ورقة الموصل التي أفشلت الحمار الديمقراطي |
كان من الواضح ان قرار بدء المعركة لم يدرس الاستعدادات الدبلوماسية ولم يؤسس الى ارضية مشتركة من التفاهمات بين المحاور التي تتفاعل في منطقة الصراع بالقدر الذي تم فيه تهيئة كافة الامكانات اللوجستية لكثرة التعقيدات وتعدد الاطراف وتشابك المصالح وذلك لان احدى اهم الجبهات في الحروب المعاصرة هي الجبهة الدبلوماسية والتي نراها واضحة في حسم الملف النووي الايراني وايضا في اعمال الخارجية السورية الا ان مؤشرات الانتخابات الامريكية دفعت بادارة السيد اوباما الى تقديم التوقيت الزمني للمعركة لتدوير استطلاعات الراي العام الامريكي باتجاه السيدة كلينتون كمرشحة للحزب الديمقراطي والتي دعمها السيد اوباما بشكل استثنائي في حملتها الانتخابية وكان هذا واضحا من خلال تلك المغازلات السياسية التي سوغتها زيارة وزير الدفاع الامريكي الى تركيا لتطبيع الموقف مع العراق وحسب الاتفاق الذي يؤكد بان القيادة في العراق هي الوحيدة التي باستطاعتها الموافقة على القوات العسكرية التي تساهم في القتال والتي يسمح لها بالدخول الى مدينة نينوى . ولكن الذي حصل هو ان ادارة السيد اوباما لم تستطيع ان تدير دفة المعادلة بالشكل الذي يمكن ان يضيف اي رصيد من الانجازات يصب في صالح حزبه بل بالعكس تماما فقد اخذت التفاعلات الاتجاة السالب وخصوصا عندما تصاعدت حدة التجاذبات والتهديدات بين السيد العبادي من جهة واردوغان من جهة اخرى وبقي موقف السيد اوباما غير واضح ويبدو انه لم يريد ان يصعد الموقف الى مستوى اخر فلجا الى البراغماتية مع تركيا حين هاتف اردوغان واعتبر تركيا طرف من التحالف الدولي الذي تديره امريكا ضد تنظيم داعش الا ان الامر بقي في اطار المغازلة السياسية ليس الا ولكنها في نفس الوقت لم تنجح في تفعيل اي منجز ولو بالجانب السياسي على استقطاب الجمهور الامريكي باتجاه هيلاري كلنتون, وربما يكون الخرق الامني الذي تعرضت اليه مدينة كركوك قد اثر سلبا على النخبة السياسية والاقتصادية التي تدير السياسة الخارجية الامريكية وادارها لتؤثر ايجابيا باتجاه السيد ترامب الذي اخذ يستغل كل تلك الاحداث في التصعيد الاعلامي ضد السيدة هيلاري والسيد اوباما بانهما هم من هيأ الارضية والبيئة المناسبة لنمو تنظيم داعش الارهابي والتوسع في الاراضي التي احتلها في العراق وسورية . |