هل نجحت التنظيمات الإرهابية في عزل الإسلام عن العالم !

بدأت كتابة هذا المقال بعد حضوري لمؤتمر لتعزيز الحوار بين الأديان وخرجت بعدها بنتيجة مؤلمة هو محاولة تعميق الخلاف بين الأديان والإسلام ..
حيث لم تكن محاور المؤتمر تنطبق على العنوان للأسف وحولها البعض الى ربط سياسة داعش بالإسلام ، فهل ياترى نسي هؤلاء أم تناسوا حقيقة ثابتة بشواهدها بأن اصل السلام هو الإسلام ! فهل نسوا ام تناسوا كيف تعامل المسلمون مع المسيحيون عند دخول المسلمون الى بيت المقدس وتوقيع المعاهدة الشهيرة المعروفة بإسم المعاهدة العمرية من قبل خليفة المسلمين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه وجاء فيها ..هذا ماأعطى عبدالله عمر أمير المؤمنين اهل بيت المقدس من الأمان اعطاهم أمانا لأنفسهم وأموالهم وكنائسهم وصلبانهم وسقيمها وبريئها وسائر ملتها ، أنه لاتسكن كنائسهم ولاتهدم ولاينتقص منها ولامن غيرها ولامن صليبهم ولامن شيء من أموالهم ولايكرهون على دينهم ولايضار احد منهم ..هذا مافعله عمر خليفة المسلمون عند دخوله بيت المقدس وتعامله مع المسيحيين ، فلماذا نسي كل من يربط سياسة داعش بالإسلام الوجه الحقيقي للإسلام متحججين ان داعش تعتمد في فتواها على ائمة مثل ابن تيمية ، ابن تيمية ولد بعد اكثر من 600 عام على هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وولد في ظروف عصيبة وشديدة في قمة الصراعات والغزوات للروم والتتار ومن الخطأ ربط فتاواه التي ولدت بظرف معين وزمن مختلف بسياسة وهوية الإسلام الحقيقية ..لماذا نسي هؤلاء او تناسوا خريطة العالم كيف كانت ملامحها في الوقت الذي ظهر فيه الإسلام !! وتحديدا في القرن السادس الميلادي حيث كانت تسيطر على العالم امبراطوريتان في قمة الوحشية وهما الفرس والروم وهي دول استعمارية شديدة الظلم مارست ابشع انواع التعذيب تجاه الإنسان والعبودية والتمييز العرقي والفقر الشديد مقابل الإنحلال الخلقي بين الرومان .
وكانت نصارى مصر والشام يعانون من اضطهاد ديني شديد لإختلاف مذهبهم عن عقيدة الرومان وكانت الناس تسجد لقيصر الروم ..بينما نستذكر موقف لخليفة المؤمنين عمر بن الخطاب في مصر تجاه الأقباط عندما امر الشاب القبطي المسيحي في مصر بضرب ابن عمرو بن العاص امام ابيه وقال له ..( إضرب إبن الأكرمين ،متى إستعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ) 
هذا هو مبدأ التعايش الحقيقي في الإسلام وهذا هو اصل السلام في الإسلام 
لماذا نسي او تناسى اولئك الذين يربطون سياسة (داعش) بالإسلام نهج الفرس وكيف أن يزدجر عندما فر أمام جيوش المسلمين أخذ معه الفا من العبيد والمغنين والخدم وافراد شعبه لايجدون مايستر عوراتهم .
واوروبا التي كان شعبها في القرن السادس من اقذر الشعوب حيث كانت اجسامهم قذرة يعانون الفقر والتشرد وكان مثقفوهم يناقشون مسألة هي هل المرأة حيوان ام إنسان !! بينما جاء الإسلام الذي كرم المرأة وجعل مريم سيدة نساء العالمين وانصف المرأة واعطاها حقوق ثابتة في القرآن والسنة .. يناقشون هل داعش تمثل الإسلام ام لا ونسوا بأن الله عز وجل ذكر في محكم كتابه (لكم دينكم ولي دين ) بينما كانت سياسة اسبانيا في الأندلس سياسة وحشية تجاه الدين حيث اجبروا المسلمين واليهود على التنصل عن دينهم او الموت فتظاهر الناس بترك الدين ومارسوا طقوسهم خفيه ..واخيرا اود ان اختم هذا الطرح برسالة واضحة لمن نسي او تناسى واقول لهم بأن الهوية الحقيقية للإسلام لايمكن طمسها لسبب بسيط جدا وهو ان اصل السلام هو الإسلام .