انتهاء المرحلة الأولى

 

انتهت المرحلة الأولى من معركة تحرير الموصل وبالمصطلحات العسكرية الصفحة الأولى للمعركة الفاصلة التي ستنهي وجود داعش على أرض وطننا الحبيب وتحرير آخر وأهم محافظة من محافظاتنا العزيزة من براثن هذا التنظيم المتطرف حيث اقتحمت قواتنا المسلحة وبتنسيق وتعاون كبيرين مع قوات البيشمركة يحدث لأول مرة بين الجيش العراقي والبيشمركة بعد توتر وتأزم طويل في العلاقة السياسية بين الإقليم والحكومات السابقة وبين القوات المسلحة والبيشمركة ,انطلقت قواتنا من عدة محاور فاجئت العدو وأربكته وشتت جهده  فمن محور الخازر انطلقت البيشمركة والفرقة المدرعة التاسعة وفي ساعات قليليه اقتحمت هذه القوات دفاعات داعش وتقدمت الى  أعماق كبيرة في يوم واحد في الحسابات العسكرية  حتى أصبحت على مشارف قضاء الحمدانية وبرطلة وتمكنت لاحقاً من تحرير هاتين المدينتين المهمتين وانطلقت قوات البيشمركة محررة العديد من القرى حتى وصلت قضاء بعشيقة وطوقته  كما انطلقت قواتنا من المحور الجنوبي القيارة شمالا باتجاه الأهداف المحددة لها في هذه المرحلة  ومعها انطلقت قوات أخرى من المحور الغربي ووصلت الى أهدفها بوقت قياس وتمكنت هذه القوات من تحرير العديد من القرى وانتزاعها من سيطرة داعش  وقامت قوتنا الجوية وطيران الجيش والقوة الجوية للتحالف الدولي بإسناد هجوم قواتنا البطلة ودك مواضع داعش ومقراته وأنفاقه وطرق إمداده قبل وخلال عملية الهجوم كما تم إسناد عملية الهجوم بالمدفعية والصواريخ .

 

إن زخم الهجوم القوي وتوقيته وتعدد محاور القطعات الهاجمة حقق المفاجئة وأربك داعش كثيراً وشتت جهده وقواته صحيح إن خطوط الدفاع التي اقتحمتها قواتنا لم تكن خطوط دفاعاته الرئيسية بل كانت أشبه بالحجابات وقوات تعويق معززة بعجلات مفخخة وانتحاريين ومثل هذه القوات لم تصمد بوجه قواتنا البطلة فتم القضاء على أغلبها وانهزم الباقين الى العمق وبهذا تكون المرحلة الأولى التي تم وضع خطتها قد أنجزت بالكامل وستباشر قواتنا المسلحة باستئناف هجومها ومن المحاور نفسها  بعد أنة اقتربت من تحقيق التماس مع دفاعات داعش الرئيسية في الموصل  لتبدأ الصفحة الثانية والمهمة في هذه المعركة الفاصلة بعد أن توقفت قصير لإعادة التنظيم وتقييم ما تم تحقيقه.

 

ومن المتوقع ألا تشهد معركة الموصل مفاجئات كبيرة من قبل داعش لأسباب عديدة أهمها كبر مساحة مدينة الموصل ومحدودية قوات داعش وموارده الأخرى وحددت بعض مصادر الاستخبارات إن قوات داعش في الموصل تتراوح بين (أربعة آلاف الى ثمانية آلاف عنصر ) وهذا العدد لا يكفي للدفاع عن مدينة كبيرة ممثل الموصل وعلى محاورها العديدة وبنفس القوة لذا فهو سيلجأ  داعش الى الدفاع بقوة عن المناطق الحيوية والمهمة و الدفاع بقوات قليلة في مناطق أخرى أقل أهمية يعززها بانتحاريين وعجلات مفخخة ويزرع العبوات الناسفة على الطرق الرئيسية والثانوية وهذا مما يسهل عملية هجوم قواتنا لان أي منطقة تتمكن فيها قواتنا من اختراق دفاعات العدو ستستثمرها وتندفع بقوة في العمق وتتمكن من عزل قوات داعش المدافعة في المناطق الحيوية وتربكها آخذين بنظر الاعتبار إن القوات الهاجمة تدربت كثيراً على حرب المدن ولديها الخبرة في هذا النوع من القتال ومن التعامل مع إجراءات داعش في تفخيخ الطرق والمنازل والمباني الحكومية .

 

إن حجم القوات الهاجمة وكفاءة مقاتليها وقوة أسلحتها التي سيستخدم بعضها لأول مرة في هذه المعركة وتعدد محاور الهجوم وحجم الإسناد الناري لهذه القوات يضاف إليها حجم الإسناد الجوي للقوة الجوية العراقية وطيران الجيش وطيران التحالف الدولي  وتيسر الإسناد الإداري الجيد يضاف الى ذلك انتفاضة أهلنا في الموصل وقيامهم بمهاجمة مقرات داعش ومواضعه داخل المدينة بعمليات بطولية سيربك داعش كثيراً و سيعجل في انهيار قواته بسبب الخسائر الكبيرة التي سيتكبدها  وسيلجأ العديد من عناصره القيادية وغيرها الى الهرب  خارج الحدود وستتحرر الموصل الحدباء بقوة وشجاعة أبناء قواتنا المسلحة وقوات البيشمركة وأبناء العشائر العربية من أبناء الموصل و سيندحر هذا التنظيم الإرهابي التكفيري الذي عاث قتلاً وخراباً وتدميراً  في هذه المدينة العريقة و بلا رجعة وسيعود نازحي الحدباء الى منازلهم ومدينتهم بعد أكثر من عامين من التشرد والغربة بهمة أبناء العرق الغيارى وبعون من الله تعالى .