ابن بياع الحليب الذي أصبح رئيساَ |
ميشال عون رئيساً للجمهورية اللبنانية بعد فراغ في المنصب لأكثر من سنتين. حليف حزب الله منذ سنة 2006 الماروني والسياسي الأكبر سناً الذي يتولى هذا المنصب بعد أتفاق مفاجئ مع سعد الحريري.
السعودية لم تتمكن من إخفاء غضبها مما جرى فنشرت قبل التصويت خبراً يتضح فيه مدى ضجرها تحت عنوان "حليف "حزب الله" وابن بياع للحليب قد يصبح رئيسا للبنان"، وبعد التصويت نشرت خبراً لا يخلو من ضجر وسخرية "من هي "المثيرة" التي نالت صوتا وقت انتخاب ميشال عون؟".
ولست أجاري الإعلام السعودي في وصف ميشال عون بابن بياع الحليب وإنما اخترت العنوان للفت الانتباه ولأني اريد التركيز على تعاطي السعودية مع هذا الحدث.
فهل انتخاب ميشال عون بداية ابتعاد لبنان عن السعودية؟
يصعب الجزم بذلك حالياً ولكن هناك مؤشرات كثيرة على ذلك، فعون حليف حزب الله منذ سنة 2006 كما قلنا، وجاء تأييد سعد الحريري له والذي فاجئ الكثيرين بعد-كما يبدو- التسريبات التي تحدثت عن دور سعودي بارز في مقتل رفيق الحريري!
حصل ميشال عون والذي سبق وشغل منصب قائد الجيش اللبناني خلال الفترة بين 23 يونيو/حزيران 1984 إلى 27 نوفمبر/تشرين الثاني 1989، ومنصب رئيس الحكومة العسكرية التي تشكلت في عام 1988، على 83 صوتاً من أصوات النواب الـ127، الذين حضروا الجلسة.
التغطية الإعلامية السعودية للحدث تبدي بوضوح غضب السعودية وعدم رضاها بما جرى، ومع وضوح العناوين السابقة التي أخذناها من موقع قناة العربية.نت نذكر عناوين أخبار أخرى مع بعض مضامين الأخبار من نفس الموقع:
ففي خبر للعربية حول الموضوع تحت عنوان "بعد انتظار ربع قرن.. عون إلى كرسي الرئاسة اللبنانية" تصف العربية ميشال عون بأنه :" يعرف عنه أنه عصبي المزاج وحاد الطباع، لاسيما مع الصحافيين، فقد انفجر في العديد من المرات غاضباً بوجه أسئلة وجهت إليه من قبل الصحافة".
وتعود وتقول : "كما أنه منذ عودته إلى لبنان من فرنسا عام 2005، وانخراطه في السياسة اللبنانية وجهت إليه الكثير من الانتقادات على خلفية توريث وتنصيب "صهره" وزير الخارجية الحالي جبران باسيل حقائب وزارية، ورئاسة التيار الوطني الحر فيما بعد".
أما في خبرها تحت عنوان "ميشال عون رئيساً للبنان في جلسة لم تخل من المفاجآت"، فركز في اغلب الخبر على مزاح النواب واعتبرتها مفاجآت في حين إن العنوان يشير لغير ذلك.
ولا تخلو أخبارها الأخرى من إشارات من هذا النوع، وكذلك برامجها كمثال برنامج (DNA) الذي يقدمه نديم قطيش قدم حلقة عن الموضوع تحت عنوان "صنع في لبنان...صنع في سوريا".
بل إنها حتى في المقالات المنشورة في الموقع توجهت ضمن هذا الاتجاه أي الساخط والمركز على السلبيات، فكمثال كتب عبد الرحمن الراشد مقالاً تحت عنوان "عون جسر لمن؟"، وكتب حسان حيدر مقالاً تحت عنوان "رئاسة عون برعاية الأسد ونصر الله"، و كتب غسان الإمام مقالاً تحت عنوان "عون المرشح المسافر في سلة الحريري"
الخلاصة إن السعودية غاضبة مما جرى وقد جرت الرياح كما يبدو في ترشيح ميشال عون وفوزه بما لا تشتهي سفنها، فيما يبدو مؤشراً لابتعاد لبنان عن التأثير السعودي ولو قليلاً وهو وفقاً لرؤية عدد من المحللين بداية الطريق نحو وضع أفضل.
|