لمصلحة من هذه الحروب العنصرية ؟-

 

تاريخ العرب القديم والحديث هو تاريخ نهضوي  قائم على الوعي القومي العربي من اجل بناء الدوله العربية قديماً وحديثاً، فالامة العربية تمتلك  مدنيتين من اضخم المدنيات التي ظهرت في التاريخ القديم، المدنيه المصرية ومدنية بلاد مابين النهرين. فلمصلحة من تشتعل نيران الحروب العنصرية لابادة العرب والمسلمين؟ وتدمر اوطانهم وتسقط انظمة عديدة من الدول العربية، وكل عربي يشعر ويفتخر عندما يشاهد اثار بابل ويقرأ شريعة حمورابي ويزور الاهرامات في مصر ويتنفس هواء قرطاجة في تونس واثار تدمر في سوريا ويسمع المقامات البغدادية في بغداد. ولاهمية الموضوع في ظل الاحتلال الانكلوامريكي وكواجب وطني وقومي وجدت نفسي ملزماً للبحث لغرض ايجاد الرد على هذه التساؤولات، لقد تمثل النظال العربي في مقاومة الركائز الجرثوميه المتمثلة بالامتدادات الاستعمارية والعشائرية والقبلية والطائفية من جهة والاستناد الى قاعدة جماهيرية واسعة تنقل عملية الشعور القومي الى وجود نضالي وحدوي فردي وجماعي في سبيل تحقيق الوحدة العربية من جهة اخرى ومقاومة الاحتلال الصهيوني العنصري في فلسطين، فجاءت الثورات والانتفاضات في جميع ارجاء الوطن العربي ضد الاستعمار والصهيونية والاحتلال الاجنبي وتطور الشعور القومي الى عملية نهوض قومية بشكل عام، فالوحدة العربية هي رسالة العرب منذ دعوة الرسول العربي محمد (صلى الله عليه واله وسلم) مع ان هذه الرسالة تمثل دور العرب النضالي الهادف لتبديل جذري شامل للواقع المتخلف والاسهام الفعال في تطوير الحضارة الانسانية وهي رساله تتسم بكونها عربية تكسب الامه العربية هويتها وملامحها وخصوصيتها وتجعلها مختلفة عن غيرها بصفات معينة، وهذه الهوية لاتعني التنكر للامم الاخرى ورسالاتها في تحقيق وحدتها القومية، لان الوحدة العربية تعمل على محاربة كل التعصب القومي والعرقي والديني والاقليمي، وتحمل روح الانفتاح على الحركات التحررية العالمية، فهي الجواب الوحيد الذي يمتلكه العرب ضد التحدي المصيري لمستقبل الامة، فهي نظرة عميقة تقوي الثقه بالفكر والمبادئ والنفس، وتعمل على ايجاد قيادات وطنية بمستوى معقول من النضج العقلي والنفسي والاخلاقي والوطني والشعور بالمسؤولية التاريخية.

لقد ارتقى الوعي القومي العربي من حالة اليقظة الى حالة النهوض القومي الشامل الذي تخشاه الصهيونية والقوى الاستعمارية والامبريالية وشكل هاجس قلق وخوف لديها. ولقد استنبطت جوابي هذا من وثيقة (برنامج المحافظون الجدد) في الولايات المتحدة الامريكية، ففي عام 2000 جاء المحافظون الجدد ومعهم برنامج يقول (ان العالم العربي والاسلامي في قلبه يعيش اليقظة الثالثة وانه يجب اجتثاثه واجهاضها قبل ان نتمكن من تحرير جغرافية ستراتيجية في العالم، جغرافية النفط والطاقة) جغرافية يقع في قلبها الكيان الاسرائيلي الذي يشكل قدس اقداس الغرب وهذه الجغرافية قد تصل عمقها الشرقي الى الصين وعمقها الشمالي في روسيا بافريقيا وباقي العالم. ومن يقرأ زعامة القرن الواحد والعشرين الذي اعدها رتشاد بيل واقرها المحافظون الجدد، ووقع عليها كل قادتهم والتي تقول بأنها لايمكن استعادة زمام المبادرة بعد نهاية الحرب الباردة وتأمين زعامة مديدة لامريكا على العالم للقرن الحاديوالعشرين الا بعملية عسكرية امبراطورية تتم من خلالها السيطرة على العراق وافغانستان بهدف وضع مرتكزين قبالة ايران والصين ثم الانقضاض على سوريا وايران بتخفيض سقف التوقعات والوصول الى صفقة سياسية تكون اليد الاسرائيلية فيها هي الاعلى في منطقة الشط الاوسط وتنشأ منها كيانات تابعة، اذن تأتي هذه الحروب لمصلحة اسرائيل اولاً فهل يعي ذلك الحكام الجدد من (السياسيين) ام انهم جزء من هذا المخطط فهم اشد عداوة للعروبة لقد وضعوها ووضعو الفكر العربي في خانة الاجتثاث وكذلك اعتبروا اي حديث عن فلسطين هو (وجع راس) وكذلك فعل حكام الخليج حيث وضفوا الاموال لخدمة هذا المخطط وبعضهم شارك في تنفيذه بشكل مباشر. فلماذا ننكر على الامة حقها في تحقيق الوحدة وتقدمها في التغلب على واقعها المتخلف والتصدي لكل اشكال الظلم والاستغلال واقامة الدولة العربية الديمقراطية الموحدة.

ان الوحدة العربية هي رسالة لاسياسة وايمان لانظريات وعقيدة لا اقوال، فعلى القوى المتصارعة في الاقطار العربية ان توحد نضالها وتوجه فوهات البنادق والمدافع الى الساحة الفلسطينية لتقتلع الكيان الصهيوني ودويلته العنصرية اسرائيل وان تمضي في هذا المسار الثوري وتحقق وحدة النضال في ممارسة نضال الوحدة.