اردوغان والمالكي ... وجهان لعملة واحدة .. مع الفارق !

عتمد الانظمة الديمقراطية في دول العالم المتحضر الدورة الانتخابية وامدها يمتد بين ٤ سنوات الى ٥ او ٧ سنوات لرئاسة الحكومة اذا كان نظام برلماني او رئاسة الجمهورية اذا كان النظام رئاسي جمهوري يتسلم الشخص هذه الرئاسة بناءا على فوز حزبه وكتلته في هذه الدورة الانتخابية اعتمادا على البرنامج المقدم في كيفية ادارة الدولة وما هي نوع الخدمات التي سيحصل عليها المواطن اثناء هذه المدة. بعد نهاية الدورة الانتخابية قد يفوز حزب رئيس الحكومة الحالية مرة اخرى وقد ينال شخص رئيس الحكومة التجديد لولاية ثانية جديدة. بعد ذلك اصبح احتمالية التجديد لولاية ثالثة ضد مزاج الجمهور الراغب في التغيير لانه حتما سيبدا الروتين وسيصيب الملل والكسل العديد من قطاعات الدولة وهنا اصبح لزوما الاتيان بوجوه جديدة ونفس جديد وذهنية وطاقة جديدة لبدأ مرحلة جديدة من الحياة. 

لمماذا اخترنا اردوغان والمالكي رب سائل يسأل ؟ لانهما من احزاب الاسلام السياسي  الذين تكشفت نواياهم في استخدام الدين والايديولوجية الدينية وسيلة للوصول الى السلطة ولان هناك من يحاول تلميع صورة هذين الزعيمين الذين سقطا من اعين الناس ولم تقم لهم اي قائمة بعد اليوم ويحاول اعطائهما اكثر من حجمهما وبالتاكيد هؤلاء هم من المنتفعين والمنافقين اللاهثين خلف مصالحهم لا غير.

اردوغان رئيس الوزراء التركي كان قد نجح في قيادة تركيا خلال فترتي رئاسته للحكومة في انقرة وتحققت على عهده المزيد من النجاحات والتطورات والنمو الذي زاد من حجم التطور والتنمية الذي تشهده تركيا والشعب التركي الا انه بعد انتهاء المدة الدستورية للولاية الثانية لم يترك الامور تنقضي على خير بل تحول الى هذه المرة الى رئاسة الجمهورية وهو مشهد حتما غير مقبول في ظل الانظمة الديمقراطية المعتبرة فتلك الانظمة لم تفصّل على مقاييس الاشخاص والرموز وانما جاءت بناءا على مصالح الدول والشعوب فالديمقراطية لا تتوقف على حاكم او زعيم او رئيس حكومة مطلقا فالبدلاء كثر ومن يفعل شيئا اليوم يكمله الاخر غدا، لذلك سقط اردوغان من اعين الناس وتحول الى دكتاتور راغب في سلطة وكرسي وامتياز وذهبت انجازاته ادراج الرياح وقد اضاع فرصة تاريخية في ان يحافظ على زعامته نقية ونظيفة من اي مصلحة شخصية وان يدخل سجل التاريخ زعيما مخلصا قدم وصنع الكثير لبلده وشعبه عندما اعلن تمسكه واستمراره في العمل السياسي على هذا المنوال.

اما نوري المالكي فقد حاول وما زال يحاول العودة الى رئاسة الحكومة في ولاية ثالثة ورغم ان ظروف ترؤس اردوغان الحكومة التركية تختلف كليا عن المالكي فتركيا دولة مؤسسات والحياة فيها مستقرة عكس العراق بعد سقوط نظام صدام كانت الفوضى والعبث يعم ارجاء العراق الا ان المالكي لم يزد العراق الا تعاسة في فترتي حكمه وانتهت باحتلال داعش لثلث اراضي العراق وكان قد امتلك فرصة ذهبية في انشاء دولة المؤسسات وارساء اسسها الصحيحة لو كان يمتلك بعدا للنظر والتفكير بصورة عميقة ولو كان قد استغل الدعم الكبير الذي حصل عليه من كل الجهات لكنه اساء استخدام الفرصة وضيّعها وجاءت النتائج مخيبة للامال ليسقط هو الاخر من عيون الشعب الذي لفظه ورفض توليه ولاية ثالثة رغم فوزه في الانتخابات السابقة.

الديمقراطية اكبر من الشخصيات والرموز والاحزاب فلا اردوغان ولا المالكي ولا احزابهما يمثلان شيئا امامها.