ترامب الرئيس |
إنتهت الإنتخابات الأميركية بمفاجأة أذهلت العالم أجمع ، بفوز ترامب الذي أحرق كافة مراكبه بمهاجمة المسلمين والسود وتهديده بترحيل المهاجرين ،وبشتائمه ضد الديمقراطيين ، وبالأفلام التي ظهرت له وهو يهين المرأة بالحديث عن نزواته وكيف يغوي النساء ليضاجعهن ،وقد ظهرت عدة نساء وهن يتحدثن عن تجاربهن معه وكيف تحرش بهن وقبلهن وضاجعهن بعد إغوائهن ،ومع ذلك فقد نجح ،فمن دعمه بعد أن خاصم كل هؤلاء؟ وها نحن في مرحلة الرئاسة لأن ما جرى قد جرى والله وحده يعلم ما الذي جرى ، وهل زوروا بطريقتهم الخاصة أم سرقوا الصناديق"....."، ؟علما أن ترامب حذر من تزوير في الإنتخابات وأن هناك عمليات تحويل إليكتروني لسرقة أصوات الجمهوريين وتحويلها لحساب الديمقراطيين ؟ وأخشى أن يكون الجمهوريون هم أنفسهم الذين حولوا أصوات الديمقراطيين إليكتروميا لصالح ترامب. المهم القول أن ترامب الرئيس سيكون غير ترامب المرشح ،وقد عمّد عهده في الرئاسة بالتأكيد أنه رئيس كل الأمريكيين، وهذه فاتحة خير لأن ما يجوز في مرحلة الإنتخابات لا يجوز في البيت الأبيض "حكي السرايا غير حكي القرايا"،ومعروف أن المرشح أي مرشح يستخدم كل الأسلحة المحرمة والمحللة للنيل من خصمه وتحقيق الفوز عليه ،ومن يضحك أخيرا يضحك طويلا ،وهذا حال ترامب،وسيكون رئيسا عاديا وإن بمزاج مضطرب ،ف"السي آي إيه"و"الإف بي آي"و"البنتاغون " سينظمون حركات لسانه ويضبطون حركاته،ويقيني أنه سيكون مطيعا . المزاج العربي كان مع هيلاري كلنتون ،لأن إعلامنا العربي الغبي التابع كان ينبض بالبث الإعلامي الأمريكي الذي تحدث عن تسعة إستطلاعات موجهة أفادت بنجاح هيلاري، وبالتالي تهيأ الكثيرين منا لفوز هيلاري ،كما أن ترامب لعب لعبة قوية بأن ظهر في الأيام الأخيرة هلعا بعد أفلام اليوتيوب التي تحدث فيها عن مغامراته النسائية ،وكان الهدف منها فضحه على الملأ وتحشيد النساء الأمريكيات ضده،وكانت النتيجة بالعكس لأن المرأة بطبعها تحب من يغويها . لا نكشف سرا عندما نقول أن ترامب ثري وقوي وصاحب مزاج حاد ومغامر من الطراز الأول إلى درجة الحمق والتهور ،وقيل أنه مجنون ووصفته هيلاري بالمدفع الفالت ،وهذا ما جعل يهود ينفرون منه في البداية ،لكنه كان أذكى منهم إذ أبلغ مركز الضغط اليهودي المعروف في واشنطن "الإيباك" ،برغبته في لقائهم، وعندما إجتمع بهم بادرهم بالقول بكل الشفافية المعهودة :أعلم أنكم لا تحبونني ولن تصوتوا لي ، وأنا قوي وغني ولست بحاجة لدعمكم أو أصواتكم ،لكن لدي بضع كلمات يجب أن تسمعوها لتنقلوها لقادة إسرائيل وهي أن الإستعمار الإستيطاني في الضفة غير شرعي. هذا ما وصلنا من ذلك اللقاء المثير ، أما الذي لم يصلنا فهو حسب إجتهادي الشخصي أن ترامب واليهود لم يعلنا الإنفصال عن بعضهم بل وثقوا علاقاتهم ويقيني أنهم عقدوا إتفاقا سريا يضمن كرسي الرئاسة في البيت الأبيض لترمب ،مقابل تعهدات قطعها لهم على