المعرض الدولي للكتاب 2 .. شخصيات المعرض

 

تواصل القافلة الثقافية للشلف والتي تضم مجموعة من المثقفين زيارتها للمعرض الدولي للكتاب 1438هـ -2016 ، فكانت لنا جلسة سريعة مع الأستاذ نورالدين بوكروح، والفقيه شمس الدين.
نور الدين بوكروح .. أقف مطولا عند كل دار النشر تطبع لمالك بن نبي. أسمع، وأسأل ، وأناقش، وأنتقد. ألتقي بالأستاذ نور الدين بوكروح لأول مرة أراه رأي العين.
ومن عادتي حين أرى الشخص لأول مرة، أصفه من الناحية الشكلية.. كان شديد البياض إلى الطول أقرب. يحسن الاستماع لمحدثه، في داخله أشياء كثيرة لم يتفوه بها لكن الزفرات التي كان يطلقها من حين لآخر تعبّر ودون أن يدري عن ما بداخله، وبالأحرى عن ما يمنعه للبوح بما في داخل الصندوق.

أقول له .. هل أنا الآن أتحدث مع بوكروح الوزير، أم بوكروح الكاتب.

يجيب باتسامة.. دعك من الوزير والكاتب، أنت الآن تتحدث للإنسان العادي الجزائري البسيط جدا. وفي العمل يتغير الجو لأن النظام والصرامة جزء من العمل.

أسأله عن مسألة كتبت عنها منذ قراءتي لدفاتر مالك بن نبي باللغة الفرنسية  "les Carnets de Malek BENNABI " ، والتي أشرف عليها الأستاذ نور الدين بوكروح.. هل مالك بن نبي هو الذي إستعمل الرموز ككناية عن الأشخاص ، أم أنت الذي إستعملت الرموز؟.

يجيب الأستاذ بوكروح ودون تردد.. أنا الذي حذفت الأسماء واستبدلتها بالرموز، لأني رأيت أنه ليس من اللائق أن تذكر أسماء لا علاقة لها بالفكرة وتخلق عداوة وتحيي أحقادا نحن في غنى عنها.  ولقد وافقتني العائلة على ذلك.

ويتحدث بمرارة عن المشاكل التي تعرّض لها في سبيل نقل وكتابة "دفاتر مالك بن نبي" وكذا مذكراته، باعتباره نقلها بنفسه عبر الحاسوب . ويبدو أن له أسرارا تتعلق بتراث بن نبي لم يفصح عنه بعد.

وفيما يخص مذكرات بن نبي المعنونة بـ "العفن"، يقول.. كانت على شكل مسودة، ولا يمكنني بحال أن أنقل مسودة.

أنصحه قائلا.. كان عليك أن لاتنشر مقالاتك حول مالك بن نبي بشكل يومي، وكان عليك أن تنشرها أسبوعيا حتى يتسنى للقارىء المتتبع أن ينتقدها. فراح يشكو ، ويقول لي بمرارة .. قل لهم ذلك من فضلك، وراح يكررها.. قل لهم ذلك من فضلك .

وبعدما سلمني رقم هاتفه وأخذ رقم هاتفي، يقول لي بلهجة الواثق من نفسه.. أنا تحت تصرفك في أيّ وقت، وحين تزور العاصمة أطلبني وسنذهب لفندق الأوراسي وفي مكان معزول ونرتشف فنجان قهوة سويا في جو هادىء بعيدا عن الضوضاء، ونتناقش في الأمر الفكري الذي طرحته، ونجد له مخرجا إن شاء الله .

الفقيه شمس الدين.. إنتظرته حين الانتهاء من صلاة العصر، وكانت تبدو عليه أمارات التعب والإرهاق من كثرة المقبلين عليه، والذين يودون أخذ صورة معه وتوقيعا على الكتاب من طرفه. تبادلنا المصافحة والعناق، إنه الفقيه الشيخ شمس الدين.

أخبره أني أريد كتابه " جذور البلاء"، فيفرح ويمسكني من يدي ويشد عليها وكأنه يخشى أن أغادره بسرعة، ويجلسني بجواره  ويطلب مني بإلحاح شديد أن أبقى لجانبه بعض الوقت، لكن وقت القافلة الثقافية محدود جدا.

يقول لي.. هذا آخر كتاب لكن يأخذه الأول الذي طلبه، ثم يطلب من القائمين على دار النشر التي طبعت له الكتاب أن تبحث لي عن نسخة فلم يجدوا، ويعيد الطلب مرتين أو ثلاث.

ثم يهتف في أذني .. هل تعلم أن النسخة الخاصة بي إشتريتها بـ 1000 دج، ولا أملك نسخة غيرها.

أحدثه عن ما قيل عن كتابه " جذور البلاء"، فيجيب.. لقد قرأت بعض الردود وكنت أتوقعها، ثم يضيف قائلا.. تحدثنا في كتابنا عن تصرفات خاطئة ألبست لباس الدين وما هي من الدين .

لم تدم الجلسة إلا بعض الدقائق ، فقد طلب مني زميلنا سمير تاملوت Samir Tamaloult، أن نغادر جلسة الفقيه شمس الدين، لأن معمر عيساني Maamar Aissani يطلبنا لأجل العودة.

اسأله قائلا: لم أعد أراك عبر الصفحة، فيجيب بابتسامته المعهودة.. أنا لا أملك صفحة، فهناك 18 صفحة وضعت باسمي لا علم لي بها.

يمنحني رقم هاتفه من جديد، باعتبار الأول ضاع مع ضياع الشريحة والمحمول، ويطلب مني أن نكون على إتصال دائم.

ما يجب ذكره في هذا المقام، أني أعرف الفقيه شمس الدين من خلال كتاباته منذ مدة طويلة، ربما سنفرد لها مقال إذا توفرت الظروف.