الإرهابيون يعترفون بفشل "ملحمة حلب الكبرى" ويوجهون اتهام للمحيسني |
نقلت وسائل الإعلام الموالية للمعارضة السورية من المصادر الميدانية أن عملية "ملحمة حلب الكبرى" اخفقت في تحقيق أهدافها العسكرية برفع الحصار عن المناطق المحاصرة في شرق حلب. وأشارت هذه وسائل الإعلام إلى هدوء نسبي في غرب وجنوب غرب حلب منذ ظهر يوم الاثنين. وقالت: "لم يسجل على هجومات على مواقع الجيش السوري منذ عصر من هذا اليوم". فيما اشتكى المسلحون على مواقع التواصل الاجتماعي خلال 24 ساعة الماضية من قاضي جيش الفتح المتصل بالقاعدة عبد الله المحيسني وحملوه مسؤولية "نتيجة فاضحة" لـ "ملحمة حلب الكبرى". انتقد الإرهابيون المحيسني بشدة لأن استراتيجيته برفع الحصار من شرق حلب "مخطئة تماما" وقالوا إن خطوطه الساذجة أدت إلى استشهاد مئات من المقاتلين". وكتب المسلحون على صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي: "من البديهي أن المحيسني أرسل المهاجرين من فصائل المعارضة إلى معركة حلب من أجل تخلص منهم". حسب التقارير الأخيرة القى عشرات من المسلحين الأجانب مصيرهم في اشتباكات مع الجيش السوري خلال ثلاثة أيام الأخيرة. وبلغ عدد الإرهابيين الذين اقتحم مناطق حلب الغربية والجنوبية الغربية يوم الجمعة بهدف إنقاذ المسلحين المحاصرين في أحياء حلب الشرقية 16 ألف شخص. اشترك في المرحلة الأولى للهجوم واسع النطاق الذي يسمي بـ "ملحمة حلب الكبرى" نحو 5000 مسلح. أفادت الصحف العربية يوم الأحد أن مقتل 500 مسلح لـ "جيش الفتح" على الأقل وإصابة أكثر من ألف مسلح في المرحلة الأولى فقط. أفادت قناة الميادين يوم الأحد أنه كان من بين المسلحين القتلى في حلب عدد من قادة "جيش الفتح" و"حركة نور الدين الزنكي" و"جبهة فتح الشام" ("جبهة النصرة" سابقا). وجاء في التقرير: "اشترك 5000 مسلح على الأقل من بينهم عشرات الانغماسين في اليوم الأول من الهجومات الإرهابية على المواقع الحكومية في غرب حلب يوم الجمعة". وأضاف تقرير الميادين أن الإرهابيين قصفوا الأحياء السكنية في مناطق حلب الغربية بمئات من صواريخ "غراد". من جانبها أعلنت المصادر الإعلانية أن "جيش الفتح" نفذ هجوماً كيماوياً في الأحياء السكنية تحت سيطرة القوات الحكومية في حلب ما أسفر عن الخسائر في صفوف المدنيين. "قصفت "جيش الفتح" مواقع القوات الحكومية والأحياء السكنية في أكاديمية الأسد ومشروع 3000 جنوب غرب حلب بقذائف كيماوية ثلاث مرات خلال الساعات الأخيرة ما أسفر عن مقتل الشخص المدني على الأقل وإصابة 36 شخص" حسب ما قاله الأطباء. وشدد أنه وفقا لدلائل الميدانية وأعراض المصابين تم هجوم من قبل "جيش الفتح" باستخدام كلور. ولكن بعد 4 أيام من الاشتباكات العنيفة فرضت وحدات الجيش السوري والميليشيات الشعبية ضغطاً غير مسبوق على إرهابيي جيش الفتح وطردهم من أحياء حلب الغربية والجنوبية الغربية. تشير التقارير الميدانية من غرب وجنوب غرب حلب إلى أن الإرهابيين تراجعوا من المناطق القليلة التي سيطروا عليها أثناء ثلاثة أيام الأخيرة عقب خسائر تقدر بمئات الناجمة من