أمن العراق، سببه افراده! |
"نعمتان مجهولتان، الصحة والامان" قاله الامام علي بن ابي طالب"ع"، ليصبح قانونا يسود العلاقات الانسانية، ولأن كل شيء تتوغل به حتى يصبح روتينا في حياتك، فلن تشعر به حتى تفقده، لترى ما اهميته ومدى انعكاسه على حياتك، وترى الحاجة الماسة إليه، كضرورة من ضروريات الافراد. الحروب المتوالية التي خاضها العراق؛ على مدي سنين حكم دكتاتوره صدام حسين، انهكت قواه الجسدية والنفسية، لتدخله في ازمات إيديولوجية مع واقعه ومجتمعه، وخوفه الدائم من السلطة، ومن الخارج القادم، ليكون له مستقبل مجهول. اثرت الحروب التي خاضها العراق على البنية التحتية للبلد، واكمل هذا الدمار حرب 2003، لتجهز على ما تبقى من دمار لتحوله الى رماد. الضياع الامني، والحرب الطائفية التي شتت البلد، وقسمت اجزاءه الى عمق طائفي يريد اقصاء الاخر، جعل الجميع يشارك بين مؤيد ومناهض، وبين مؤيد ومشارك من طرف آخر الا وهو الصامت عن الاحداث! ليبقى موقف المتفرج الذي يعبر عن كينونته الفكرية، بالمحدق بمجريات الامور. اخطر الحروب التي تخوضها البلدان هي الحروب الفكرية، فالفكر يؤدي الى اسقاط جيل ومجتمع كامل، او يؤدي به الى السير بطرق الكمال، وهذا ما تجرد على ارض الواقع، فالمواطن نفسه لا يريد الايمان بمبدأ السلم، والامان، المفقودان منذ سنين خلت، ليصبح البلد تنهشة الصراعات الطائفية والعرقية. انعكاس الفكر على سلوكيات الافراد، ادى الى ان تمارس العادات الفكرية للأفراد على ارض الواقع، لتنتقل الى المجموعة الواحدة بين الثلة نفسها، لتصبح الهمجية في التعامل، تطال الجميع، ليصل الى حد الرخص لنثر دماء الافراد، لتصبغ الارصفة!. كل يغني على ليلاه، فكل شخص يريد ان ارساء قوانينه ومبادئه التي يعتنقها، ويريد الترويج لها، لتكون المحصلة النهائية ضياع البلد، وانتشار الفكر المتطرف، ما ان تقع اولى بوادره حتى تجد صداها الواسع يأخذ مداه في ارجاء الافراد. هل سيبقى الايمان بالتطرف لدى بعض افراده، حتى يتأصل بهم، ليصل الى الاجيال الاحقة؟ ام ان منهجية الحياة ستفرظ على افراده إيجاد طرق جديدة للعيش السليم؟ |