قصة القصيرة: لا املك سوى رصاصة واحدة |
عندما تدق الساعة وتبدأ الثواني ومن ثم الدقائق الدقائق الاخيرة من حياتنا التي لم نرى منها سوى الحروب والنزاعات ، لم نرى يوما للسلام، فعندما دخل المناشدون بالحرية والديمقراطية لم يتغير من الواقع شيء. كان اتباع النظام يأخذون من يرغب به ليقوم بتنفيذ القتل اما في مقبرة للابادة الجماعية اوالقتل بالرصاص. اما الان في تجمع او مناسبة كانت فرحآ او حزنا ترى سيارة مركونة الى الجانب ، في لحظة يصبح كل شيء رماد، او يأتي شخص راكض ويفجر حزامآ ناسفآ وهو يكبر عله يصل مسرعآ الى جهنم الدنيا قبل الاخرة . لم تكن لدي سوى رصاصة واحد.. الكل استشهدوا.. اصبحتُ غريبا في وطني، لم تكن تلك الجدران السميكة ولا الدروع لتحمي من رصاصة تلحقني بركب الشهداء . كم تمنيت ان انال الشهادة ، لكن تذكرت امي التي كان كلما التحقت الى ساحات القتال تدعوا ان اعود لها سالمآ مع دموع واحضان كانهُ الاسبوع الاخير لي. ابنتي الوحيدة لطالما حلمت بمستقبل جميل برفقة ابيها المجاهد، وتكون طبيبة واعلم كم هي احلام الاطفال بريئة وجميلة ، لكن يبدو ان الحلم سيكون بدوني . يدركنا الموت في لحظة وتلك اللحظة لا تستطيع ان تفعل شيء ، عندها يتوقف بنا الزمن لتنتقل من عالم الى عالم اخر . صوبت رصاصتي من خلال النافذة الصغيرة بتلك الغرفة الواسعة باتجاه احدهم كان لديه لحية طويلة تملأها القذارة وكذلك شعره الذي يغطي كل راسه حتى كتفيه، يلبس ثوب قصير واضعا على صدره درع ويحمل سلاحا حديثا، رميت الرصاصة باتجاهه واسقطتُه جريحآ ، جميعهم انتبهوا لي وبدأت ساعة الصفر، كانت هي اللحظة ، اللحظة التي انتظرتها، لحظة الشهادة والالتحاق بركب الشهداء . لكن كتبت لي حياة جديدة ، لان الطائرات والجنود العراقيين حاصروا المكان ، بدأت اشعر بالحياة. نجوت من شيء قد لا انجوا منه بالمستقبل ، لكنني ربما سأكون جزء من احلام ابنتي وارسم البسمة على وجه والدتي . سأبتسم للحياة مثلما رسمت الابتسامة على وجه وطني . مقاتل من اجل الوطني |