هجوم حاسم بهدف إنقاذ المسلحين في مناطق حلب الغربية. فيما استهدفت وحدات الجيش السوري عدة السيارات المفخخة التابعة لـ "جيش الفتح" وأجبرت المسلحين على التراجع من مواقعهم في أكاديمية الأسد ومشروعي 3000 و1070. وسُجلت اشتباكات فردية في الأحياء ضاحية الأسد وجمعية الزهراء ومنطقة منيان. وقتلت القوات الحكومية عشرات من مسلحين "جيش الفتح" و"جبهة فتح الشام" ("جبهة النصرة" سابقا) وطردت الإرهابيين من المنيان وضاحية الأسد بالكامل في ظهر يوم الاثنين. من جانبها نفذ الطيران السوري عدة الغارات الجوية على مناطق تركز الإرهابيين في الراشدين 1، 4، 5 ومدينة خان العسل وقرية أورم الصغرى في ريف حلب الجنوبي والغربي ما أسفر عن تدمير مقرات الإرهابيين وبنية تحتية. وصدت وحدات الجيش السوري والميليشيات الشعبية عشرات الهجومات لأكثر من 16 ألف مسلح على مواقعها في غرب وجنوب غرب حلب خلال الأيام الأخيرة. وقال ضابط في الجيش السوري أن القوات الحكومية صدت جميع هجومات لـ "جيش الفتح" من ثلاثة اتجاهات: الراموسة وأكاديمية الأسد ومبنى كلية المدفعية. وأضاف: "قام 16 ألف مسلح من "جيش الفتح" بانطلاق عملية ذات أربع مراحل التي تسمي بـ "ملحمة حلب الكبرى" بهدف احتلال أكاديمية الأسد جنوب غرب حلب أثناء مرحلتين الأولى والثانية وشن الهجومات الإضافية على طريق حلب في المرحلة الثالثة ورفع الحصار عن حلب في المرحلة الأخيرة". "ولكن أخفق في تحقيق جميع أهدافهم خلال ثلاثة أيام الأولى"، أشار الضابط. وصل قائد "قوات النمر" في الجيش السوري المقدم سهيل الحسن وعدد كبير من رجاله إلى حلب مساء يوم الأحد لدعم وحدات الجيش والميليشيات الشعبية في مكافحة إرهابيي "جيش الفتح". حسب المصادر العسكرية وصل رتل من الآليات العسكرية العديدة التي حملت مئات جنود "قوات النمر" وكذلك راجمات الصواريخ إلى حلب يوم الأحد بالإضافة إلى عدد من دبابات روسية متطورة. وشرحت المصادر أن "قوات النمر" و"صقور الصحراء" بدعم مروحيات الجيش السوري سينتقل إلى هجوم مشترك في حلب في الأيام القريبة. وسربت المصادر أن وحدات الجيش السوري أرسلت عدد كبير من الصواريخ إلى مدينة حلب بهدف تدمير السيارات المفخخة لـ "جيش الفتح". "عقب هجومات مكثفة من قبل إرهابيي "جيش الفتح" على أحياء حلب التي تقع تحت سيطرة الحكومة أرسلت دمشق عدد كبير من الأفراد والمعدات من بينها أطقم الصواريخ ذات خبرة كبيرة إلى شمال المدينة"، قالت المصادر العسكرية. "سيتم إرسال هذه القوات إلى أحياء جمعية الزهراء وضاحية الأسد وطريق المنيان لتشديد مواقع الجيش الدفاعية"، أضافت المصادر. أعلنت المصادر العسكرية يوم الأحد أن الجيش السوري سيرسل الوحدات الإضافية إلى محافظة حلب لتحصين المواقع الدفاعية وازدياد قدرة القوات على القتال في مكافحة إرهابيي "جيش الفتح". وقالت المصادر: "أعلن "جيش الفتح" انضمام عدد من المسلحين إلى المرحلة الثالثة من "ملحمة حلب الكبرى" لإنقاذ الإرهابيين المحاصرين في شرق حلب" مضيفة أن الجيش السوري أعبرت عن جاهزيته لإرسال المؤازرات من المحافظات الأخرى إلى حلب. |