سلطة بيضاء في وجه اسود

هذا العنوان وصف أطلق على  الادارة الامريكية في زمن الرئيس بارك اوباما الذي تنتهي ولايته خلال ايام ، من قبل أمريكيين منهم من  يحمل لون ( بشرته السوداء )  نفسها ، لان رئاسته  في نظرهم ( لا تختلف عن أي رئيس أبيض سبقه ) .. وتلك هي  حقيقة السياسة الامريكية ... وهي اشارة أيضا لمن يتوقع ان تتغير تلك السياسة ، اذا ما دخلت هيلاري  كلينتون  الى البيت الابيض رئيسة هذه المرة ، وليست ( السيدة ألاولى ) كما كانت في رئاسة زوجها بيل كلنتون ...فبعد ان أذاقت الولايات المتحدة الامريكية العالم مر العذاب ، استبشر ( المعذبون في الارض ) بنارعنجهيتها خيرا أن  تتغير نحو الافضل ، لأنها اختارت ( بارادتها   الديمقراطية ) رئيسها  (الاسود اوباما ) ذا الاصول الافريقية ، المنحدر من كينيا ، وتوقعوا أنه سيحقق ( طفرة ) غير اعتيادية في السياسية الامريكية ،  تناسب ذلك التغيير ، وينصف  ضحاياها ،  ويمد يده لمن يحتاجها ، وسيعم الارض السلام ، وسيكون ملاذا لكل مظلوم  ،  وسيساعد  افريقيا  قبل غيرها ، بعد أن قاسى ( ألأجداد ) فيها من التخلف والحرمان والاستبداد  الكثير ، وحان وقت انهاء المعاناة على يد رئيس أكبر دولة يحمل لونها ..  ولكن ...
هل يمكن  لأوباما ( الاسود )  أن يحقق لافريقيا ( السوداء )  شيئا مما تحلم به ، وهو لم ( ينصف ) السود في بلاده  ، وهم من وصفوه في  تظاهرة أمام البيت الابيض بأنه يمثل ( السلطة البيضاء في وجه أسود ) .. أو هو ( جمهوري  أبيض بوجه اسود  ) كما وصفه المفكر ( كورنيل ويست ) البروفسور في جامعة برنستون ، فيما يرى أريك دايسون بروفسور علم الاجتماع في جامعة جورج تاون بانه ( خان المجتمع الاسود ، وجاء عكس التوقعات  بان عهده سيشهد تحولا حقوقيا واجتماعيا يقلل من العنصرية ، ويرفع المستوى الاقتصادي ) ...  
واذا كان السود سعداء بانهاء ( احتكار الابيض ) للبيت الابيض  لكنه ( لم  يفعل شيئا من أجلهم ، يوازي وزن أصواتهم ، التي منحوها له ) ... ولذلك ..
تجد هناك من ذهب في توقعاته ، ومنهم من السود بان ( كلنتون  قد تفعل في حال فوزها ، ما لم يفعله أول ( رئيس أسود ) لامريكا ،  مثلما  فعل ابراهام لينكون ، الذي قام بتحرير العبيد ، وليندون جونسون الذي مرر قانون الحقوق المدنية ...) ...  ..وتقفز الى ذهن العربي - وهو  يتابع هذه السياسة ( لأوباما الاسود )   الذي لم يفعل شيئا  ( لبني لونه )  على حد من يرى ذلك -  قضيته التي كانت في يوم ما تسمى ( مركزية )  ويتساءل :  ماذا حقق  أوباما  للقضية الفلسطينية  ما لم يحققه اسلافه  ( البيض ) من الرؤساء ...؟ ...هل أعاد  لأهلها حقهم المغتصب ، واقام دولتهم التي لم يعد يذكرها أحد  الأن ..؟..  وهل نفذ وعده  في زيارته ( التاريخية ) للقاهرة وخطابه في جامعتها ... وهكذا جرت المقادير بخلاف التمنيات ...  
 واذا كان هناك من يقول ( ان اوباما قد أخرج قوات بلاده  المحتلة  من العراق ) ، فهناك من يقول ايضا انها  (( عادت بمسمى أخر ، وأنه شجع بسياسته في التعامل مع  الشعب العراقي على اساس المكونات الفتنة الطائفية ، والمشاريع التقسيمية ، بعد أن وضع الاحتلال اساس التشرذم والذاتية بالمحاصصة ، وهذا ما يرفضه العراقيون المتمسكون بوحدتهم ، وهو أيضا من جعل من داعش  ، وكأنها هي ( الدولة الاعظم ) في ( منظاره) ، ولا يناسبها ( في مخططه ) غير هذا العدد من التحالف  ( !!! ) لكي يجعل العراق  ساحة مفتوحة أمام الجميع بهذه الحجة وهي من صنعهم )) ..
وقس على ( انجازاته ) ما حققته امريكا  من ( انجازات  تدميرية ) في ( ولايته ) في  سوريا وليبيا واشعال الاضطرابات ، والمشاكل في المنطقة  ...
ولكن مقابل ذلك  هناك من يرى أن لأوباما ( حسنة ) من الواجب أن يسمعها وهو على ( قيد الولاية )  وهي انه أعاد روسيا  الى الصدارة  من بوابة سوريا.. ولعلها  تكون البداية لعودة الحرب الباردة ..وليس ذلك على روسيا بالأمر السهل ، ولكنه ليس بالمستحيل  ان صممت على ذلك في ظل قيادة شابة  طموح يمثلها الرئيس بوتين ...
اذا كانت تجربة الادارة في  امريكا برئاسة اوباما  ( الاسود ) لم تخرج بشيء جديد يختلف عن ( الرئيس الابيض )  .. فهل  يمكن ( لسيدة ) في حالة فوز كلنتون  ان تغير شيئا من السياسة الامبريالية الامريكية  وتكون لمساتها ( الانثوية ) واضحة فيها ...؟+ اشك   ..+ لان السياسية الامريكية واحدة ، وإن تغيرت الوجوه ..