتب الموظفين على شاي و قهوة لكن ضباط الشرطة تُطرد بسبب البانزين!!! علماً إن وسائل الاعلام طبلت و زمرت لطرد الضباط دون أنى اعتبار لخدماتهم و ما قدموه لحماية العراقيين!
العبادي لحد هذه اللحظة لم يخبرنا على ماذا صُرفت ثاني أكبر ميزانية في العالم العربي وعلى ماذا بدد المليارات؟ في حكومة الاصلاح و التقشف قام أحد الوزراء بصرف مبلغ 13 مليون دولار على أقامة دعوات الغداء و العشاء في أفخم مطاعم بغداد. إي أن الوزير صرف في اسبوع واحد كلفة بانزين سيارات الضباط في شهر!!
يبدولي العبادي متناقض مع نفسه من جهة يتباكى أن نواب الرئيس يكلفون الدولة رواتب ، و لكن العبادي يترك وزراءه ليكلفوا الدولة الملايين ثمن الشاي القهوة! كان يمكن أنشاء وزارة كاملة و تشغيلها لمدة سنة و تعيين ألاف الموظفين بكلفة شاي الوزير و قهوته!!
و لم يكتفي وزراءء العبادي بالصرف على الشاي و القهوة فقد بلغت كلفة شراء سيارات لأحد الوزراء 424 مليون دينار، فالوزير اشترى معرض للسيارات، دون أن يعترض العبادي و يحتج بالازمة المالية ، والترشيق و الدمج و غيرها من الحجج البائسة. كما لم يحتج العبادي أن سيارات وزيره عبء على المواطن مثل رواتب النواب. لقد صرف وزير العبادي بلمح البصر ما يقارب 42 مليون دولار على سيارات و الناس خسرت رواتبها و تقاعدها: قوتها و قوت اولادها!! بل أن مبلغ 42 مليون يكفي لتمويل 40 وزارة لمدة سنة و تعيين الاف الموظفين على فرض أن ميزانية كل وزارة هي عشر ملايين!!!
لقد قام العبادي و من لحظة مجيئه بطرد الاف الضباط و المدراء العاميين و وكلاء الوزراء و الوزراء و نواب الرئيس بحجة توفير الأموال دون أن يعلمنا نحن اصحاب المال على ماذا صُرف الاموال التي يدعي أنه وفرها على الشاي و القهوة؟ و من استفاد منها؟ العبادي و وزراءه! فنحن كمواطنين خسرنا رواتبنا و تقاعدنا و لم نستفد شيئا!
حيث يبدو أن الميزانية الفلكية لا تكفي العبادي لدفع الرواتب! فكم يحتاج من اموال العبادي حتى يدفع الرواتب؟ حيث يبدو أن مليارات الدولارات لا تكفي! من ناحية أخرى أين ذهبت ثاني ميزانية في العالم العربي و على ماذا صُرفت؟ لحد هذه اللحظة يرفض العبادي الاجابة على هذا السؤال. هل يمكن لنواب الرئيس مطالبة العبادي بتقديم التقرير الختامي لصرفة ميزانية 2015؟ هل يمكن للنواب ان يطالبوا بمعرفة على ماذا صرفت رواتبهم عندما لم يستلموها لمدة عام؟ هل يمكن للنواب ان يسألوا العبادي لماذا يقبل أن يصرف أحد وزراءه ميزانية وزارة كاملة لمدة سنة على الشاي و القهوة؟ هل يمكن للنواب أن يسألوا العبادي بأي حق يحرمنا من تقاعدنا و رواتبنا ليصرفها وزراءه على الشاي و القهوة و السيارات؟ إذا لم تكن هذه التصرفات هدراً لأموال الدولة فكيف يكون الهدر إذناً؟سؤال يرفض العبادي الأجابة عليه.
|