نفسه ، وها نحن نغوص في بعضها مثل تعهده بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس ،مع أنه لن يفعل ذلك ،لكن ان يخرج من لدنه مثل هذا التعهد ،فهذا امر له معناه. يهود يعرفون جيدا ماذا يعني أن يكون الرئيس الأمريكي قويا وغنيا ، ولهم تجارب عديدة في هذا المجال "كينيدي وبوش الأب"، وترامب بدوره يعرف تماما قدرة يهود وقوتهم على العبث وربما لم ينس أنهم قتلوا جون كينيدي منتصف ستينيات القرن الماضي ،وإنتقامهم من بوش الأب بالإتيان ببوش الصغير والسيطرة حتى على أحلامه ، وما فعلوه مع زوج خصمه كلينتون وزجهم في ردهة البيت الأبيض أمامه بمتدربة يهودية تدعى مونيكا لوينسكي البولندية الأصل. صحيح أن الديمقراطيين ضعفاء وفقراء ومجموعة أقليات وهم مطية سهلة ليهود ،ومع ذلك فإن الرئيس المودع اوباما أزعج قادة مستدمرة إسرائيل بإصراره على حل الدولتين الذي يقتل المشروع الصهيوني ويلغي الرواية اليهودية ،وذلك بضغطه عليهم مع أن هذا الحل ولد ميتا ،وقد مارس النتن ياهو تحديدا كل أمراضه النفسية وأظهر عقده الإنفصامية على الرئيس أوباما وفي عقر داره حيث أهانه في البيت الأبيض ، وعندما إلتقاه في تل أبيب ، وجه له إهانة بالغة عندما أبلغه على باب مكتبه بانه يعرف طريق كراج السيارات ليغادر بدون توديع ،ولن ننسى كيف رتب الكونغرس زيارة للنتن ياهو وألقى امامهم خطابا عرمرميا وصفقوا له 33 مرة ،منها مرة عندما مد يده لتناول كأس الماء ،وكانت الزيارة بدون علم الرئيس أوباما. رغم ذلك حصلت مستدمرة إسرائيل في عهد الرئيس أوبام على الكنز الأمريكي وآخر الأعطيات منحة عشرية بقيمة 30.8 مليار دولار،وكان ذلك رشوة من الديمقراطيين لضمان تأييد يهود لهيلاري ولكنهم أخذوا المنحة وغدروا بالديمقراطيين الضعفاء ودعموا ترامب القوي. الدليل على صدق ما نقول أن فوز ترامب المفاجيء لنا قد أدخل الفرح والمسرة في نفوس قادة مستدمرة إسرائيل الذي صرحوا فورا أن حل الدولتين مات بفوز ترامب،وهذا صحيح لأن ترامب قوي ولا يحب إلا الأقوياء ونحن العرب والمسلمين لسنا اقوياء لنفرض إحترامنا على الآخرين ، وهذا ما دعا ترامب لتحدينا وضرب مشاعرنا بعرض الحائط عندما أعلن أنه سينقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس ،ويكفيه أنه صرح بذلك ليسجل له عند شايلوك اليهودي ،كونه تجاهل مشاعر مليار ونصف المليار مسلم كرمى لخاطر عدة ملايين من اليهود. سألتني إحدى وكالات الأنباء العربية عن رأيي بفوز ترامب وأثر ذلك على العرب ،وكانت إجابتي أننا نحن العرب لم نتعود على إحترام انفسنا ،وأن فقيرنا يذهب إلى البيت الأبيض حاملا ولاءه في عنقه وكرامته في كفه ويقول لهم : هاكم ولائي وكرامتي وإحموني وإرضوا عني ،في حين يذهب الأغنياء وهم يحملون كرامتهم وصناديق أموالهم ويقولون هاكم كرامتنا واموالنا واحمونا وإرضوا عنا ..هذا هو حالنا فكيف سينظر إلينا الآخر خاصة إذا ما كان لئيما؟ |